"تحدّيات الاستخدام الإلكترونيّ: مخاطر وفرص"

أصبحت الأجهزة الإلكترونيّة لا غنى عنها في حياتنا اليوميّة،  حيث تحوّلت إلى رفيقٍ لا يُفارقنا أبدًا. تُعتبر هذه الأجهزة سُبلًا رائعةً للاستمتاع والترفيه، ولكن بسبب الإدمان الشديد عليها أصبحت أداةً  لتدمير وغسل العقول، حيث أظهرت دراساتٌ عديدةٌ مخاطر الإدمان عليها على  عدّة أصعدةٍ، وهذا ما يجعلنا نفكّر بسبلٍ وقائيّةٍ تض من استفادتنا الأكمل من هذه التقنيّات بشكلٍ صحّيٍّ ومتوازنٍ. 

فما هي مخاطر الإدمان عليها؟ وكيف يمكننا أن نستفيد منها؟ وما هي السبل الوقائيّة اللازم اتّباعها لتجنّب مخاطر الإدمان؟

بدايةً، الإدمان الرقميّ يشكّل تهديدًا خطيرًا على صحّة الأفراد والمجتمعات،  فهو يؤدّي إلى ان عدام الانتباه، انخفاض الإنتاجيّة، انعزالٌ اجتماعيّ وفقدان الشعور بالذات. بالإضافة إلى مشاكل جسديّةٍ مثل  آلام الظهر والعنق نتيجة الجلوس المتواصل لساعاتٍ طويلةٍ أمام الشاشة، عوضًا عن المشاكل النفسيّة مثل القلق والاكتئاب.  وفي الحالات الشديدة قد يتسبّب بمشاكل ماليّةٍ نتيجة الإنفاق المتهوّر على الألعاب والتطبيقات الإلكترونيّة. 

ثانيًا، توفّر الأجهزة الإلكترونيّة فرصًا متعدّدةً للاستفادة دون التعرّض للمخاطر، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الهواتف الذكيّة والأجهزة اللوحيّة في تطوير المهارات الشخصيّة والمهنيّة من خلال تطبيقات التعلّم عبر الإنترنت والكورسات التعليميّة . كما يمكن استخدامها في ممارسة الرياضة واللياقة البدنيّة من خلال تطبيقات تتبع الأداء الرياضيّ وتقديم توجيهاتٍ وتحفيزٍ لتحقيق الأهداف الصحيّة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن ا ستخدام الأجهزة الإلكترونيّة في إدارة المال والميزانيّة الشخصيّة من خلال تطبيقات إدارة النفقات والاستثمارات بطرقٍ آمنةٍ وفعّالةٍ. 

أخيرًا وليس آخرًا،  يجب علينا الوقاية من مخاطر الإدمان باستخدام عدّة طرقٍ ومنها فهم ومراقبة الوقت الذي نقضيه على الأجهزة الإلكترونيّة، حيث أجرت عدّة جامعاتٍ  دراساتٍ تظهر أنّ تحديد وقتٍ لاستخدام الأجهزة الإلكترونيّة يساعد في تقليل مستويات التوتّر وتحسين جودة النوع وكلّ هذا بسبب تقليل وقت التعرّض للضوء الأزرق الصادر من الشاشات وهذا ساعد بتنظيم بيولوجيّة الجسم. عوضًا عن ذلك يجب البحث عن نشاط اتٍ وهواياتٍ جديدةٍ لا تعتمد على الأجهزة الإلكترونيّة لتنويع الوقت وتقليل الاعتماد عليها.

 باختصار، يجب علينا أن نكون حذرين من مخاطر الإدمان على الأجهزة الإلكترونيّة ونستغلّها بشك لٍ صحيحٍ، عن طريق فهم الآثار السلبيّة للإفراط في استخدامها واستغلال الفرص الإيجابيّة التي تقدِّمها،  بالإضافة إلى اتّباع سلوكيّاتٍ وقائيّةٍ مثل تحديد الوقت المناسب للاستخدام واستكشاف أنشطةٍ بديلةٍ لتنويع الوقت وتعزيز التوازن الحياتيّ. إن فهمنا لهذه النقاط والعمل بنصائح الوقاية سيساعدنا على الاستمتاع بفوائد التكنولوجيا دون التعرّض لمخاطر الإدمان والتأثيرات السلبيّة.

إعداد: الأخت رقية الرز.

تدقيق: محمد زين الدين 4/8/2024