12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

مرحلة الشباب >> تاريخ النهضة الحسينية

تاريخ النهضة الحسينية

| مرحلة الشباب | 

 

نُبذة عن الكتاب : 

 

 

 

 

لتحميل كتاب : تاريخ النهضة الحسينية

اضغط هنا 

 

 

اقتباسات :  

_ "كانت ولاية الحسن سبعة أشهر وسبعة أيام فقد صالح معاوية في ربيع الآخر أو جمادي الأول سنة إحدى وأربعين، فاستولى معاوية على الحكم في ظل ظروف غير طبيعية، إذ لم يتم ذلك عبر «الإنتخاب» أو «الجماعة»، ولم تستند حكومة معاوية إلى رضى الأمة أو مشورتها، وإنما فُرضت عليها بقوة السلاح، وفي أعقاب حرب دامية. وقد اعترف معاوية بذلك: « والله ما وَلَيتُها بمحبةٍ علمتُها منكم ولا مسرّة بولايتي، ولكن جالدتكم بسيفي هذا مجالدة». وألقى في النخيلة، بعد الصلح، بمجرد وصوله إلى العراق، خطابًا أعلن فيه عن جبروته وطغيانه على الأمة واستهانته بحقوقها، وأنَّه إنما قاتل المسلمين وسفك دماءهم ليتأمّر عليهم، وأن جميع ما أعطاه للإمام الحسن (ع) من شروط فهي تحت قدميه لا يفي بشيء منها".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثّقافيّة، ص8.

 

 

_ "كان معاوية ميّالًا بطبعه إلى انتحال الملك، وهو بعد ما يزال والياً على الشام حين وصفه الخليفة عمر بن الخطاب، بأنه «كسرى العرب»، ثم جعل الخلافة ملكاً فكان أول ملك في الإسلام، فقد كرّس الإنفصال ولأول مرة في حياة الدولة الإسلامية بين المسجد والحاكم، ولم يعد للمسجد هذا الدور الفعّال في الحياة السياسية العامة، فقد أقام حاجزاً في المسجد بينه وبين عامة الناس، وأحدث المقصورة في الجامع وجعلها مقاماً للصلاة خاصًّا به تفصله عن بقية المصلّين، وهو أول من خطب قاعدًا، وأول من اتخذ سرير الملك".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص 10.

 

 

_ "إن نقطة الضعف الرئيسة في دولة معاوية كانت في أنها قامت على القهر والغلبة وسفك الدماء، والدولة التي تقوم على القهر والغلبة وسفك الدماء تحتاج إلى ذلك من أجل أن تستمر، وإلا فسوف تكون عرضة للإنهيار السريع، ولذلك كان الحاكم الأموي دائمًا نزاعًا إلى سفك الدماء والقتل والإرهاب، معتقداً أنه لو تراخى في ذلك فسوف يسقط، ويقوم أعداؤه بتصفية حسابهم معه بنفس الطريقة. فإذا بالدولة الأموية دولة عسكرية أمنية، منذ ولادتها التي تمت بالقوة، مروراً بنهجها القمعي الدموي في التعامل مع خصومها، وانتهاءً بسقوطها الذي تم على أيدي العباسيين وبالقوة أيضاً، وبأسلوب أكثر قسوة ودموية من الأساليب الأموية نفسها". 

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص11.

 

 

_ "عمد معاوية فأوعز إلى بعض الوضّاعين من الصّحابة أن يفتعلوا الأحاديث على لسان رسول الله في إلزام الأمّة بالخضوع للظّلم، والخنوع للجَور والتسليم لما يقترفه سلطانها من الجَور والإستبداد".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص17.

 

 

_ "عُرِف معاوية بالخلاعة والمجون، يقول ابن أبي الحديد: « كان معاوية أيّام عثمان شديد التّهتّك موسوماً بكل قبيح، وكان في أيّام عمر يستر نفسه قليلاً خوفاً منه. ونقل النّاس عنه في كتب السّيرة أنّه كان يشرب الخمر. واستخفّ بكافة القِيَم الدّينيّة، ولم يُعنَ بجميع ما جاء به الإسلام من الأحكام فاستعمل أواني الذّهب والفضّة، وأباح الربا، وتطيّب في الإحرام، وعطّل الحدود، واستلحق زياد بن أبيه، وقد خالف بذلك قول رسول الله : «الولد للفراش وللعاهر الحجر»".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص17.

 

 

_ "استخدم معاوية الكتاتيب لتغذية الأطفال ببغض آل البيت عليهم السّلام، ثم استخدم لذلك الوعّاظ الذين سخّرهم واستأجرهم لكي يحوّلوا القلوب عن أهل البيت، ويُذيعوا الأضاليل في انتقاصهم تدعيماً للحُكم الأمويّ، فقام هؤلاء بافتعال الأخبار ووضع الأحاديث على لسان النبي صلّى الله عليه وآله للحطّ من قيمة أهل البيت عليهم السّلام وأبرز هؤلاء «أبو هريرة الدوسي، وسمرة بن جندب، وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة»، وقد افتعلوا آلاف الأحاديث على لسان النبي صلّى الله عليه وآله، وكانت عدة طوائف مختلفة حسب التّخطيط السياسي للدولة".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص18.

 

 

_ "تمادى معاوية في التّطاول على الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام فأعلن سبَّه في نواديه العامّة والخاصّة وأوعز إلى جميع عمّاله ووُلاته أن يذيعوا سبَّه بين النّاس وسری سبّ الإمام في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وقد خطب معاوية في أهل الشام فقال لهم: «أيّها النّاس إنّ رسول الله قال لي: إنّك ستَلي الخلافة من بعدي فاختر الأرض المقدّسة، يعني الشّام، فإنّ فيها الأبدال، وقد اخترتكم فالعنوا أبا تراب»، فعجَّ أهل الشام بسبّ الإمام وخطب معاوية فيهم، فقال لهم: ما ظنّكم برجل، يعني عليّاً، لا يصلح لأخيه، يعني عقيلاً، يا أهل الشّام إن أبا لهب المذموم في القرآن هو عم علي بن أبي طالب.
ويقول المؤرّخون: إنّه كان إذا خطب ختم خطابه بقوله: « اللهمّ إنّ أبا ترابٍ ألحد في دينك وصدّ عن سبيلِك فالعنه لعناً وبيلاً، وعذّبه عذاباً أليماً...".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص20.

 

_ "أسرف معاوية إلى حدّ كبير في سفك دماء الشيعة، فقد عهد إلى الجلّادين من قادة جيشه بتتبّع الشيعة وقتلهم حيثما كانوا، وكتب إلى ولاته في جميع الأمصار: انظروا من قامت عليه البيّنة أنّه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان واسقطوا عطاءه ورزقه، وكتب كتاباً آخر جاء فيه: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكِّلوا به واهدموا داره، فارتكب زياد بن أبيه أفظع المجازر، فقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون، وأنزل بالشيعة من صنوف العذاب ما لا يوصف لمرارته وقسوته".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص21.

 

 

_ "لقد نقض معاوية أهم وأخطر بند في صلحه مع الإمام الحسن عليه السّلام، وأشعل بذلك فتيل أخطر حرب في تاريخ الإسلام لم تنطفئ إلى يومنا هذا، فقد حوّل الإمامة التي هي وراثة النبوّة إلى ملكٍ شخصيٍّ عائليّ يتوارثه الأبناء والأحفاد وهذا ما سمّاه المؤرّخون تحويل الخلافة إلى قيصريّة وكسرويّة، وفوق ذلك كلّه فقد كان مختاره للخلافة أقل بكثير من المستوى العاديّ، وهو ولده يزيد".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص23.

 

_ "كان معاوية حريصاً جداً في وصيّته لولده يزيد على عناصر المرونة والدّهاء الّتي تضمن استمرار الحكم الأمويّ، وتبعده عن مهاوي الحماقة والنزق والعجلة. ولكن هل كان معاوية يعتقد بأن يزيد سيطبق هذه الوصيّة؟ ألم يُخالف عندما طلب منه عدم إظهار التهتّك والتّستّر على شخصيته؟ ألم يكن يعلم أن يزيداً سوف يقتل الحسين عليه السّلام، وهو المتتبّع للأخبار التي كانت تتناقل منذ عصر النبوّة، وتقول إنّ يزيد هو قاتله بيدِ جيشٍ يقوده عمر بن سعد، بل تصل إلى تحديد المكان والزمان، بل وحتى اسم حامل الرأس الشريف؟ ولكنّه مع ذلك كان مصرّاً على تعيين يزيد ملكاً وهو يعلم أن الإمام الحسين عليه السّلام سيُبتلى بعد معاوية بمن لا ينظره فواق ناقة، يعني يزيد".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص25.

 

 

_ " كان الحسين عليه السّلام يشبه النبي صلّى الله عليه وآله من صدره إلى رجليه وكان الحسن عليه السّلام يشبهه من صدره إلى رأسه. وروى سعيد بن راشد، عن يعلى بن مرة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: "حسينٌ منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسينا،ً حسين سبطٌ من الأسباط".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعية المعارف الإسلاميّة الثقافية، ص29.

 

 

_ "روى الضّحاك، عن ابن المخارق عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: بينما رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يوم جالس والحُسين في حِجرِه إذ هملت عيناه بالدّموع فقلت: يا رسول الله أراك تبكي جُعلت فداك ؟ قال:" جاءني جبرائيل فعزّاني بابني الحسين، وأخبرني أن طائفةً من أمّتي ستقتلُه، لا أنالهم الله شفاعتي". وروي بإسناد آخر عن أم سلمة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله خرج من عندنا ذات ليلة فغاب عنا طويلاً ثم جاءنا وهو أشعث أغبر ويده مضمومة، فقلت له يا رسول الله ما لي أراك شعثاً مغبّراً ؟ فقال:" أسريَ بي في هذه الليلة إلى موضع من العراق يقال له: كربلاء، فرأيت فيه مصرع الحسين ابني وجماعة من وُلدي وأهل بيتي فلم أزل ألقط منه دماءهم فها هي في يدي"، وبَسطها فقال:" خذيه واحتفظي به". فأخذته فإذا هو شبه تراب أحمر، فوضعته في قارورة وشددت رأسها واحتفظت بها، فلمّا خرج الحسين عليه السّلام متوجّهاً نحو العراق كنت أخرج تلك القارورة في كل يوم وليلة فأشمّها وأنظر إليها ثم أبكي لمصابه..".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص31. 

 

 

_ " روى سلمان الفارسي قال: سمعت رسول اللّٰه صلّى الله عليه وآله وهو يقول: "الحسن والحسين ابنَي من أحبهما أحبّني ومن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه الله أدخله الجنّة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه اللّٰه، ومن أبغضه اللّٰه أدخله النار على وجهه".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص34.

 

 

_ "لم يسكت الإمام الحُسين عليه السّلام بعد إبرام الصُلح مع معاوية، بل كان يتحرّك وفق مسؤوليّته تجاه شريعة ربِّه وأمّة جدّه صلّى الله عليه وآله بصفته وريث النُبوّة، بعد أخيه الإمام الحسن عليه السّلام، مراعياً ظروف الأمّة ومراقباً لمدى تدهورها وساعياً للمحافظة على ثمرة جهود رسول الله صلّى الله عليه وآله. فحاول اختراق حصار التضليل الأمويّ عبر أنشطة مختلفة من الوَعظ والإرشاد إلى حلقات التّدريس إلى الخطب في التّجمعات العامّة في موسم الحج، بل حتى في مجلس معاوية نفسه، فعرّف مكانة أهل البيت عليهم السّلام".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص36 

 

_ كيف وصل الإمام الحسين عليه السّلام إلى كربلاء؟
" كان الإمام عليه السّلام يريد أن يدخل الكوفة حرّاً وبالطّريقة التي يختارها هو، وكان الحر يريد أن يأخذه إليها أسيراً بأمر من ابن زياد وكان هذا أصل الأخذ والرد بينهما، فقد ظلّ الإمام مصرّاً على التّوجه نحو الكوفة، حتّى بعد أن خيّره الحرّ بن يزيد في أن يتّخذ طريقاً لا تُدخله الكوفة ولا تردّه إلى المدينة، فيذهب حيث يشاء بين ذلك، بل على رواية ابن أعثم كان الإختيار أوسع، حيث شمل حتى الرجوع إلى المدينة إذا شاء، حين قال له الحر يا أبا عبد الله، إنّي لم أؤمر بقتال، وإنّما أُمِرت أن لا أفارقك أو أقدم بك على ابن زياد وأنا والله كاره أن يبتليني الله بشيءٍ من أمرك، غير أنّي قد أخذتُ ببيعة القوم وخرجت إليك! وأنا أعلم أنه لا يوافي القيامة أحد من هذه الأمّة إلا وهو يرجو شفاعة جدّك محمد وأنا خائفٌ إن قاتلتك أن أخسر الدنيا والآخرة ولكن خذ عنّي هذا الطريق وامضِ حيث شئت؛ حتى أكتب على ابن زياد أن هذا خالفني في الطريق فلم أقدر عليه!. وعلى ذلك، فقد كان الإمام عليه السّلام قادراً على العودة إلى المدينة، ولكنّه أصرّ على التّوجه إلى الكوفة، ولمّا منعه الحر أن يدخلها إلّا أسيراً، لم يبق أمامه إلا التياسر، فلا يستسلم للحر ولا يريد العودة إلى المدينة، وهذا الطريق هو الذي قاده إلى كربلاء".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص144.

 

 

_ خطب الحسين عليه السّلام أصحابه وأصحاب الحرّ في منطقة البيضة، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
" أيّها النّاس إنّ رسول الله قال من رأى سلطاناً جائراً مستحِلّاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنّة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يَغير عليه بفعلٍ ولا قول، كان حقّاً على الله أن يُدخله مدخله !!

ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله وأنا أحقّ من غيري وقد أتتني كتبكم وقدِمت على رسلكم ببيعتكم أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني، فإن تممتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم! فأنا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله. نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم فلكم فيَّ أسوة وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم. المغرور من اغترّ بكم، فحظكم أخطأتم، ونصيبكم ضيّعتم ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، وسيغنيني الله عنكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص145.

 

 

_ أقبل الحرّ يساير الإمام الحسين عليه السّلام وهو يقول له:" إني أذكرك الله في نفسك، فإني أشهد لئن قاتلت لتُقتلن، ولئن قوتِلت لتَهلكن فيما أرى".

فقال له الحسين :
" أفبالموت تخوّفني ؟؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟ ما أدري ما أقول لك!! ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه ولقيه وهو يريد نصرة رسول الله فقال له: أين تذهب فإنّك مقتول، فقال:
سأمضي وما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى حقّاً وجاهد مسلماً واسى الرّجال الصّالحين بنفسه وفارق مثبوراً يغش ويُرغما.
 فلما سمع ذلك منه الحرّ تنحّى عنه، وكان يسير بأصحابه في ناحية والإمام الحسين عليه السلام في ناحية أخرى".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص145-146.

 

 

_ " إنّ إصرار الإمام عليه السلام على التّوجه إلى العراق، رغم علمه بالإنقلاب الحاد في موازين القوى لمصلحة الأمويين، يدلّ على أنّ رسائل أهل الكوفة إلى الإمام الحسين عليه السلام ودعوتهم إليه لم تكن هي السبب الرئيس في توجهه نحو العراق، بل كان السّبب الرئيس هو علمه المسبق بأنّه ما لم يبايع فهو مقتول لا محالة، حتى لو كان في جحر هامة من هوام الأرض، بل كان يعلم أن أهل الكوفة قاتلوه، هذه رسائل أهل الكوفة إليّ ولا أراهم إلا قاتلي.. ولذلك كان عليه أن يختار بنفسه أرض مصرعه، ولم يكن أفضل من أرض العراق للمصرع المحتوم الذي لا بد منه، لما ينطوي عليه العراق من استعدادات للتّأثر بواقعة المصرع، والتّغيير، حيث ستهبّ من هناك، بعد مقتله، عواصف التّغيير والتّحولات الكبرى التي لا تهدأ حتى تُسقط دولة الأمويين، والتي سوف يتحقق فيها الفتح الحسينيّ".

تاريخ النهضة الحسينية، جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة، ص150.




 

قلب عمّار العامر بالإيمان

"صبراً يا آل ياسر إنّ موعدكم الجنّة"
هذا ما قاله النبيّ الأكرم (صلّى اللّه عليه وآله) عندما رأى عمّارًا ووالداه يتعرضّان للتّعذيب من قبل أبو جهل والمُشركين بعد أن رفض آل ياسر التّخلّي عن الإسلام والإساءة للنبيّ،فقضى والدا عمّار في سبيل اللّه وبقي هو وأُجبِر على ذكر الأوثان بالخير...

الأمر الّذي جعله يقصد النّبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) وهو يبكي، فهو لم يكن يبكي من أجلِ والديه ولا من أجل نفسِه وما رآه من عذابٍ، جاء يبكي لأنّه ذكر الأوثان بخيرٍ. 
واسى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عمّاراً باستشهاد والديه، وكان عمّار ما يزال يبكي قائلاً:
ـ«لم يتركوني يا رسول اللّه حتّى أكرهوني فذكرتُ آلهتهم بخير»

قا ل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) والرّحمة تشعّ من عينيه:
ـ كيف تجد قلبك يا عمّار؟
ـ قلبي مطمئنٌّ بالإيمان يا رسول اللّه.
قال النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله):
ـ لا عليك يا عمّار. لقد أنزل الله فيك {إلّا من أُكرِه وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان}.



 

 توصيات من أمير المؤمنين للتّعبويّ المجاهد في المعركة

"تزولُ الجبال ولا تزل، عضّ على ناجذك، أعر اللّه جمجمتك، تد في الأرض قدمك، إرمِ بِبصرك أقصى القوم وغُضّ بصرك، واعلم أنّ النّصر من عند اللّه سبحانه".

أمير المؤمنين، نهج البلاغة.

إنّ هذه التّوصيات لا تحمل مقاييس للشّجاعة فقط بل تُعتبر نوعًا من أنواع التّعبئة الفكريّة للمُقاتل.

فضلًا عن ذلك، فإنّها قراءةٌ في علم نفس الحرب، حيث تأكّد اليوم علميًّا أنّ العضّ على النّواجذ يشدّ أعصاب الدّماغ ويحرّك الدّم الغاضب.

 وغرز القدم بالأرض يؤدّي للثّبات، والنّظر لأقصى القوم يسهّل على النّفس احتواء الجموع وتهوين أعدادهم.


 

هل تعلم؟

مجلس صيانة الدّستور في الجمهوريّة الإسلاميّة

مجلس صيانة الدّستور من الهيئات التّنظيميّة الرّئيسيّة في الجمهوريّة الإسلاميّة، ووظيفتها الإشراف على عمل مجلس الشّورى الإسلاميّ. جميع قوانين البرلمان في إيران يجب أن تحصل على موافقة هذا المجلس قبل اعتمادها.

ليس لدى مجلس الشّورى الإسلاميّ الوضع القانوني دون مجلس صيانة الدّستور. فيجب إعادة النظر في أيّ مشروعٍ قانون أقرّه مجلس الشّورى والموافقة عليها من قبل مجلس صيانة الدستور ليصبح قانونًا.

وفقا للمادة 96 من الدستور، تشخيص عدم تعارض تشريعات مجلس الشورى الإسلاميّ مع الأحكام الإسلاميّة، تقع على عاتق فقهاء مجلس صيانة الدّستور ويجب أن يوافق عليها أغلبيّة الفقهاء ليُصبح قانونًا. وتشخيص عدم تعارضها مع الدّستور على عاتق جميع أعضاء مجلس صيانة الدّستور (يعني الفقهاء والمحامين) ويجب أن يوافق عليها الغالبيّة العظمى من جميع الأعضاء من الفقهاء والمحامين ليصبح قانونًا.

في حال رفض أيّ قانون من قبل مجلس صيانة الدّستور بسبب تعارضه مع الأحكام الإسلاميّة أو الدّستور الإيراني، سيتمّ تمريره مرّة أخرى إلى مجلس الشّوري ال إسلاميّ للتّصحيح. إذا كان مجلس الشّوري ومجلس صيانة الدّستور لا يمكنهما اتّخاذ قرارٍ بشأن هذه القضية، يتمّ تمرير الأمر إلى مجلس تشخيص مصلحة النظام لاتّخاذ قرارٍ.


 

عمّار الشّيخ بروح الشّباب التّعبويّ:

أحد المواقف الاستشهاديّة الّتي يزخر بها تاريخ رجالِ هذا الدّين الحنيف، للصحابيّ الجليل عمّار بن ياسر في التّسعينيّات من عمره، حيث لم تثنهِ شيخوخته عن شرف الجهاد في سبيل اللَّه، وقد أحدُوْدِب ظهره وضَعف بدنه وهَزلت أطرافه، وقد شدّ وسطه بحبلٍ من ليفٍ، وهو مع ذلك كلّه كان يقتحم صفوف المارقين والمُنافقين ويصول بينهم ويجول، ويلتقي المُحاربين بصدرٍ حماسيّ قلّ نظيره.

 والمشهد الأروع في تفانيه كان قد تمثّل عند شعوره بالعطش الشّديد وهو في رمضاء صفّين الحارَّة، فالتفت إلى السقّاء طالباً شربةً من الماء لثقل الحديد والجهد الجهيد الّذي بذله، وكانت المفاجأة عند جواب السقّاء بالقول: لقد نَفِذَ الماء، ولا يوجد إلا اللَّبن، فناوله إياه، وهنا الأداء المميز لهذا المُجاهد الكبير، إذ لم يكد يشعر ببرودة اللّبن في شفتيه حتى مَثَل أمامه حديث المصطفى صلّى اللّه عليه وآله بقوله «يا عمّار تقتلك الفئة الباغية، وآخر شربةٍ تشربها شربةً من اللّبن».

 عندها لم يُكمل شربته بل ناولها إلى السّقَّاء، وإبتدر متهلّلًا وانحدر مُسرعاً إلى قلبِ الأعداء وهو يرتجز ويقول «اليوم ألقى الأحبّة، اليوم ألقى محمّداً وحزبه...». وقاتل حتى استُشهد رحمه اللّه.



 

فكر الإمام

تعبئة المُستضعفين في الجمهورية الإسلاميّة
"أما في ما يخصّ التعبئة؛ أولًا، إنّ منظّمة "تعبئة المستضعفين" في الجمهوريّة الإسلاميّة، لم يكن لها نظيرً في العالم. وعندما جرى تأسيسها، كانت حالةً فريدةً. لا شيء فيها مستوردً من أيّ مكانٍ في العالم، ليكون أي شيء فيها تقليدًا لشيء ما في زاويةٍ ما من العالم. لا شيء مطلقًا. إنّها حركة مستندة بشكل كامل ومئةً في المئة على فكر الثّورة والفكر الإسلاميّ. ألهم اللّه بها قلبَ إمامنا العظيم. فتحقّقت هذه الظاهرة.

ربّما يمكن القول، بأنّ التّعبئة هي أكبر شبكةٍ ثقافيّةٍ، اجتماعيّةٍ وعسكريّةٍ في العالم. فلم أجد في أي مكان آخر شبكةً شعبيةً عظيمةً بهذا الاتّساع وهذا العديد".
-الإمام القائد علي الخامنئي (لقاء التّعبويّين في 27-11-2019)

 

برامج
816قراءة
2023-10-08 21:55:24

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا