أبرز المشكلات التي تعترض الدّليلة (1)
أ- الصّراع الداخلي:
حيث تعاني الفتاة في هذه المرحلة من وجود عدة صراعات داخلية، ومنها: صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الأنوثة، وصراع بين طموحاتها الزائدة وبين تقصيرها الواضح في التزاماتها، وصراع بين غرائزها الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، والصراع الديني بين ما تعلمته من شعائر ومبادئ ومسلمات وبين تفكيرها الناقد الجديد وفلسفتها الخاصة للحياة، وصراعها الثقافي بين جيلها الذي تعيش فيه بما له من آراء وأفكار والجيل السابق.
إن غياب التّوجيه السّليم، والمتابعة اليقظة المتّزنة، والقدوة الصحيحة يقود الفتاة نحو الضّياع والتمرد. ولا يكون العلاج إلاّ بالسماح للفتاة بالتعبير عن أفكارها الشخصية، وتوجيهها نحو البرامج الفعالة، وتقوية الوازع الديني من خلال أداء الفرائض الدينية والتزام الصحبة الصالحة ومد جسور التواصل والتعاون مع أهل الخبرة والصلاح في المحيط الأسري وخارجه.
ب- العصبيّة وحدّة الطباع:
فقد تتصرف الفتاة من خلال عصبيتها وعنادها، وتريد أن تحقّق مطالبها بالقوة ، وتكون متوترةً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين بها.
وتجدر الإشارة إلى أن كثيراً من الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند فتيات هذه المرحلة، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب واكتئاب عند الإناث.
ويذكر أحد المتخصصّين أنّ من سلوكيّاتها في هذه المرحلة " الاندفاع، ومحاولة إثبات الذات، والخجل من التغيرات التي حدثت في شكلها، و جنوحها لتقليد أمها في سلوكياتها، وتذبذب وتردد عواطفها، فهي تغضب بسرعة وتصفو بسرعة، وتميل لتكوين صداقات مع الجنس الآخر، وشعورها بالقلق والرهبة عند حدوث أول دورة من دورات الطمث، فهي لا تستطيع أن تناقش ما تحس به من مشكلات مع أفراد الأسرة، كما أنها لا تفهم طبيعة هذه العملية".
ولا يكون حلّ هذه المشكلة إلّا من خلال العمل على إشعار الفتاة بالأمان في المنزل والدراسة والكشّاف و...كذلك في المحبّة، فكلّما زادت المحبّة، زادت فرصة التفاهم معها. لذا لا يجب التركيز في الحديث والتعامل على التّهديد والعقاب.
ج- الاغتراب والتّمرّد:
يظهرعلى الفرد خلال فترة طفولته ميل لمقاومة السّلطة يصاحبه رغبة في الاستقلال، إلاّ أن هذا الميل يزداد حدّةً أثناء المرحلة العمريّة (12-18)، حيث تسعى الفتاة إلى مقاومة كلّ ألوان السلطة، وحين تكتشف أنّ محاولاتها تبوء بالفشل يزداد عنادها وتحدّيها.
وللتمرد صور مختلفة تبدو في اتجاهات الفتاة نحو السّلطة الضّاغطة، فالتمرد قد يكون سافرًا صريحاً، كالتمرد على تقاليد الأسرة وأخلاقياتها وعقيدتها، أو قد يبدو في شكل مخالفاتٍ صغيرة في هند امها أو تمضية أوقات فراغها، فهي ترنو إلى عالم مليء بالاصدقاء، مليء بالحرّيّة والاستقلال والتّحرّر من التّبعيّة... .
وينظرعلم النفس الحديث إلى هذه المرحلة على أنها فترة ثورة وتمرد موجهة نحو السلطة وأنّ مظاهر التمرد على أنها مظاهرعارضة، تنشأ نتيجة لجهل الوالدين والمربين بالأساليب التربوية الصحيحة، وعدم فهم طبيعة المرحلة التي تمرّ الفتاة بها، فيحيطونها بالقيود التي تحول بينها وبين تطلعها إلى الاستقلال والحرية .
إذاً، فمشكلة التمرّد على السلطة مشكلة طبيعية وعارضة في مرحلة الدّليلة، لكنها تتطلب فهمًا وإدراكًا من قبل القائمين على الفتيات في كيفية التعامل معهنّ، حتى لا تتطور وتصبح عرضًا دائمًا في الشخصية عند الكبر.
برامج
1470قراءة
2015-11-06 18:34:20