باسمه تعالى
سلسلة الندوات الفكريّة الثقافيّة
الندوة (رقم3):
الأسرة عند الإمام الخامنئي
فلا أسمعنّ والعياذ بالله أن أحدكم سيئ الخلُق مع زوجته، أو أنه يسيء التصرّف داخل البيت مع أسرته وأولاده.
الإمام الخامنئي(حفظه الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم الندوة: مفوض البرامج الشيخ عباس كنعان
لقد كان للخطاب التشريعي والإلهي كثيراً من الدلالات المعرفية التي تشير أو تركِّز على مكوِّنات المجتمع البشري، فضلاً عن المبادئ التي تحميه وتعزِّز من وجوده ودوره. وفي واقعنا المعاصر ومع تقدّم وتطور وتعدد وسائل الرَّفاه لدى الإنسان، ودخولِها كل تفاصيل حياته اليومية فُرض عليه واقعٌ من الحياة الهشَّة (إن صحَّ التعبير)، فبعدما كانت هذه الأسرة هي المكوّن الأساس للمجتمع، والمدرسة بل المؤسسة التربوية الأولى للفرد، والحاضنة المليئة بالحبِّ والحنان والمودَّة، وبعدما كانت النَّافذة السَّليمة التي يَطلُّ من خلالها الفرد على الحياة العامة (على نحو ما يجب أن يكون)، أضحت هذه الأسرة تختلجها المشكلات العديدة وتعصف بها جملة من الاستحقاقات التي تكاد أن تهُزَّ بنيانَها وتفكك أواصرها.
وبعدما كثرت المشاكل الإجتماعية وتعقّدت طبيعة الحياة اليومية وبرزت إلى العلن الأمراض النفسيَّة كالكآبة، والتي تعد مشكلة العصر والأكثر فتكاً في روح الإنسان وعقله ووجدانه، وتنعكس على محيطه بكل مكوناته، فضلاً عن دخول الوسائل الحديثة إلى منازلنا (التلفاز والمحطات الفضائية وما تبث من برامج، الكمبيوتر والإنترنت وما يحتويه، الأجهزة الهاتفية الذكية والمتطورة، ...) فرض أنواعاً وأنماطاً جديدةً من العلاقات داخل الأسرة.
هذه المؤسسة الصغيرة بعديدها والكبيرة الأهمية بأدوارها وحساسيتها، تتألف (بطبيعة الحال) من الرجل والمرأة (سواء كانا أباً وأماً، أو ابناً و بنتاً، أو أخاً وأختاً، أو غير ذلك) هما الجناحان التي تطير بهما هذه الأسرة في عالم الحياة اليومية، والتي غمرتهما الكثير من الانشغالات والأعباء التي أعادت جدولة أولوياتهما.
وفي ظل غياب أحدهما (الرجل أو المرأة) أو كلاهما معاً عن الأسرة، بداعي العمل لأوقات طويلة ومديدة، أو بداعي السهرات الليلية المتنوعة والعديدة، هل تبقى هذه الأسرة موطن سعادة المرء ومودَّته وحنانه ومنطلقاً لبناء شخصيته بأبعادها التربوية والإجتماعية والأخلاقية؟.
وهل تبقى هذه الأسرة التي يعتبرها الإمام القائد "حفظه الله" نقطة ضعف الغرب والتصدي لها مسألة ضرورية؟.
لقد عبَّر الإمام القائد "حفظه الله" عن هذه الأسرة بقوله: "إن مسألة الأسرة هي مسألة مهمة جداً، القاعدة الأساس للمجتمع، الخلية الأساس للمجتمع...إذا استطعنا أن نحفظ هذه الخلايا سليمة فسيكون الجهاز سليماً".
- ما هو دورنا اتجاه أُسَرِنا في ظلِّ الوضع الرَّاهن؟.
- كيف يمكن التوفيق بين أعمالنا وانشغالاتنا الكثيرة وأسرتنا؟.
- كيف يمكن لنا أن نرتّب الأولويات ضمن دائرة الإهتمام والتكليف الشرعي والديني والجهادي اتجاه مسيرتنا المهدوية المباركة؟.
- ما هو دورنا كأفراد ومؤسسات تربوية باتجاه أسرنا من جهة؟
ودورنا باتجاه أسر من هم بينا كأفراد مجاهدين وعاملين من جهة أخرى؟.
هذه الأسئلة وغيرها ومن خلال رأي الإمام الخامنئي "حفظه الله" الذي أولى لهذه المسألة الإهتمام الكبير وقال: "لا إمكان للتقدم في المجالات المختلفة والمجالات الثقافية خاصة بدون أسرة جيدة..."، يجيب عليها قائدٌ عمل وترعرع في جمعية كشافة المهدي (عجل الله فرجه) وشَغَلَ أكثر من موقع فيها، أعني به سماحة الشيخ حسن الهادي.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آل بيته الطّيّبين الطّاهرين المعصومين...
إخواني أخواتي، السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
بدايةً أشكر الإخوة على هذه الدّعوة، وأتشرّف بأنّني من الذين وضعوا بعض اللّمسات في كيان هذه الجمعيّة المباركة في فترةٍ زمنيّةٍ معيّنة، وإن شاء الله يُوفَّق إخواني وأخواتي جميعاً في هذه المرحلة وفي المراحل القادمة للتّطوّر النّوعي والكمّي وتحقيق مختلف الأهداف والغايات المحدّدة لهذه الجمعيّة من خلال البرامج المركّزة والهادفة.
وبعد...
سأتناول في بداية الحديث مجموعة من الأسس والمرتكزات، أدخل من خلالها إلى بعض ما طرحه سماحة الإمام الخامنئي (حفظه الله).
في عصر تقتحم فيه المدنية الجديدة الحياة وتزاحم ارتباطها بالمعنويات.
في عصر أُسيء فيه فهم قيم الدين وتطبيقها.
في عصر بات فيه السعي نحو الزخرفات وطلب الدنيا بديلاً عن السلوك نحو رضا الله.
في عصر باتت فيه الروابط الإنسانية والأسرية تحكمها البروتكولات والرسميات بدلاً من العاطفة والمودة والإيثار.
.. في ظروف كهذه بات على الأسرة سواء الرجل فيها أو المرأة أو الأبناء أن تعود إلى الطريق القويم والاهتداء بهدي الشريعة الغرَّاء...
إن ربَّـان سفينة الثورة الإسلامية والقائد الحكيم لهذه الثورة حضرة آية الله العظمى الإمام الخامنئي (مد ظله العالي) قد شخّص في أكثر من لقاء معالم الأسرة المجاهدة، وأحسن تحديد تكليف كل أفراد الأسرة.
واليوم نقدّمها لكم في قالب مختصر عسى أن يبني الأسرة ويحميها من الأخطار المحدقة من كل جانب... إن شاء الله تعالى.
أولاً: كيف تكون كل ساحات حياتنا إلهية؟
نص الإمام القائد (دام ظله):
o إن المجاهد، الرجل المؤمن، الرجل الذي يعمل في سبيل الله، ينبغي أن تكون كل ميادين وساحات حياته إلهية. إحدى هذه الساحات هي العلاقة مع العائلة، وبالخصوص مع الزوجة والأولاد. أنتم ينبغي أن تكونوا مظهر الأخلاق. من الممكن أن تُغضبكم حادثة صغيرة خارج المنزل، لكن داخل المنزل لا ينبغي لهذا الغضب أن يظهر.
شرح وتعليق: يجب أن تبنى شخصية المسلم وفق ركائز ثلاثة:
البنية العقائدية والفكرية. ما ينتج الإيمان الحقيقي والثابت.
البنية الأخلاقية والسلوكية. ما ينتج السلوك القويم والخلق الحسن.
البنية الشرعية والحقوقية. ما ينتج الإتزان الكامل والتَّام على المستوى الفردي والأسري والاجتماعي.
ومع تكوّن الشخصية على هذه الأسس الثلاثة والالتزام العملي بها تتحوّل كل الساحات والميادين إلى ساحات إلهية.
ثانياً: المودة والرحمة مع الزوجة والأولاد
نص الإمام القائد (دام ظله):
o كونوا رحماء مع زوجاتكم، كونوا آباء لأولادكم بالمعنى الحقيقي.
o أوصي المسؤولين في المناسبات المختلفة وبالخصوص أنتم، كونوا آباء لأبنائكم، لا تكونوا أجانب معهم. الكثير منكم اليوم لديه أبناء وبنات شباب، وفي يوم من الأيام كنتم - أنتم - في مثل هذا العمر حين خضتم هذا الميدان. أنا قد رأيت بعضكم في سنين شبابكم - سني الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين -، قدمتم إلى هذا الميدان بحماسة واندفاع. في ذلك الوقت كانت حرارة ساحة الثورة، وبالخصوص بعدما نشبت الحرب، تنسيكم كل همّ. كانت أتوناً يصهر الكل فيه؛ أما اليوم فأبناؤكم يحتاجون إلى أتون محبة، وذلك هو كنف العائلة.
شرح وتعليق: في تصوير القرآن للرابطة التي تنشأ منها الأسرة بين الرجل والمرأة، وينتج عنها الزواج.
فقد اعتبر القرآن الكريم أن هذه الرابطة يجب أن تقوم على أمتن العلاقات والقيم الإنسانية؛ من السَّكينة والودّ والحب والرحمة والاحترام، قال الله تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} .
وإن الطريق إلى السَّكينة يحتاج إلى عمل إنساني في اتجاهين: المودة والرحمة، فالجعل في هذه الآية هو مشيئة إلهية وعمل إنساني، والتَّواد هو أن أجعل نشاطي مع الآخر محاطاً بالحب القاصد وجه الله، حتى في أخص العلاقات بين الزوجين، حيث يتوجّهون بها إلى مرضاة الله تعالى، فيثيبهم عليها سكينة وأمناً، والتَّواد في حدود القدرة، وقد يكون أحد الزوجين أقدر من الآخر، وهنا تدخل الرحمة؛ فالأمر ليس توادًّا فحسب، وإنما يرحم أحدنا الآخر فيما لم يقدر عليه .
ثالثاً: التواصل الصحيح مع الأبناء
نص الإمام القائد (دام ظله):
o تواصلوا مع أبنائكم وتعاملوا معهم بصداقة وأبوَّة. أفضل الآباء هم الذين يصادقون أبناءهم وبناتهم، فمع أنهم يظهرون الهيبة والإرشاد والتوجيه الأبوي والمحبة, هم أيضاً يتحلون بإخلاص الصديق.
o إن كان لولدكم الشاب سؤال أو كلام أو هموم، فإن أول أُذُن يجب أن تسمعه هي أذنكم وأذن زوجاتكم. عليكم أن تتواصلوا مع عائلاتكم. لا تقولوا: "إن الأعمال كلها ملقاة على عاتقي؛ (أو) تأخرنا ساعة أو ساعتين؛ ولم نبدي البشاشة؛ الأمر بسيط فهذا ليس كفراً؛ لم تنزل السماء على الأرض"!!. لا؛ أنا أوصيت كل مسؤولي الدولة بهذا؛ أنا أقول خصِّصوا ساعات من وقت عملكم المتواصل، من أوقات استراحتكم، لعائلتكم, وأفيضوا على زوجتكم وأولادكم من محبتكم ورعايتكم واهتمامكم وعاطفتكم. يجب أن تكونوا أنتم القدوة.
نص الإمام القائد (دام ظله): قد يطرح عليكم ولدكم إشكالاً لا تعرفون حلّه. ما الذي ينبغي فعله ها هنا؟
o هل يصح أن نقول للشاب اسكت ونقابله بالعبوس؟ هذا ليس حلاً. إنه خطأ. هل يصح القول له وماذا يعنيك من هذه الأمور؟ هل يحق لكم إن لم تكونوا متمكّنين فكرياً من هذا المطلب أن تقدموا جوابا واهياً وتمزجوا الغث بالسمين فتقدموه غذاء لولدكم؟ هذا كله سيّىء، ولكن يمكن التصرف بنحو سليم؛ أن تقول لهذا الشاب أو الشابة من أبنائك يوجد لسؤالك جواب، غير أنني لا أعرفه. ولكن لأجلك سوف أسأل؛ وأسأل. إن كانت شبهة دينية فارجع إلى فردٍ ثقة وعالمٍ بالدين؛ وإن كانت شبهة سياسية فارجع إلى عالمٍ بالسِّياسة ثقة؛ اذهب واسأل؛ أنت تتعلم وكذلك تنوّر ذهن هذا الشاب وتمنحه الطمأنينة. وإن وجدت أن انتقال ونقل المطلب صعب عليك، رتّب الأمر بحيث يصل هذا الشاب إلى منبع الهداية ذاك - الذي يملك حل الشبهة - ليزيل شبهته بيُسْر.
o أنا أوصيت الأصدقاء مراراً وأوصيكم أنتم كذلك تكراراً: خصصوا وقتاً لأبنائكم واعلموا أن الشباب بفضل النورانية والصفاء الموجود في قلوبهم سيقبلون كلامكم.
o يجب أن يكون لديكم كلام مقبول ومنطقي مع أبنائكم؛ حول كل مسألة مهمة بنظركم؛ حول الدين، حول الثورة، حول الإمام الخميني ..، حول المسائل المستجدة التي تطرح يومياً. ينبغي أن يكون لديكم كلمة في هذا المجال. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"؛ هذا مهم جداً. نوّروا بصيرتكم وبصيرة أبنائكم. اعتنوا بوعي أولادكم وزوجاتكم. اهتموا به.
رابعاً: التآلف وحسن العشرة مع الزوجة
نص الإمام القائد (دام ظله):
o زوجاتكم اللاّتي هن شريكاتكن، إن لم يكنّ متآلفات معكم فلا يحق لكم أن تبقوا مكتوفي الأيدي...تريّثوا وسايروهن، حدثوهن بشيء مما تعرفون من معارف وعلوم. رغّبوهن بالصلاة والدعاء.
o تعاطفوا وتعاونوا مع زوجاتكم. ينبغي أن تشعر هذه السيدة حقاً أنك تقدّر جهودها.
خامساً: إعطاء الوقت الكافي للمنزل
نص الإمام القائد (دام ظله):
o طالما أحسستم أن العمل واجب ولازم فامضوا فيه. هناك بعض الأوقات الضائعة في هذا الخِضَم، قللوا هذه الأوقات وأضيفوها إلى وقت المنزل.
o لا تغرقوا أنفسكم في العمل بحيث لا يبقى وقت كافٍ للمرأة والأولاد.
o أعزائي، افهموا شبانكم، افهموا زوجاتكم، خصصوا لهم وقتاً. هذا مهم جداً.. أولوا شبانكم العناية وأعطوهم من وقتكم، لا تعودوا إلى بيوتكم متعبين, فحينما تعودون منهكين وبلا حيوية ويطل عليكم بناتكم وأبناؤكم ستقابلونهم بالعبوس واللامبالاة. هذا ليس صحيحاً. أصلحوا هذا الأمر منذ هذه الليلة ولا مجال للتردد. هذا الأمر قطعي, ولذا, فإنني أصرّ عليه.
o لقد تناهى إلى سمعي مرات أن بعض إخوتنا الخيّرين المنشغلين بالخدمة والعمل وتكون أعصابهم مرهقة، يفتقرون إلى حسن المعاشرة مع زوجاتهم داخل المنزل. لا؛ نحن لا نقبل هذا السلوك. انظروا كم أن المسألة مهمة بحيث أن الله تبارك وتعالى يأمر بنحو مطلق "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ". عندما يكون هذا العناء الذي تتحمله الزوجة ثقيلاً، تصير مهمتكم أثقل.
نهن مركز العواطف والإحساسات. ففي وجود المرأة هناك مجموعة من العواطف والمشاعر المرهفة. ولا يحق لكم أن تُهملوا هذه العواطف والمشاعر أو أن تتعدوا عليها لا سمح الله. فلا أسمعنّ والعياذ بالله أن أحدكم سيئ الخلُق مع زوجته أو أنه يسيء التصرف داخل البيت مع أسرته وأولاده.
شرح وتعليق: قال الله تعالى : {... وعَاشرُوهنَّ بالمعرُوفِ فإنّ كَرِهتُمُوهُنَّ فَعَسى أن تَكرهوا شَيئاً ويجعل اللهُ فيهِ خيراً كثيراً} (سورة النساء: 4/ 19) .
وقال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في وصيته لمحمد بن الحنفية : "إنَّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة، فدارها على كلِّ حال، وأحسن الصحبة لها، فيصفو عيشك "(مكارم الاخلاق : 218). قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائي". (من لا يحضره الفقيه 3 : 281) .
ومن أبرز مصاديق المعروف أن يتعامل معها زوجها بحسن الخلق، قال الإمام علي بن الحسين (عليه السلام): "لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته، وهي: الموافقة ؛ ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته عليها..". (تحف العقول : 239) .
وأن لا يستخدم القسوة معها قال (صلى الله عليه وآله): "حقك عليه أن يطعمك ممّا يأكل، ويكسوك ممّا يلبس، ولا يلطم ولا يصيح في وجهك". (مكارم الاخلاق : 218) .
وقال (صلى الله عليه وآله): "خير الرجال من أُمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم، ويحنّون عليهم، ولا يظلمونهم". (مكارم الاخلاق : 216 ـ 217) .
سادساً: الزوجة شريكة الزوج
نص الإمام القائد (دام ظله):
o هؤلاء الأخوات العزيزات اللواتي هنّ زوجاتكم وبناتكم، هن شريكات لكم في الأجر والثواب المعنوي، لأنّهنّ يُقاسين ألم البعد والقلق عليكم وعذاب الفراق. وهذه الآلام كلها لها أجر عند الله. ما من شِدَّة أو صعوبة إلا ويقابلها شيء ثمين في خزانة العطاء والرحمة الإلهية؛ ولا يوجد أعلى من هذا.
أنتم حين تخرجون من البيت، هذه السيدة في المنزل (بأي عمل مشغولة كانت) هي قلقة عليكم. هذا القلق والاضطراب هو محنة كبيرة، وإذا جئتم إلى هنا من محافظات أخرى فإن مقاساة المحيط الغريب والمجهول، يضاعف هذا القلق والاضطراب. وهذه المعاناة لها عند الله أجر كذلك. حسنا فحيث أن هذه المشقات التي تعانيها السيدات؛ زوجات وبنات وأمهات - إذا كنَّ برفقتكم- لها أجر، أفلا يكون عليكم واجب مقابل هذه المشقَّات؟
هل ينتهي الأمر بقولنا أجرها على الله؟ كلا. فهناك مهمة ثقيلة ملقاة على عاتقكم. أنا أريد أن أوصي كل واحد منكم فرداً فرداً، أيها الأعزاء العاملون مجال الجهاد بشكل خاص، إذا كان غيركم يتواصلون مع أسرهم ويحسنون العشرة والسلوك بأي مقدار كان؛ أما أنتم فينبغي أن يكون تقيُّدكم بهذه الأعمال بقدر مضاعف.
شرح وتعليق: للحب دور كبير في حياة الفرد البشري، فليس الإنسان مركّباً آلياً يتحرّك بسبب الإثارات الخارجية كما هو شأن كل جسم مادي، وليس الإنسان كائناً عقلياً صرفاً يعقل فيتحرّك بسبب رؤيته العقلية فقط، ويتصرّف بإرادة محضة لا يشاركه فيها حب ولا عاطفة ومشاعر ووجدان حيٌّ وفاعل، ولهذا أكّد الإسلام في مناهجه التربوية على قيمة الجانب الوجداني والعاطفي في شخصية المسلم، ووضع لهذه الغاية لائحة كبيرة من المفاهيم والأسس التي يجب أن تبتني عليها الشخصية المسلمة كحب الله، والانس به، وحب المؤمنين، والأهل...، كل ذلك بهدف بناء الشخصية المتوازنة والإنسان الصالح بكل ما يعنيه الإنسان من الفكر والروح والوجدان، وهذا ما يميّز المنهج التربوي الإسلامي عن غيره من المناهج والنظريات التربوية والفلسفية. فللحب إذاً دور أساسي في الحياة الإنسانية وكل ما يتعلّق بها وفق الرؤية الإسلامية.
التوازن بين الحقوق والعاطفة: أيهما الحاكم في الحياة الزوجية الفقه أم الأخلاق؟
ما أجدر الزوجين أن يكونا رفيقين رحيمين يعطف أحدهما على الآخر ويعينه على النهوض بخدمة الأسرة التي يشتركان في إدارتها، فإنهما إن لم يكونا كذلك انفرطت الأسرة وخسرت شركتهما.
ولو حكم القانون وحده علاقات الأسرة، وتوقف العمل على أداء الواجبات فقط، لتوترت حياة تلك الأسرة، وأصابها الخسران. وكذا لو حكمت العاطفة لوحدها. لذا يستلزم أن يكون القانون إلى جنب العاطفة في تحكيم الروابط الأسرية. {إن الله يأمر بالعدل والإحسان } (سورة النحل، الآية:90 )
مع وجوب التزام الرجل والمرأة مراعاة القوانين الإسلامية يجب أن يكونا رفيقين يعطف أحدهما على صاحبه.
التعاون: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) على يومه قد ذهب إلى منزل أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجده ينظف عدساً، فسر الرسول (صلى الله عليه وآله) بهذا العمل وقال: يا علي، من أعان زوجه على عمل في المنزل، كان له ثواب عمرة.
سابعاً: تنظيم السلوك داخل الأسرة
نص الإمام القائد (دام ظله):
o أيها المجاهدون الأعزاء! أيها الشباب الأعزاء! لا بد أن البعض منكم - يرى نفسه - قد عبر سنوات الشباب، لكن برأينا كلكم شباب وأعتبركم جميعاً مثل أبنائي، أنتم وزوجاتكم وأبناؤكم.
o وأول وصية أبوية لكم مني هي أن تنظموا سلوكياتكم داخل المنزل بتعقُّل.
o السلوك العقلاني كيف يكون؟ إنه بالرحمة والتواجد داخل المنزل بالقدر المتيسَّر مع الصدق والتواصل الفعال، وليس بالإهمال والعبوس.
o لا بدّ في وضح النهار وحين يكون الأولاد مستيقظين أن توجهوا أبناءكم حتى فيما يتعلق بمشاهدة التلفاز.. هذا الفيلم شاهدوه وذاك الفيلم لا تشاهدوه.
o أقول لكم أيها المجاهدون الأعزاء: يجب أن تكونوا حتماً ( الأنموذج في الحياة الزوجية ).
o وصيتي لكم هي أن تسعوا قدر المستطاع بسلوككم داخل المنزل لجبران آلام البعد والقلق التي تعانيها زوجاتكم وأبناؤكم وأسركم. اعتنوا بأبنائكم الأعزاء - صغارهم وكبارهم -. هذا الجيل الشاب، الذي يسمى بالجيل الثالث والرابع، هو نفس أولادكم وأعزائكم، يجب أن تنَشِّئوه وفق الفكر السليم.
ثامناً: قُوْا أَنْفُسَكُمْ وأَهْلِيكُمُ النَّار
نص الإمام القائد (دام ظله):
o أولوا شبانكم الاهتمام. فلو أنكم لا سمح الله لم تولوهم العناية ولم تأخذوا بعين الاعتبار الخطاب { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ } و {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً .. }، أنظروا كم أن المسألة مهمة في الواقع؛ قوا يعني احفظوا، وأنفسكم يعني ذواتكم وأهليكم أي أهلكم وأبناءكم ونساءكم وعائلتكم، احفظوهم من أي شيء؟ " ناراً "، من نار الضلالة والغضب الإلهي، نار جهنم.
لا تتصوَّروا أن ذاك الشاب فقط هو الذي يفسد ويضل ويهلك، كلا. فهو يترك أثراً بنحو ما، شئتم أم أبيتم، على تفكيركم وتوجيهكم. بالطبع الناس مختلفون لكن يمكن القول بشكل عام أنه يترك أثراً، قلّ أو كثر.
o وعليه أنا اليوم اعتبر أنّ المجاهدة الضرورية والمهمة لكم - أيها القادة الأعزاء، أيها الرجال المضحون الشرفاء الذين اتخذتم نهج الحسين بن علي (عليه السلام) أسوة لطريق حياتكم - هي الرجوع إلى النفس وتهذيبها وتزكيتها على المستوى الشخصي وعلى المستوى العملي في المؤسسة وعلى مستوى الأسرة.
شرح وتعليق: المحبة منشأ العفة
قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): قول الرجل لأمرأته إني أحبك لا يذهب من قلبها أبداً.
وبهذه الكلمات القليلة يمكن للرجل أن يتلافى كثيراً من المشكلات الثقال التي قد تثار من قبل الزوجة، بل إن هذه العبارة تسهم إسهاماً فعالاً في تنشيط الزوجة وتعطيها زخماً أكبر مما كانت عليه يساعدها في إدامة تربية الأطفال.
لن تكون هناك عوامل أو أسباب تخرج المرأة أو الزوجة عن مسيرة العفة والطهارة إذا أحبَّت زوجها، لأن أغلب الانحرافات والخلافات التي يمكن أن تحدث للنساء أو للأولاد تبدأ من ضآلة ما يبديه الرجل لامرأته وسائر الأسرة من محبة واحترام. ولاشك أن كل فرد في الجاتمع الإنساني يحتاج إلى المحبة، وهذه الحاجة تظهر بوضوح عند النساء أكثر وأقوى مما نجده عند الرجال وأساس هذه المحبة فطرية.
فعلى الرجل أن يعمل بجهده ويبذل ما في وسعه لأن تحظى هذه المسألة بعناية خاصة داخل محيط الأسرة. فيسلك مختلف الطرق للفوز باعتماد الزوجة الذي ينبع من إظهار الود والمحبة لزوجته وأسرته جميعاً، حتى إذا عظم الود في نفوسهم تفادوا وضحى كل منهم من أجل الآخر.
وهذا ما نشاهد أثره في تنظيم سلوك الأسرة، وطالما ذكر الأئمة الأطهار به، قال الصادق(عليه السلام): من أخلاق الأنبياء حب النساء. وعن الإمام الصادق (عليه السلام) يذكر فيها ما معناه أن: "كلما زاد حب الرجل لزوجه كان إيمانه بالله أكثر"، و "كل شخص كان بنا أهل البيت رحيماً كان بزوجه أرحم". وكذا قال الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله): خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله".
وصايا من القلب للأخوات الزوجات
1- معرفة قدر الزوج
نص الإمام القائد (دام ظله):
o أقول للسيدات أيضاً جملة؛ إعرفن قدر أزواجكن - وقد قلت هذا سابقاً - إنّهم من أفضل رجالات وطننا اليوم. ولا أقول أفضلهم بل هم جزء من الأفضل. أنتن اعرفن قدر هؤلاء الرجال وهذه الأعمال وهذه المشقات واعلموا أن ذاك الذي ينفض غبار التبعية ويزيل غبار الوضاعة والذِّلة عن وجه شعب هو وجود أمثال هؤلاء الرجال في هذا الوطن.. وعلى هذا افتخرن بأزواجكن.
o عليكن أيتها السيدات أن تلتفتن إلى نكتة وهي أن أزواجكن المجاهدين قد أخذوا على عهدتهم أحد أهم وأشرف أعمال هذا العصر، عمل شريف مصاحب بالمسؤولية، مصاحب بالخطر والمشقة ...، عملهم عزيز عند الله، وعليه فإن معاضدتهم وخدمتهم تبعث على الفخر. استوعبن هذا واعملن بهذه النية. وبما أن زوجك المجاهد قد قضى مرحلة شبابه في سبيل الله؛ فلتكن نيتّكن أنَّ ما تقمن به هو لوجه الله.
2- جهاد المرأة
نص الإمام القائد (دام ظله):
o إن جهاد المرأة هو ببساطة توفير أسباب راحة الرجل؛ عندما يعود الرجل إلى المنزل متعباً منهكاً وسيِّىء الخلق أحياناً؛ وهذه الأخلاق السيئة والتعب والتململ الناشئ من محيط العمل يتمظهر داخل المنزل. في هذا الظرف لو أرادت هذه الزوجة الجهاد، فجهادها هو أن تتعامل مع هذه المحن وتتحملها قربة إلى الله. هذا هو "حُسْنُ التبعُّل".
o إن حياتكم الزوجية ليست حياة زوجية بسيطة فحسب بل هي ساحة للخدمة كذلك. و لهذا , كنّ على ثقة بثواب الله وقدّرن أيضا هذه الفرصة.
3- عدم التنافس على الكماليات
نص الإمام القائد (دام ظله):
o كذلك أوجّه عناية زوجات المجاهدين انتبهن حتى لا تقعن في فخّ التنافس والمقارنة الذي يسود في بعض المحافل النسائية وللأسف. إن التنافس من أجل الأُبّهة ومن أجل التفاخر وطلب الكماليات هو أقلّ من أن تقع النساء الصالحات رفيعات الشأن في أسره. كل إنسان - رجل كان أو امرأة - إذا وقع في فخ طلب زوائد العيش والكماليات وصار أسيراً لها ستضعف المعنويات الرفيعة في وجوده بالتدريج وستأفل.
o أيتها السيدات المؤمنات لا تسعين وراء التَّـرف والكماليات، أنتُنّ بالتأكيد لستنّ كذلك ولكن أسمع أحياناً أخباراً من هنا وهناك. إن تبديل اللباس الفلاني طبق الموضة الفلانية أو تغيير زخرفات المنزل - وبحسب تعبيركن ديكور المنزل - بذاك النحو, ورمي مسؤولية تأمين المصروف على الرجل, ليس مدعاة للإفتخار. لا يجعلنّ السيدات أنفسهنّ أُسارى التنافس والمقارنة في مجال اللباس والزينة والديكور وأمثالها، هذا يؤذيهن ويوقع أزواجهن في المتاعب، ولن يحصّلن المقام عند الله بل يتسافلن.
4- قيمة المرأة
نص الإمام القائد (دام ظله):
o إن قيمة المرأة تكمن في قدرتها على تبديل محيط عيشها، من أجلها ومن أجل زوجها وأولادها، إلى جنة، إلى مدرسة، إلى محيطٍ آمن، إلى معراج نحو المعارف والمقامات المعنوية.
o فلنروّج لعادة المطالعة بين الناس، هذا العمل الذي سمعت أن الأوروبيين اعتادوه في منازلهم؛ الأم تقرأ لابنها كتاباً وقت النوم؛ هذه العادة التي لا وجود لها في مجتمعنا.
5- الزينة والزخرف
نص الإمام القائد (دام ظله):
o لا ينبغي للنساء أن تنساق وراء الزينة وزخرف العيش. هذا الخطر وإن كان يحدق بالرجال أيضاً، غير أنه في النساء أكبر وأكثر ترجيحاً. علاوة على ذلك, فالرجال في هذه القضية وفي موارد كثيرة يقعون تحت تأثير زوجاتهم. أنتم واقعاً عليكم أن تحاربوا هذه القضية وأن تراقبوا أنفسكم.
o أنا لست ضد الزخرفة والتزيين في حدّه المعتدل القليل الذي لا مفرّ منه، ولكن إن آلت الأمور إلى مسار إفراطي فإنه يعدُّ شيئاً غير لائق بتاتاً.
o يجب على السيدات أن لا يولين أهمية كبيرة للّباس والزينة والذهب والمجوهرات, حتى يستغنين عن هذه الأمور, ويزداد -إن شاء الله - التوجه لمظاهر الجمال, والحُسن الحقيقي أكثر من الجمال الشكلي.
المداخلات
1. المداخلة الأولى: مدير مجلة مهدي الشيخ عباس شرارة
تفضّلتم سماحة الشّيخ بتقديم مقاربة وظائفيّة لمكانة أو دور الأسرة. إذا أردنا أن نتساءل حول مكانة الأسرة من خلال مقاربة بنيويّة؛ أي بالنّظر إلى مكانة الأسرة في التّركيبة الاجتماعيّة والسّياسيّة والتي يتفرّع عنها دور المؤسّسات التّربويّة المختلفة في التّعامل مع الأولاد والأطفال وغيرهم، أو من خلال مقاربة دور الأسرة في المنظومة الأخلاقيّة والسّلوكيّة في الفكر الإسلامي.
وأريد أن أشير إلى أصل تناول السّيّد القائد (دام ظلّه) لفكرة الأسرة في لقاءات مع الخبراء الإستراتيجيين في المؤتمر المفتوح للأنموذج الإستراتيجي الإسلامي الإيراني؛ فقد تناول سماحته في اللقاء الأوّل معالم هذا الأنموذج، وفي اللقاء الثّاني تناول محوريّة العدالة في الفكر الإسلامي، ونستطيع أن نحلّل أنّه تناول محوريّة العدالة مقابل محوريّة الحرّيّة الفرديّة في الفكر الغربي، أمّا في اللقاء الثالث فقد تحدّث عن دور الأسرة أو محوريّة الأسرة في عمليّة التّربية أو في التّربية الاجتماعيّة.
يعني أصل تناول فكرة الأسرة؛ ترتبط بنَظم استراتيجي في فكر القائد يفوق أمور كثيرة في تركيبة الأنموذج الإستراتيجي.
2. المداخلة الثّانية: مفوض التدريب الشيخ محمد السبلاني
يقول السّيّد القائد (حفظه الله): "لا إمكان للتّقدّم في المجالات المختلفة وخاصّة في المجالات الثّقافيّة دون أسرٍ جيّدة".
صراحةً، نحن نلاحظ في الأنشطة مع الأبناء وجود عددٍ من المشكلات التّربويّة وربّما معظم أسباب هذه المشكلات تتعلّق بالزّوجين؛ حيث تشير الدّراسات إلى أنّ نسبة الطّلاق في لبنان تصل إلى 20 %.
o برأيكم ما هي هذه الأسباب؟، وهل تتعلّق مباشرةً بالزّوجين؟.
o هل هو تهرّب من المسؤوليّة أو نقص في الثّقافة الأسريّة، أو غير ذلك من الأسباب؟، وكيف يمكن للجمعيّة أن تواكب هذه المشكلة وأن تتصدّى لهذه المهمّة؟.
3. المداخلة الثّالثة: الأخت زينب غندور مفوضة المرشدات العامة
أ. الأسرة ليست مجرد كائنٍ بيولوجي فرضته الطّبيعة، بل هي أيضًا كائنٌ ثقافيٌّ تمنحه التّربية معنىً وقيمة، ويمنحه الموقف الفكري منه مساراً ومصيراً. والأسرة قد تتفكّك من دون أن تنهار؛ فيبقى هيكلها الخارجي يسير جنباً إلى جنب مع تهاوي مضمونها الدّاخلي وهذا ما تحاول أن تفعله اليوم ثقافة الاستهلاك والتّغريب التي تعيد النّظر في دور الأسرة وأهمّيّة وجودها لصالح مجتمعٍ يكون فيه الفرد هو المرتكز، والدّولة ككيانٍ سياسيّ هي المربّي.
ب. في ضوء هذه الثّقافة الاستهلاكيّة والتّغريبيّة؛ ما هو دور الإعلام الرّسالي الإيماني في توجيه الأسر للالتفات من غفوة الأحلام الغربيّة الجاهزة، والانتباه إلى المخالب النّاعمة من فضائيّات وما تبثّه لشرذمة الأسر، أو التّقنيّات الحديثة التي تهدّ هيكل أسرنا وتعطّل معها موضوع التّواصل السّليم؟.
ج. إلى أيّ مدى يمكن القول أنّ الـ Feminism أو الحركة النّسويّة - ومن يحرّكها من وراء الكواليس - تتسلّل إلى مجتمعنا وتؤثّر على أسرنا ليصبح الخطاب يختصر المرأة بـ"المرأة الرّجل"، وليس المرأة بالزّوجة والأمّ والمربّية... وكيف يؤثّر ذلك على منشأ فتياتنا؟.
د. بحسب ما اطّلعنا عليه وقرأناه من كلام الإمام الخامنئي (حفظه الله) حول دور المرأة، فإنّه يرى أن لا بديل عن هذا الدّور وأنّ الحاجة ملحّة للحضور النّسائي في المحافل المختلفة، ويوافق سماحته على مشاركة المرأة في العمل الاقتصادي والسّياسي والاجتماعي والأنشطة الخيريّة ...، إلا أنّه يضع معيارين يعتبرهما أساسيّين للمراعاة وعدم التّجاهل، وهما: عدم إلقاء هذا العمل بظلاله على العمل الأساس (الأسرة والزّوجيّة والأمومة)، والمعيار الثّاني هو "المحرّم وغير المحرّم" (الاختلاط وما يستتبعه من أمور).
أعود للمعيار الأوّل - والذي يشمل النّقاط التي تفضّلتم بها لناحية إعطاء الوقت الكافي للمنزل، للتّواصل الصّحيح مع الأولاد، ولوقاية أنفسنا وأهلينا من النّار- وأسأل: إلى أيّ مدى تستطيع المرأة كمرأة أن تكون المرأة المربّية والعاملة النّاجحة؟.
4. المداخلة الرّابعة: الأخت أسماء زراقط - مفوضية البرامج
انطلاقًا من كلمة الإمام القائد (دام ظله) حول موضوع المرأة والأسرة: " إنّ المرأة هي التي تحافظ على الأسرة وتديرها، وهي العنصر الأساسي لبناء الأسرة وتشكيلها لا الرّجل. لأنّ المرأة إن كانت عاقلة وفاهمة ومدبّرة للأمور وربّة بيت ممتازة؛ تستطيع أن تحافظ على الأسرة إن غاب الرجل لسبب من الأسباب. أمّا الرّجل فلا يستطيع أن يحافظ على بنيان الأسرة إذا ما غابت المرأة عنها، ولهذا عُني الإسلام بدور المرأة داخل الأسرة".
لذا ينبغي على المرأة أن تكون في المرتبة الأولى عاقلة، فاهمة، مدبِّرة، ثم ربّة بيت ممتازة، ولكن في الواقع الحقيقي نجد أنّ المرأة مع دخولها ميادين العمل والدّراسة أضحت امرأة عاملة. وفي كلام آخر يقول الإمام (دام ظلّه): " ينبغي القيام بمساعدة تلك النّساء اللواتي يقمن بدوام كامل أو جزئي، كي يتمكنّ من الاهتمام بشؤون المنزل...".
السّؤال الذي يُطرح كيف تكون المرأة في عالمنا هذا؛ زوجة صالحة، أمّاً مربّية، وعاملةً جيّدة؟.
5. المداخلة الخامسة: الأخت غنوة عميس - مفوضية المرشدات العامة
يقول الإمام الخامنئي (حفظه الله): " لا يمكن للمجتمع الإسلامي أن يتقدّم ما لم ينعم البلد بمؤسّسة أُسريّة سليمة وحيويّة ونشيطة، لا إمكان للتقدّم في المجالات المختلفة والمجالات الثّقافيّة خاصّة بدون أُسر جيّدة؛ فالأسرة ضرورة".
على ضوء ما تفضّل به سماحة الإمام (حفظه الله)، وحيث أنّنا نشهد تجاذباً في موضوع الأدوار والمسؤوليات بين الأب والأم، فالبعض يعْزُونها كاملةً إلى الأمهات والبعض الآخر يضعها على عاتق الأب كونه القيّم الأوّل على الأسرة، انطلاقاً من هذا نسأل كمربّين وتربويين: على من تقع المسؤولية الأكبر في الحفاظ على سلامة وتماسك الأسرة وأفرادها؟.
الرّدّ على المداخلات
بسم الله الرّحمن الرّحيم...
بالنّسبة للسّؤال الأوّل؛ فيما يتعلّق بالمقاربة الوظائفيّة أو المقاربة البنيويّة، وهو ما يُؤسَّس له في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، فالسّيّد القائد ومنذ سنوات طويلة، إضافة إلى إدارة الدّولة والأمّة الإسلاميّة، يعمل على مجموعة من القضايا الإستراتيجيّة والحسّاسة داخل المجتمع الإيراني والإسلامي بشكل عام.
على المستوى العلمي والمعرفي، دائماً هناك لقاءات مع النّخب الحوزويين، الجامعيين، الاقتصاديين، السّياسيين...، ويشخّص السّيّد القائد "حفظه الله" بدقّة الأولويّات العلميّة والمعرفيّة والبحثيّة والاجتماعيّة التي يجب أن تتوجّه طاقات المجتمع وقدراته باتّجاهها.
نعم، في موضوع الأسرة، ينطلق الإمام (دام ظلّه) من بحثٍ أوسع، يعني يوجد بحث موسّع ومفصّل يرتبط بقضيّة بناء المجتمع الإسلامي وكيفيّة التّعامل مع هذا المجتمع. وبالفعل، فقد أُجريت مجموعة كبيرة من الدّراسات، لنساء ولشخصيّات علميّة ولفقهاء، تتعلّق بكيفيّة بلورة موقع الأسرة داخل الدّولة، وكيفيّة إبراز واجبات الدّولة تجاه هذه الأسر لإعطائها موقعها الطّبيعي والمحوري في السّاحة الاجتماعيّة.
نحن على مستوى بناء الدّولة لا نزال نعاني من أزمة كبيرة في بناء الكيان الاجتماعي والنّظام الاجتماعي. ونحن عندما نتحدّث عن الأسرة إنّما نتحدّث عن مجموعة كبيرة من القوانين والأنظمة والتّشريعات التي يجب أن تؤسّسها الدّولة الإسلاميّة لحفظ هذه الأسرة وحمايتها وتوجيهها بالاتّجاه الصحيح. وهذا موجود في كل دول العالم؛ فعلى المستوى التربوي والتعليمي هناك سياسة تتعلّق بكلّ أفراد الأسرة على مستوى رعاية الأم، رعاية الأب، على مستوى الخدمات التي تُقدَّم لهم، حتّى على مستوى برامج الطّبّ العائلي والوقائي وعلى المستوى الثّقافي.
ما يجري في هذا العالم (على مستوى الأمور الثلاثة التي طرحها الأخ) نعم، هذا الحراك العلمي هو عبارة عن عمليّة وضع الأمور على السّكّة الصّحيحة؛ يعني، فلنخرج من عقدة النّقص في تناول قضايا الأسرة وفي وضع أنفسنا دائمًا في دائرة الاتّهام، فالسّيّد القائد يقول: "فلنؤسّس من الدّين الإسلامي الرّؤية الاجتماعيّة الكاملة للأسرة".
صحيح، إنّ من جملة العلاجات هي محوريّة العدالة، ونحن نلاحظ من خلال التّتبّع الدّوري والمنتظم لخطاب السّيّد القائد (حفظه الله)، أنّ سماحته يطرح هذه الفكرة في العديد من المجالات الأساسيّة والإستراتيجيّة المتعلّقة بالدّولة. ومحوريّة العدالة التي يتحدّث عنها موجّهة إلى الدّولة والمؤسّسات، وموجّهة أيضًا إلى الأسر والأفراد وإلى المصاديق الخارجيّة.
وبالفعل، فإنّ هذا المشروع ابتدأ وانطلق وسيستمرّ، ومن المفترض أن نصل إلى مكان نستطيع أن نبيّن من خلاله الموقع الطّبيعي للأسرة في النّظام الإسلامي وفي النّظام القيمي والأخلاقي، ونستطيع أن نبيّن أيضاً كلّ الواجبات والحقوق.
واسمحوا لي هنا أن أشير إلى نقطة على الهامش فيما يتعلّق بهذا الموضوع؛ فعلى المستوى التّربوي ما زلنا نتناول الكثير من القضايا المطروحة في الثّقافة الغربيّة والفكر التّربوي الغربي وندخلها بأيدينا إلى مجتمعنا الإسلامي ونريد أن نربّي ونبني على أساسها... الإمام الخامنئي (دام ظلّه) لديه خطاب حسّاس جدّاً في هذا المجال، حيث يقول: "كلّ النّتاجات في العلوم الإنسانيّة (ومنها التّربويّة) التي حصلت في الغرب قد تكون مهمّة جدّاً ومنتجة وناجحة في مجتمعاتهم، إلا أنّها لن تكون نافعة في مجتمعاتنا ولن تربّي المجتمع الذي نريد بل ستربّي المجتمع الذي يريدون".
أمّا فيما يخصّ السّؤال الثّاني، في قضيّة مشاكل الزّوجين، فإنّ أحد أهمّ العناصر والأسباب الرّئيسيّة التي تنعكس سلبًا على تربية الأبناء؛ هو العلاقة الزّوجيّة غير النّاجحة بين الزّوجين، ونحن لا نتحدّث عن العلاقة السّلبيّة بالحدود العاديّة إنّما العلاقة السّلبيّة التي قد تؤدّي -وأدّت- إلى انهيار أسرٍ بأكملها.
وهنا أقول بأنّ الزّواج هو عبارة عن التقاء مجموعة من الأفكار والثّقافات والقيم والأعراف والتّقاليد الموجودة عند الزّوج والزّوجة، إمّا أن ينجح الزّوجان فتحصل عمليّة اندكاك وتفاهم وإمّا أن تحصل عمليّات التّصادم ما يؤدّي إلى العلاقة الزّوجيّة الفاشلة.
ومنشأ علاقات التّصادم؛ تارةً يكون من خلال ظنّ الرّجل بأنّ ما يوجد في فكره وأنّ ما يتوصّل إليه عقله هو آخر الدّنيا، وبالتّالي سيحمل فكرًا إلغائيًّا لكلّ ما تحمله المرأة، وتارةً أخرى يكون العكس فتظنّ المرأة ذلك.
الأهمّ هنا، هو أن يعزم الطرفان منذ البداية على تأسيس مجموعة من المبادئ المتّفق عليها في الحياة الزّوجيّة.
حسناً، ما معنى أنّ الرّوايات قد توجّهت بالكلام والحديث إلى الزّوج والزّوجة معًا؟؟، مثلاً تقول للزّوجة أن تصبر على سوء خلق زوجها وبالعكس أن يصبر الزّوج على سوء خلق زوجته. إذاً، الرّوايات تتوجّه إلى كلا الطّرفين أنّ عليهما التّحلّي بالخلق الحسن.
أمّا كيف يمكن مواجهة المشاكل على مستوى الجمعيّة، فأنا أعتقد أنّ هذا الموضوع بحاجة إلى ندوة خاصّة، حيث يكون هناك حلول وطروح حول كيفيّة معالجة المشاكل الزّوجيّة.
لكن الآن سأطرح بعض الأسس الأساسيّة والكلّيّة والعامّة:
- الأساس الأوّل: العلاقة العاطفيّة الصّادقة.
- الأساس الثّاني: بناء الثّقة.
- الأساس الثّالث: التّفاهم على طريقة تدبير الحياة والتّدبير الدّاخلي والخارجي وأمور الأسرة والأولاد.
- الأساس الرّابع: سياسة الاستيعاب؛ استيعاب كلّ من الزّوجة والزّوجة لبعضهما البعض، بحيث لا تتحوّل العلاقة الزّوجيّة إلى علاقة يحكمها الفقه فقط، والمقصود بالفقه هو الأحكام الشّرعيّة.
فنحن إذا حكّمنا دائماً الفقه بالعلاقة الزّوجيّة، ساعتئذٍ نحتاج إلى un في المنزل. لماذا؟، لأنّ من وجهة نظر المرأة، أنّ 90 % من الأعمال التي تقوم بها في المنزل هي أعمال غير واجبة في الفقه، في حين يعتبر الرّجل أنّ هذه الأعمال هي خطّ أحمر بل ومن أوجب الواجبات.
إنّ ما يحكم العلاقة الزّوجيّة هي الأخلاق، وتعتبر الزّوجة العنصر الأخلاقي الأهمّ والأكمل في كلّ عمليّة التّدبير المنزلي والإدارة المنزليّة والعلاقة مع الزّوج.
نعم، العنصر الأخلاقي هو الذي يحرّك الزّوجة أو الأمّ ويحكم سلوكها لتقوم بكلّ هذه الوظائف التي أسقطتها عنها الأحكام الشّرعيّة. وهذا ماذا يتطلّب في المقابل؟، يتطلّب أن يكون العنصر الأخلاقي حاكمًا أيضًا في سلوك الزّوج والأب.
الأمر الثّالث الذي تفضّلتم به، يتعلّق بالإعلام الرّسالي لتوجيه الأسرة. في الحقيقة، إنّ تجربتنا الإعلاميّة حديثة العهد - تجربتنا الإعلاميّة على مستوى السّاحة الإسلاميّة في لبنان وخارجه - ونحن التحقنا متأخّرين جدًّا بهذا الرّكب الحسّاس والمؤثّر والشّريك الأساسي مع الجميع في التّربية وفي صناعة الرّأي العام.
والواضح الآن، أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بدأت تجمع جهد الإعلام الإسلامي الموجّه للكبار والصّغار ليتمكّن، من خلال تجميع الإمكانيّات والطّاقات والموارد، من صناعة شيءٍ ما.
وما عُبِّر عنه بـالأنامل النّاعمة أو الأنامل الإعلاميّة النّاعمة، سبق أن تحدّث عنه السّيّد القائد (دام ظلّه) وعبَّر عنه بـ"الحرب النّاعمة" أو "الحرب الثّقافيّة النّاعمة" أو ""الثّقافة النّاعمة" ونستطيع أن نقول أيضًا "التّربية النّاعمة". إذًا، الأمور تصل إلينا بشكلٍ ناعمٍ وسلس.
وأنا أقترح بأن يكون الكشّاف حاضرًا في هذه السّاحة؛ لأنّ ما نعاني منه هو طريقة تسييل المعلومات وإيصالها إلى الآخر، وهذا ما يتعلّق بقضيّة التّواصل، فنحن لا نعاني من أزمة مضمون فكري وثقافي وديني، بل نحن ربّما ننظّر في المضمون عشرات السّاعات ونعدّ دراسات وأبحاث.
إنّما جلّ ما نعانيه هو كيّفيّة إيصال هذا المضمون للآخر، والمُلاحظ أنّ الخطاب الأسري محدود، وهذا المحدود لا يركّز على قراءة واعية للمؤثّرات التي تنتج عن السّاحة الإعلاميّة وتنعكس على الأسر، بل يركّز على فكرة إعلاميّة يريد صاحب البرنامج أو الجهة التي تقدّم أن تكون بارزة وناجحة.
في قضيّة المرأة؛ إنّ الأبحاث والدّراسات -حتّى في المجتمع الإسلامي- تشوبها الكثير من المشاكل، فالباحثون والدّارسون الإسلاميّون ينطلقون إمّا من بعض الإسقاطات الغربيّة على قضايا المرأة في المجتمع الإسلامي أو أنّهم ينطلقون من منهجٍ تبريري.
أمّا المنهج الصّحيح، هو أن ندرس كيف صوّر الدّين الإسلامي المرأة؟، والمثال الذي تفضّلت به الأخت، بأنّنا أصبحنا الآن نضع المرأة مقابل الرّجل لناحية الحقوق والواجبات ونجري مقايسة ومقارنة على المستوى البحثي...، هو خطأ كبير على المستوى المنهجي، إذ يجب أن ننطلق من المرأة الإنسان التي أعطاها الله تعالى حقوقًا وحدّد لها وظيفةً وغايةً في هذا المجتمع، أن ننطلق من هذه المرأة كإنسان من النّاحية التّكوينيّة والنّفسيّة ونبرز دورها ووظيفتها.
أمّا بالنّسبة لكيفيّة الجمع بين العمل ومراعاة الضّوابط بما فيها الحضور الفاعل، وما يصطلح عليه "المرأة المربّية الناجحة، والمرأة الزّوجة النّاجحة، والمرأة العاملة النّاجحة":
أوّلاً، على المستوى الفكري؛ يجب أن لا نضع في حسباننا أنّ الغاية التي سنصل إليها هي النّجاح الذي يسعى إليه الرّجل، يعني على طريقة المنهج البحثي، التي تحدّثت عنها سابقًا، عدم مزاحمة الغايات المحدّدة للرّجال.. وبعبارة ثانية؛ أن نحدّد سيرنا في السّاحة التي فهمناها من دور المرأة المُحدَّد في الشّريعة الإسلاميّة والمنسجم مع طبيعتها كمرأة وكأنثى وكزوجة وكأمّ، بمراعاة مجموعة الضّوابط الشّرعيّة التي تُحدَّد في الفقه الإسلامي للمرأة العاملة.
ثانياً، على المستوى العملي؛ هناك مجموعة من الإجراءات التي تحتاجها المرأة التي تكون في هذا الموقع المتشعّب (زوجة ناجحة، مربّية ناجحة، وعاملة ناجحة)، هنا يجب أن تشخّص القدرات والإمكانيّات التي تحملها (عاطفيًّا، نفسيًّا، روحيًّا، جسديًّا،...) لتوزّع المهام، لكن تعطي الأولويّة للأسرة وتجمع العمل مع الأسرة؛ فالأسرة لا يمكن أن تستمرّ بدون وجود الأمّ أو وجود الزّوجة.
الأمر الثّالث، على المستوى العملي أيضاً، هو نوعيّة الأعمال التي تؤدّيها المرأة. فهي من جهة يجب أن تختار، ومؤسّساتنا الإسلاميّة يجب أن تتحلّى بالقيم المناسبة وتحدّد المعايير القيميّة الخاصّة في الأعمال والوظائف التي تُحدَّد للأخوات.. يجب أن يكون هذا الأمر واضحاً وصريحاً ومبنيّاً على السّياسة وعلى الطّرح الذي طرحه السّيّد القائد (حفظه الله) والذي تحدّثت عنه قبل قليل.
الفرع الأخير، حول التّجاذب في المسؤوليّات التّربويّة؛ أي على من تقع المسؤوليّة في الحفاظ على الأسرة؟؟؛ إحدى الإجابات في هذا المجال - على المستوى التّربوي - نفهمها من العلاقة التي حدّدها النبي محمد (صلى الله عليه وآله) للإمام عليّ وللسّيّدة الزّهراء (عليها السلام)؛ فالزّهراء (عليها السلام) لديها مجموعة وظائف أساسيّة وراء الباب والإمام عليّ (عليه السلام) خارج الباب. طبعًا، هذه عناوين كلّيّة ولا يمكن أن نحصر الوظائف بالتّربية فقط، لأنّنا إذا قرأنا في النّصوص نجد أنّها حثّت على حضور المرأة في السّاحة، والنبي (صلى الله عليه وآله) نفسه حدّد دورًا للمرأة على الجبهة العسكريّة، والقرآن والنبي (صلى الله عليه وآله) أفاضا في الحديث عن ضرورة العلم، ونجد أنّ العلماء أيضًا استفادوا من الرّوايات والنّصوص وأكّدوا على أنّ المرأة تستطيع أن تتعلّم وأن تعمل ولا يوجد أيّ نصّ يمنع المرأة من العمل؛ لكن داخل هذا المشهد هناك مجموعة من الأولويّات.
والحمد لله ربّ العالمين.
برامج
3655قراءة
2015-11-09 20:17:15