12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المقالات التربوية >> الثواب والعقاب

الثواب والعقاب
مبادئ الثواب والعقاب
الثواب والعقاب نظامان موجودان في الحياة. والله سبحانه وتعالى، من أجل تربية البشر، شرّع الثواب والعقاب، فجعل الجنة ثواباً للمؤمن المطيع، وجعل النار عقاباً للكافر العاصي.
يذكر العلماء في فلسفة الثواب والعقاب أنّ النفس غايتها الراحة، فكان الترهيب والترغيب من أجل أن لا تقصر النفس، فإذا شاءت أن تقصر، فإنها تخاف العقاب لذلك فهي ستتعب إذا قصرت، ولن ترتاح.
ففلسفة الثواب والعقاب هي حثّ الإنسان على النمو، ودفعه عن الخطأ إلى الصواب.
مبادئ الثواب والعقاب
أولاً - بالنسبة للعقاب:
أ - العقاب وسيلة لا غاية:
لا يجوز استعمال العقاب كغاية، حيث يكون القاشد منتظراً الفرصة حتى يضرب ويعاقب مع أقل خطأ. إذ أن الغاية من العقاب هي مواجهة انحرافات الفرد بقصد إصلاحه.
ب - مراعاة الفروق الفردية في العقاب:
وقبل اختيار العقاب يجب دراسة خطورة الذنب وأسبابه، وحالة المذنب بخصائصه النفسية والخلقية وقدرة احتماله البدنية، كي يأتي العقاب ملائماً ورادعاً ومفيداً.
ج - مراعاة درجة الخطورة في الذنب:
وهو ما يعبر عنه ب " ملاءمة العقلب لنوعية الخطأ " فكما تجب مراعاة الفروق بين الأفراد في توقيع العقاب ، كذلك تتعين مراعاة مستوى الذنب الذي ارتكب في حق النظام ، فالعقوبة تشتد وتلين تبعاً لتقويم خطورة المخالفة.
د - عدم إيقاع العقاب إلا بعد قيام الحجة:
يقول الله تعالى " إنما تجزون ما كنتم تعملون " ( الصافات / 39) ، فالإنسان لا يثاب ولا بعاقب إلا على ما اقترفته يداه ، وثبتت الحجة البالغة عليه ، فلا يجوز للقائد ممارسة العقاب على الظن والشبهة، وعلى هذا الأساس لا يجوز له ممارسة العقاب إلا بعد التأكد من الفاعل، وعدم العقاب الجماعي للأفراد إذا لم يكتشف المخالف.
ه - تنفيذ العقوبة بروح إنسانية :
وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل (النساء: 58). فإذا توفرت شروط العقوبة، يجب أن تمارس في جو من الرحمة والمساواة، بعيداً عن الإهانة، وأن يفهم الفرد أن الهدف من معاقبته هو إصلاحه وتقويمه.
و- التدرج في العقاب:
والمقصود من التدرج ، أن نلجأ في العقاب من الأساليب البسيطة ( الموعظة، النصيحة، الغضب، التهديد .. ) ثم نتدرج إلى ما هو أقسى وأشدّ ( التنبيه، التأنيب، الحرمان، التحدث مع الأهل بخطورة المشكلة .. ) ثم إلى الأكثر قسوة ( التجميد، الطرد النهائي ).
ثانياً - بالنسبة للثواب:
الثواب هو الوجه الآخر للعقاب، ومن الممكن أن تنطبق مبادئ العقاب على الثواب - مع مراعاة بعض الخصوصيات - فكلاهما، وإن اختلفا في مظهرهما، يهدفان إلى الغاية ذاتها وهي إصلاح الفرد.
ثالثاً - موقف تربوي من الثواب والعقاب:
ترفض التربية الحديثة أن يكون هناك عقاب، لأنّ الفرد الذي ينتج عنه خطأ، فإماّ لأجل مرض نفسي، أو لعدم معرفة مستوى الخطأ؛ لأن العقاب يزرع في نفس الفرد الخوف والاستسلام، والثواب يغرس في نفسه روح الكسب وحب الرشوة.
على ضوء هذا، على القائد تربية الفرد على حب العلم، والتزام الأخلاق، فيتعلم ليصبح عالماً، ويتحلى بالأخلاق ليغدو صالحاً.
(وإن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار).

 

أمانة برامج الإختصاصات
1485قراءة
2016-01-02 10:28:42

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا