أبرز المشكلات التي تعترض الدّليلة (2)
أ- حبّ الظّهور
ويبرز ذلك في هذه المرحلة من خلال متابعة الفتاة لأحدث ما تنتجه صيحات الموضة من أزياء وثياب ضيّقة وفاقعة من حيث الشّكل والألوان، والتّفنّن بالزّيّ الشّرعي وأشكال الحجاب الّذي لم يعد حجاباً، كذلك "طلي" الوجه بمساحيق التّجميل ورسم الوجه (التّاتو) ووو....
وهنا يأتي دورالأهل أوّلاً والقائدة الكشفيّة ثانياً، والتي قد يكون لها التّاثيرالأكبر في حياة الدّليلة، في توعيتها ودعمها وتوجيهها دينيّاً وأخلاقيّاً، وتعزيز مناعتها ضدّ هذه الانفلات في الالتزام والتّديّن من خلال دعم ثقتها بنفسها ودينها وبالنهج المحمدي الأصيل.
ب- الخجل والانطواء:
يؤدّي التدليل الزائد والقسوة الزائدة إلى شعور الدّليلة بالاعتماد على الآخرين في حلّ مشكلاتها، لكنّ طبيعة المرحلة تتطلب منها الاستقلال عن الأسرة والاعتماد على نفسها، فتزداد حدّة الصّراع لديها، وتلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل.
وأغلب أسباب انطواء الفتاة في هذه المرحلة تعود إلى عوامل أسريّة، منها عدم تفهّم الوالدين لرغباتها وحاجاتها ، بل إهمالهما لتلك الحاجات نتيجة الجهل وعدم المعرفة .
وتؤثر ثقافة الوالدين تأثيرًا كبيرًا في انطواء الفتاة، فهناك أسر تعتبر مجالات النشاط الاجتماعي والفني والرياضي مضيعة للوقت، وعلى الطالبة أن تحصّل دروسها وتذاكر لتنجح فقط ، فيرفض الوالدان فكرة الأصدقاء ويسهمان بذلك في حثّ الفتاة على الانعزال والانطواء على نفسها، لتصل إلى مرحلةٍ تخاف بها من الآخرين تجنّباً لأيّ مشاعر أو ردّات فعل سلبيّة قد تصدر عنهم، وبالنتيجة تصل الفتاة إلى مرحلةٍ تنعدم فيها مهاراتها الاجتماعية.
أمّا مظاهر الخجل والانطواء عند الفتاة فهي :
- خوفٌ شديدٌ من التحدث والكتابة والأكل أمام الآخرين وصعوبة تكوين صداقات مع الآخرين.
- عدم القدرة على مقابلة الغرباء، وبطء في الحديث مع الآخرين، والتزام الصمت وعدم إبداء الرأي والمشاركة مع الآخرين.
- الوعي المفرط بالذات والاهتمام الزائد بردود الأفعال في الموقف.
- المشاعر النفسية السلبية، كالاكتئاب، والقلق، والإحساس بالوحدة النفسية.
- انخفاض تقدير الفرد لذاته ونقص ثقته بنفسه.
- الخوف من أن يُقيّم الفرد بطريقة سلبية من قبل الآخرين.
- وجود مجموعة من الأفكار الخاطئة لدى الشخص الخجول، مثل فكرة أنه يجب أن ينال حب واستحسان جميع الناس وإلا فلن يشعر بالراحة.
- التفسيرات غير الواقعية للمواقف والأحداث، والتي تكون معلومات التوقع فيها مبنية على مجرد مشاعر الفرد الداخلية.
وخجل الدّليلة هو طريقة تعبر فيها عن عدم قدرتها على التكيف مع المواقف المختلفة، وإحساس من قبلها بأنها غير جديرةٍ بمواجهة واقعها .
وشعورالدّليلة بالخجل هو نتيجة مباشرة لطبيعة المرحلة التي تمرّ بها وما يطرأ عليها من تغيّرات جسميّة واجتماعية وعقلية انفعالية. لكن إذا تحوّل إلى مرضٍ يتطلب علاجًا أو إلى مشكلة تحتاج لحل في حالة استفحاله، والحيلولة بين الفتاة وتكيّفها مع المجتمع.
وقد يعبّرالانطواء عن قصور في الشخصية إذا لم يعالج في وقت مبكر، حيث قد يستعصي علاجه فيما بعد، وهو من أخطر أنواع سوء التكيف.
والحلّ الأهمّ والوحيد لهذه المشكلة يكمن في تشجيع الفتاة على الحوار والمناقشة وإفساح المجال لها بالتّعبير الحرّ عن آرائها وحثّها على التّحدّث أمام الآخرين وليس بالضّرورة أن يحدث التّشجيع دوماً بشكلٍ مباشر: كذلك العمل على تعزيز ثقتها بنفسها في مختلف المجالات.
ج- العلاقة مع الأسرة:
تعيش الفتاة الدّليلة في صر اعٍ دائمٍ مع والديها، وتتمرّد على جميع أوامرهما وتبدي اعتراضها في صورة مختلفة تتضّح غالبًا في المكابرة والعناد. وتتمثل المشكلات الأسرية في نمط العلاقات القائمة في الأسرة والاتجاهات الوالدية في معاملة الفتيات، ومدى تفهمهم لحاجاتهنّ ، ونظرتهنّ إلى السلطة الوالدية على أنها سلطة تسعى لحل مشكلاتهن. فالفتاة ترغب في الاستقلال والانطلاق، وتودّ الاعتماد على نفسها في تنظيم وقتها واتخاذ قراراتها.
ومن أكثر المشكلات التي تعاني منها الفتاة في الأسرة:
١ - رغبتها في أن تكون أوضاع أسرتها أفضل مما هي عليه.
٢ - عدم توفر بيئة مناسبة في المنزل للدراسة .
٣ - خجلها من مناقشة أهلها في مشكلاتها الخاصة.
٤- عدم اتفاق آراءها مع آراء والديها.
5 - شعورها أن والديها يحدّان من حريتها وطموحاتها في معظم الأمور.
ممّا لا شكّ فيه أنّ الحياة الأسرية تلعب دورًا كبيرًا في حياة الفتاة الدليلة واتزانها، فالمنزل الذي يسوده الحب والعطف والهدوء والثبات، يشعرالفتاة بالاطمئنان والثقة بالنفس، عكس الجوّ المنزليّ المشحون بالنزاعات واضطراب العلاقات بين أفراده.
ويعزز التفاهم المشترك بين الفتاة وأهلها العلاقة بينهم، فالكثير من مشكلاتها معهم تنشأ بسبب عدم فهم وجهات النظر المختلفة، فالحديث المشترك والاتصال غير اللفظي، وتعبيرات الوجه تعبّر في كثيرٍ من الأحيان عن مظاهر السلوك من تقبّلٍ أو رفضٍ للآراء التي يبديها كل طرف للآخر، ومعالجة المشكلة لا تكون إلا بالحوار الحقيقي وتفهّم وجهة نظر الأبناء، بحيث تشعر الفتاة بوجودها وكيانها داخل الأسرة والمكان الذي تنتمي إليه.
وهنا يلعب الكشّاف دوراً مهمّاً يتلخّص في إقامة أنشطةٍ لأهالي الكشفيّات من محاضرات وندوات وورش عمل تهدف إلى توعيتهم بخصائص هذه المرحلة وطرق التعامل معها وأهمّيّة تفهّم أبنائهم. كذلك توعيّة الكشفيّة الدّليلة إلى أهمّيّة الحوار مع الأهل وتفهّم حرصهم عليها.
برامج
1383قراءة
2015-11-10 09:14:45