أربع خطوات لتصبح مفكرًا
الخطوة الأولى: " نظم خزانة ملفاتك العقلية"
عند قيامك بأي عملية تفكير، تقوم بإدراج كل ما في ذاكرتك من كلمات و صور وحقائق...
وكلما كانت أفكارك و معلوماتك و أسئلتك منظمة داخل الدماغ، زادت سرعة و فعالية إيجاد المعلومات في ذاكرتك التي تريد التفكير بها.
ولكي يكون هذا التفكير منظماً؛ عليك أن تسأل دائماً سؤال (لماذا؟) حول مزايا الأشياء من حولك، لربط الأفكار ببعضها البعض وهذا ما يساعد على ربط الصناديق في ذاكرتك، وتذكر الأشياء ذات الخصائص المشتركة.
من التمارين المهمة التي تساعدك في تصنيف و تنظيم خزانة ملفاتك العقلية:
1- ملاحظة الخصائص:
لتعلم أن الله تعالى خلق الأشياء مختلفة بوظائفها و خصائصها ولم يخلق أي خاصية عبثاً.
فمثلاً في الآية الكريمة قال تعالى: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت"
إبدأ من هذه الآية الكريمة لتطبّق مفهوم ملاحظة الخصائص .
انظر إلى الجمل كيف خلق، وستلاحظ وتكتشف ...
أولاً سترى الرموش الطويلة،لتسأل نفسك لماذا ؟ عندها ستعرف أن الله خلقها له لتساعده على الرؤية ليلاً و نهاراً خلال العواصف الرملية.
ثانياً أنفه الكبير الذي يساعدهعلى الإستدلال على المواطن الأصلية لشم مصادر المياه.
ثالثاً الشّق في الشفة العليا و هو لمساعدته على مضغ الشوك فلا يصاب بالأذى، نظراً لأن هذا الحيوان يعيش في الصحاري، والنباتات الصحرية شوكية.
رابعاً الكتلة الدهنية الموجودة على ظهره تساعده على التأقلم مع الحرارة.
وغيرها من خصائص....
بعد هذا التمرين و لمجرد أن تُذكر كلمة جمل ستتوادر على ذهنك جميع هذه الخصائص وأسباب وجودها.
الآن بإمكانك تطبيق هذا التمرين على كل ما حولك من أشياء، وبالتالي أن تقوم بخطوتك الأولى في ترتيب خزانة ملفاتك العقلية.
2-ملاحظة التشابهات:
بعد أن تحقق المرحلة الأولى وهي ملاحظة الخصائص، ستدرك تشابه مشتركة بين شيئين، وبالتالي ستنشأ روابط فريدة بين الأشياء.
فمثلاً: التين و الزيتون
ففي قوله تعالى: و التين و الزيتون...
تفكر في قسم الله سبحانه وتعالى بالتين والزيتون وتكتشف تشابه هاتين الثمرتين بفوائدهما،وطول عمرهما
فكلاهما تحتوي على مادة " الميثالويثونيد" و هي مادة بروتينية بها كبريت وتعتبر هذه المادة هامة جدا لحيوية جسم الإنسان (خفض الكوليسترول - التمثيل الغذائي - تقوية القلب - وضبط التنفس)
و من هنا كوّنا روابط تشابه بين التين و الزيتون، ويمكنك أن تكوّن المفهوم ذاته بين شيئين مختلفين.
انظر حولك وجد التشابهات.
3-ملاحظة الإختلافات:
كما تتشابه الأشياء في بعض الخصائص،فإنها بطبع تختلف في خصائص أخرى.
فمثلا: الله تعالى خلق البشر لكنه خلق الذكر و الأنثى ((وخلقت منكم الذكر و الأنثى))
فظهرت خصائص مختلفة لكل من هذين العنصرين، كلاهما بشر لكن لكل منهم خصائص مختلفة؛ فالذكر وهبه الله قدرات جسدية تفوق قدرات الإناث فكان الرجل هو رمز القوة و الشجاعة و كانت المرأة رمز العطف و الحنان.
وبما أن خصائصهما كانت متفاوتة ؛ فرض الله واجبات مختلفة لكل منهما.
كما أن الخصائص الروحية و النفسية تولد اختلافات فالله تعالى ذكر في قوله تعالى: (( قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون))
فظهر الإختلاف نسبة للخصائص بين العالم و الجاهل،والمؤمن و الكافر...
راقب من حولك ما وُجد من خصائص و جد اختلافات أخرى.
4- فرز الأشياء المتشابهة ضمن تصنيفات:
إن الفرد بعد أن يكتسب كم هائل في مخزونه، عليه أن يصنفها تحت عناوين مشتركة تجمع بين هذه الخصائص.
فمثلاً الصلاة ، الصوم، الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر... هذه أمور يمكنك أن تضعها تحت خانة الواجبات
أما صلاة الليل،قراءة القرآن،مساعدة الفقراء، الدعاء...توضع تحت خانة المستحبات
بهذه الطريقة أنت ترتب أفكارك، مما يساعدك على استخراجها بسهولة و بسرعة.
فهيا إبدأ من الآن...إفرز الأشياء المتشابهة في عقلك تحت عناوين.
5-تحديد الشيء المختلف في مجموعة معينة (الدخيل):
بعد مرورك بالمراحل السابقة من ملاحظة خصائص، التشابهات، الاختلافات، تصنيف
إجعل دماغك يخضع إلى عملية تحديد الدخيل فضع أمامك مجموعة من الأغراض و حللها لتحدد الدخيل بينها، فبهذه الطريقة أن تعوّد دماغك على السرعة في تحديد المختلف في مجموعو معينة؛ مما يجعل هذه العملية تلقائية لديك و يقوي التركيز عندك.
6- المقارنة:
تجمع هذه المرحلة بين أوجه الاختلاف و أوجه التشابه.
فعند تخزينك لأي معلومة أو عنصر جديد في دماغك، حاول أن تقوم بعملية مقارنة بين معلومات قديمة مكتسبة تتشابه مع معلوماتك
الجديدة.فتولّد علاقات بين الأشياء
تذكر هذا البيان في عملية المقارنة:
7- ترتيب الأشياء حسب الزمان والحجم:
في هذه المرحلة تقوم بوضع أفكارك ضمن مراتب. الأكثر أهمية تسبق الأقل أهمية. فالواجبات تسبق المستحبات وهكذا دواليك...
8- التعميم:
العقل البشري دائمًا يسعى إلى فهم من حوله من خلال مجموعة من الصناديق الجاهزة الموجودة في عقله، فيستخدم التعميم ليسهل عليه إلقاء الحكم من غير استثناء، فالتعميم هو وضع المتفاوتات في مرتبة واحدة من غير برهان،ويسميه بعضهم "القفز إلى الخاتمة" وذالك لسهولتها, ولإنهاء الموضوع.
بمعنى آخر التعميم هو وضع خاصية أوعنوان مشترك لأشياء مختلفة.
9- التلخيص الشفهي:
عند قراءتك لأي مقالة أو موضوع ما، حاول أن تضع لهذا الموضوع عنوان أو فكرة رئيسة ، مما يجعلك تتذكر الموضوع بأكمله لمجرد تذكر العنوان الذي و ضعته.فيصبح دماغك كجهاز الكمبيوتر يتضمن محموعة عناوين محفظة، تظهر بشكل مكثف فقط بضغط على العنوان.
10- التلخيص المرئي:
هذا النوع من التلخيص يعتمد على استخدام ملخصات تصويرية أو بيانات وجداول تشهل و تلخص ما قرائته.
و هكذا و بعد هذه التمارين العشرة تكون قد أنجزت خطوتك الأولى لتكون مفكراً ناجحاً، ومستعداً الخطوة الثانية...
الخطوة الثانية: " كن متحرياً"
بعد أن ترتب خزانتك العقلية، عليك ان تنتقل إلى مرحلة التفكير التحليلي.حيث يكون دورك المتحري الذي عليه أن يكتشف مزايا معينة، ومن ثم استخدام هذه المزايا لحل مشكلة ما.
و تبدأ بالخطوات التالية:
1-الدمج: و هي عملية إعادة النظر بالتفكير،لرؤية ما تم تحقيقه و ما لم يتم تحقيقه.
والدمج يتطلب التركيب لبعض الأفكار(تلخيص) و توضيح لأفكار أخرى(تفصيل).
و الدمج يحتاج لعمليتين تفكيريتين:
أ-توجيه و طرح السؤال التالي: إلى أي مدى وصلت أنا؟
ب-إعادة النظر والدمج ما تم تحقيقه ثم توضيح ما لم يتم تحقيقه أوإنجازه.
الدمج لا يحدث إلا في نهاية عملية التفكير،ولكنه يحدث كجزء منها.
2- تحليل نماذج ضمن تسلسل معين: قم ببعض التمارين التي تحللها للوصول للجواب و تتضمن هذه التمارين:
مثلاً: تلاحظ أدناه ثلالثة بنود من تسلسل معين،حلل و اكتشف كيف يتغير للوصول غلى البند الرابع
2 - 4 - 8 -........؟؟؟ الجواب (16)
3- تحليل البيانات المعطاة بتصويرها: لتكن مفكر مبدع و بارع،صوّر الأشياء في عقلك. فهذا يساعدك على التلخيص و توضيح وتبسيط كميات كبيرة.
يمكنك عرض المعلومات في جدول بياني أو ما شابه، وبذلك تسهل استخراج المعلومة بشكل و اضح و بالتالي حفظها و تخزينها في العقول.
4-تقديم الخصائص مرئياً: تلخص المعلومات التي توصلت إليها من خلال صور بيانية.
انطلق لخطوتك الثالثة......
الخطوة الثالثة: "التفكير الناقد"
يتضمن التفكير الناقد سؤال نفسك أسئلة حول المعلومات، كي تصدر أحكاماً حول تلك المعلومات.
فإذا ما وصلتك أي معلومة عليك أن تتطرح على نفسك بعض الأسئلة:
-هل هي كافية؟ أو دقيقة؟ أو مفيدة؟ أو صادقة؟ أو موثوقة؟....
فكن متأنقاً في تفكيرك عندما تودّ التحقق من كفاءة المعلومات أثناء التفكير الناقد، وذلك من خلال النظر في الأمور التالية حول أي معلومة:
1-هل هذه الأدلة موثوقة وهامة بالنسبة للموضوع؟
2- هل هناك تحيّز في هذه المعلومات بأي طريقة ما؟
3- ما هي نتائج هذا الاعتقاد؟
4- ما هي القضية الأساسية التي تُناقش؟
5-ما هي الافتراضات التي توضع هنا؟
و لتكن مفكر ناقج جيد، مثل المفكر المبدع الجيد، لا تسأل نفسك أسئلة جيدة فحسب، و إنما كوّن توجه و موقف ممتاز عندما تسأل نفسك حول أي مسألة؛ فأنت جيد عندما تحاول دائماً:
أولاً: استوضح المسألة ومعرفة معنى كل ما يُناقش.
ثانياً: كن موضوعياً حول القضية باستخدام حقائق و بيانات و أمثلة.
ثالثاً:كن من ذوي العقول المنفتحة بأخذ كل وجهات النظر بعين الاعتبار.
رابعاً: كن مرناً بإمكانية تعديل وجهة نظرك إذا ما تلقيت حقائق جديدة.
ولتكن مفكراً ناقداً عليك أن:
1-تمييز بين الحقائق و غير الحقائق و الآراء: عندما تقرأ جريدة أو مجلة، هل تعتقد أن كل عبارة فيها تمثل الحقيقة؟إن كنت لا تعرف أي العبارات تمثل الحقيقة و أيهما تمثل رأياً؟
المعلومات الغير حقيقية بالتأكيد هي ليست صادقة،ولكن الرأي قد يكون صادق أو غير صادق
2- تمييز ما بين الإستنتاج غير مؤكد والملاحظة المباشرة.
3- تختبر مصداقية أحد الإدعاءات: كثيراً مانصادف مقالة يتحدث عن موضوع غريب كرؤية مخلوقات فضائية أو غيرها...أول ما يبادر إلى ذهنك ما مدى مصداقية هذا المقال؟
طبعاً تحتاج إلى اثبات أو بعض الأدلة حتى تصدق هكذا تقارير.
هذه فرصتك لتفكر بأسئلتك الخاصة التي تختبر صدق إدعاء ما؟
4- تمييز بين المعلومات المعلومات الهامة و الغير هامة: وذلك يتم من خلال تحديد هدفك بشكل واضح،ومن ثم تحديد ما هم مهم للوصول إلى هدفك و لماذا؟
5- كن مفكراً ناقداً حول ما تقرأه: إطرح على نفسك الأسئلة التي ذُكرت أعلاه.
6- خذ بعين الاعتبار لوجهات نظر الآخرين: لا تكن من ذوي الأشخاص الذين لا يريدون سماع الآخرين و هم يبينون سبب إيمانهم بغير ما يؤمنون به.فالمفكر الناقد لديه قدرة كبيرة على الاحتمال، وهو مهيأ لاستماع آراء الآخرين على الأقل،فالإستماع إليهم قد يجعلك تجد بعض الحقائق الجديدة.
بالإضافة فإن أخذ بوجهات نظر الناس جزء أساسي من توسيع الموقف التفكيري مع شخصاً آخر لديه أهداف و آراء مختلفة.
وبما انك قادر على النظر إلى وجهة نظر الآخرينو فهمها، فإن ذلك يكون جزءاً مهماً من عملية التفكير.
7- إسأل أسئلتك الخاصة: كلما زاد طرحك للأشئلة عما تراه أو تسمعه،زاد فهمك للموضوع.
انطلق للخطوة الأخيرة....
الخطوة الرابعة:"التفكير الإبداعي"
يصعب على دماغك الهرب من الصورة أو النمط الموجود فيه، لذلك يتضمن التفكير الإبداعي التحرر بعيداً عن المخزنة في ذاكرتك.إذاً عقلك هو من يجعل التفكير الإبداعي صعباً.
تذكر دائماً أنواع التفكير الإبداعي الستة عندما تحتاج إلى حلّ إبداعي:
1-الجمع/ هل أسطيع جمع بعض الأمور بطريقة جديدة؟
2- القلب/ هل أستطيع قلب بعض الأجزاء أو العمليات هنا؟
3- الحذف/ هل أستطيع حذف أو نقل بعض أجزاء العمليات؟
4- البديل هل أستطيع استخدام طرق أو مواد بديلة؟
5- لدى عنق الحقيقة/ هل أستطيع عنق الأمور قليلاً؟
6- التفصيل/ هل أستطيع إضافة أو تفصيل شيء للموضوع؟
بمعنى آخر عليك أن تجد طرقاً للأشياء التي تنظر لها، أي إيجاد مدارك بديلة، فعندما تجد وسيلة مختلفة للنظر إلى شييء تتفتحلك الآفاق لأفكار جديدة،وكلما ابتعدت عن المشكلة بطريقة خاصة،يكون بإمكانك حل المشكلة أسهل.
إن الطرق الواضحة تبدو كذلك دوما حتى يتم إيجاد طرق أخرى أفضل من الطرق القديمة.
هذه الأسئلة التي غالباً ما سألها المفكرون المبدعون الذين يتمتعون بالصفات التالية:
1-الخيال
2- التمعن
3- المجازفة
4-الحس المرهف
5- التفجير
هي خطوتك لتكون منهم....
موفق بإذن الله
برامج
2238قراءة
2015-11-14 18:12:41
بنت الجنوب |