إسم الملف : |
هداة الدرب |
إسم الورشة : |
الموقف سلاح |
رقم المطالب المحققة في السجل : |
المطلب رقم (81) "تذكر موقفين للشيخ راغب حرب رضوان الله عليه" |
مدة النشاط : |
60 د |
المنصة الإلكترونية التي يمكن أن يقدم عبرها النشاط: |
واتس اب أو الزووم |
مواصفات المدربة: |
قائدة دليلات |
الفقرات |
الشرح |
المدة الزمنية |
لوازم الفقرة |
ملاحظة |
الافتتاح |
قرآن كريم - السلام على الامام المهدي (عجل الله فرجه )- حديث مهدوي |
3 د |
الاتفاق سابقا مع الدليلة القارئة على التحضير للتلاوة |
|
التعريف بالشيخ راغب حرب |
عرض فيديو مقتطفات من صور الشيخ (رضوان الله عليه) ومواقفه مع كلام للسيد حسن نصرالله (حفظه الله)- مناقشة |
5 د |
الفيديو(0:41) |
|
سلاح الموقف |
ترتيب قصة الشيخ (رضوان الله عليه) عن المصافحة من بطاقات مبعثرة - سرد الدليلات للقصة - فيديو للشيخ أكرم بركات |
10 د |
بطاقات القصةفيديو(2:23) |
|
فلسطين والتطبيع : سلاح الموقف اليوم |
فيديو - مناقشة مصطلح التطبيع - قصة لاعب الشطرنج الناشئ آرين غلامي - فيديو الشيخ راغب راغب حرب (اختياري) |
10 د |
2 فيديو(0:22) (2:40)صورة لاعب الشطرنج مع الامام الخامنئي |
|
الخميني قائدنا |
استكمال سرد القصة - فيديو ابنة الشيخ راغب تتحدث مع الامام الخامنئي (حفظه الله) عن الشيخ راغب والامام الخميني (قدس سرّه) - مناقشة |
5 د |
فيديو (0:59) |
|
حصن الفقراء والايتام |
فيديو قصة صورة – مناقشة - سرد قصص |
10 د |
فيديو (2:12) |
|
الشيخ والشباب |
ارسال 3بطاقات للدليلات - مناقشة |
9د |
البطاقات |
يمكن أن تنتقل هذه الفقرة كلها إلى "للمطالعة" |
الاغتيال الآثم |
سؤال - مناقشة |
5 د |
|
|
الإختتام |
سؤال تمهيدي لورشة السيد عباس الموسوي – فيديو أين راغب –دعاء الحجة عجل الله فرجه |
3 د |
فيديو (2:40) |
|
بسم الله الرحمن الرحيم {وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَيَسۡتَبۡشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمۡ يَلۡحَقُواْ بِهِم مِّنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ (170) يَسۡتَبۡشِرُونَ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (171) ٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡقَرۡحُۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ مِنۡهُمۡ وَٱتَّقَوۡاْ أَجۡرٌ عَظِيمٌ (172) ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ (173) فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ (174)} صدق الله العليّ العظيم
● حديث مهدوي: روى الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنَّه قال: "...رجالٌ لا ينامون الليل، لهم دويٌّ في صلاتهم كدويِّ النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبانٌ بالليل ليوثٌ بالنهار، هم أطوع له من الأَمَةِ لسيدها، كالمصابيح كأنَّ قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يُقتلوا في سبيل الله، شعارهم: يا لثارات الحسين، إذا ساروا، يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر، يمشون إلى المولى إرسالاً، بهم ينصرُ الله إمام الحق "
الفقرة الأولى: المقدمة والتعريف بالشيخ راغب حرب
الأسلوب:
• تـ/يرسل القائد/ة فيديو يجمع صور ومواقف للشيخ راغب.
• تـ/يسأل: من تـ/يعرف الشيخ في الصورة؟ ماذا تعرفون عنه؟
• ثم تـ/يطلب من الأفراد المشاركة بالإجابة على سؤال:
" ما مدى معرفتي للشيخ راغب من 10؟ "
• تـ/يقول القائد/ة أنها ستطرح السؤال نفسه في نهاية الورشة، ويهدف هذا النوع من الأسئلة إلى حث الأفراد على التقييم الذاتي لأنفسهم لمعرفتهم بهذه الشخصية الأساسية والمهمة في تاريخ المقاومة والاستمرار حتى النهاية لاعادة المشاركة بالتقييم
• تـ/تتحدث القائد/ة بما لديها كمقدمة تعريفيّة بالشيخ راغب حرب بما هو وارد في المادة العلمية.
المادة العلميَّة:
حياته كشهادته صاخبة هادرة تملأ أسماع الزمان والمكان وتختصر حياة الإنسان الطامح دومًا نحو الحرية والعدالة والكرامة..
هو شخص قلّ نظيره في تاريخنا المعاصر، لناحية الزمان والمكان اللذين عمل فيهما وانطلق ليكون مطلق المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال. وهو زرع - ولا شك - روحًا مقاومة داخل كل من عرفه وسمع به واقتدى به.
ولد عام 1952م في بلدة جبشيت ومنذ أن تفتحت عيناه على الحياة، دأب على تحمّل المسؤولية، كان يعين أهله في أعمالهم دون أن يشغله ذلك عن النظر في أحوال مجتمعه، وفي العام 1969 م غادر إلى بيروت لطلب العلوم الدينية ثم أمضى رحلته العلمية متنقلاً بين لبنان والنجف، وفي العام 1974 م عاد إلى جبشيت.
عندما بدأ الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران 1982، كان الشيخ في طهران يشارك في فعاليات علمائية. جاء مسرعًا إلى لبنان، رافضًا حتى النظر في عيون جنود الاحتلال الإسرائيلي على الحواجز التي مرّ عليها في طريق العودة لأنه أصلاً لا يتصوّر وجودهم على هذه الأرض. وفي جبشيت، مسقط رأسه، أعلن الحرب على الاحتلال، والناس بعدُ لم تصحُ من هول ما حدث، فالبعض ألقى بنفسه بين أحضان المحتلين يعمل لصالحهم عميلًا مأجورًا، وجزء كبير من الناس وقف متفرجا لا يقوم بشيء. إذًا، كانت الساحة بحاجة إلى من يملؤها، والناس إلى من يوقظهم، وليدفع بالدليل القاطع مقولة أن "العين لا تقاوم المخرز". ولأن المساجد متاريس المؤمنين، فقد عمد الشيخ إلى إعادة إقامة صلاة الجمعة الجامعة في مسجد جبشيت منذ بداية وصوله، بعد أن رمّمه وأدخل عليه توسيعات كبيرة، حتى صار يستوعب ما يزيد على ثلاثة آلاف مصلٍّ! أعلن مسرعًا مقاطعة البضائع الإسرائيلية، وأن التعامل مع إسرائيل حرام، وهكذا منذ البداية أعلن المواقف الكبيرة....
فلنتعرّف على أبرز مواقفه!
الفقرة الثانية: سلاح الموقف
الأسلوب:
• تقسم القصة إلى 4 بطاقات.
• ترسل وعلى الأفراد ترتيبها بسرعة، وارسالها، المنجز الأول يبدأ بسرد القصة.
• بعدها تـ/يعرض القائد/ة الموقف .
• يُرسل فيديو الشيخ أكرم بركات.
المادة العلميَّة:
1- في المرة الأولى لإقامة الصلاة، بعد عودته من الجمهورية الإسلامية، اعتلى الشيخ راغب المنبر وبدأت الحكاية: دعا الناس إلى مقاطعة الاحتلال مقاطعة مطلقة، فلا بضائع إسرائيلية ولا كلام ولا تبسم في وجه جندي محتل، مهما كان السبب. ردّد راغب حرب عالياً: افعلوا كل ما يغيظ الإسرائيلي، نحن أهل الأرض وهم إلى زوال.
2- لم يرق ذلك للإسرائيليين. حاولوا استيعابه ترهيبًا أو ترغيبًا، فلم يأبه. وهو الأمر الذي أغاظ الصهاينة كثيرًا، نتيجة لما أحدثه من بلبلة في صفوف عملائهم الذين اعتمدوا عليهم في مراقبة الناس وقمعهم. وينقل المقربون من الشيخ، زوجته أم أحمد وعدد من شهود العيان، أن ضابطًا إسرائيليًا حضر إلى منزله يومًا على رأس قوة عسكرية، حيث كان الشيخ راغب جالسًا على سطح المنزل مع بعض الضيوف.
3- دخلت القوة حرم المنزل، فبدأ الشيخ يصرخ بهم أن يرجعوا من حيث أتوا، إلا أن الضابط أصرّ على الدخول واقتحم المنزل صاعدًا إلى السطح، ثم اقترب من الشيخ ومد يده مصافحًا، فما كان منه إلّا أن وضع يديه وراء ظهره ممتنعًا عن النظر في وجهه، ونَهَرَ الضابط لأنه دخل حرم المنزل من دون استئذان.
- الضابط: "وهل أنا نجس فلا تسلّم علي؟".
- الشيخ: "أنا لا أصافح محتلًا، أخرج من منزلي!".
4- - الضابط بوقاحة: "أهكذا تعامل ضيوفك؟".
- الشيخ بشموخ: "أنتم محتلون، فلا تتوقعوا أن نستقبلكم بالورود".
ثم خرج الضابط الإسرائيلي وهو يتوعّد الشيخ بالويل والثبور.
"الموقف سلاح والمصافحة اعتراف": لقد أفهم الشيخ بهذا الموقف العدو وأعطى درسًا عمليًّا للصديق أن لا لغة لنا نستعملها مع المحتل سوى لغة المقاومة! وهكذا عرف الشهيد الشيخ بصلابته في مقارعة الاحتلال، فيقول "إذا اضطرّنا العدو سنأوي إلى الجبال والأحرا ش لنمارس من هناك حربنا ضدّه، ولن نستسلم". وقد أقام في جبشيت صلاة الجمعة التي كانت تعتبر مدرسة تخرج المجاهدين وترسم طريق الجهاد في مواجهة الاحتلال ويقول المقرّبون منه أنهم فهموا الثورة الإسلامية في إيران، وفهموا شخصية الإمام الخميني قدس سرّه بشكل جيّد من خلال خطبة الجمعة في جبشيت.
الفقرة الثالثة: فلسطين والتطبيع
الأسلوب:
• عرض فيديو للشيخ راغب حرب (رضوان الله عليه) يتكلم فيه عن الموقف من المعاهدة مع إسرائيل.
• مناقشة بشكل موجز لمضمون الفيديو من خلال المادة العلمية عن علاقة الشيخ راغب حرب (رضوان الله عليه) بفلسطين والنصر الحتمي.
• عرض قول السيد حسن نصرالله (حفظه الله) على الشاشة: "نحن بحاجة إلى مواقف الشيخ راغب حرب لمواجهة التطبيع"
• سؤال: "ماذا يعني التطبيع؟"
• جمع الاجابات.
• عرض تعريف التطبيع وموقف الإمام الخامنئي (حفظه الله).
• عرض قصة لاعب الشطرنج الناشئ آرين غلامي الذي ظفر برضى وقبلة الوليّ لموقفه الشجاع ضد التطبيع.
• ارسال فيديو الشيخ راغب راغب حرب.
المادة العلميَّة:
علاقة الشيخ راغب بفلسطين: تفتح وعي الشيخ راغب على الخطر الإسرائيلي في مرحلة مبكّرة من حياته، وظلت فلسطين وبيت المقدس يحتلان حيزًا كبيرًا في وجدانه ووعيه السياسي المتقدم على كثيرين من أبناء جيله، ففي تلك الأيام تشكلّت في جبشيت مجموعة شبابيّة، وكان الشيخ راغب من ضمنها وله دور أساسي فيها، وكانت تلتقي على هموم وقضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين والقدس المحتلة.
وينقل أحد أقربائه أنه دخل مرة أحد المنازل وكان الحاضرون يتحدثون عن الاحتلال ويتساءلون: هل يمكن أن يتحرّر بلدنا؟ فأجابهم الشيخ بثقة كاملة: "تحرير الجنوب تحصيل حاصل، عليكم أن تفكروا كيف يمكن أنْ نخرج المحتل من القدس". كان يرى حتمية النصر وكثير من كلامه يشير إلى ذلك، يقول أحد المقرّبون منه: "... وأقسم بالله العظيم أنه قال لي في العاشر من المحرّم عام 1983م، وكنت معه في الغرفة الخشبية في المبرّة: (إذا حمي باطنا سنمد إيدنا لجوا) ويقصد داخل فلسطين المحتلة... كان ينظر إلى الأمام.."
يقول السيد حسن نصرالله (حفظه الله): "نحن بحاجة إلى مواقف الشيخ راغب حرب لمواجهة التطبيع"
والتطبيع هو جعل الشيء طبيعيًّا، فتتقبّله الناس، ويصبح مشروعًا. ويلجأ للتطبيع كلّ من يعرف أنّ موقعه لدى شعب معيّن مرفوض وغير مقبول، فيعتمد لذلك وسائل وطرائق تهدم العداوات وتبني الرغبة في بناء التواصل كما نجد اليوم معاهدات التطبيع بين عدّة من الدول العربية والكيان الاسرائيلي ويُعدّ المجالان الفنيّ والرياضيّ حيلةً ليعبر العدوّ من خلالهما إلينا!
حذّر الإمام الخامنئيّ (دام ظله) الذي يعتبر "إنّ قضيّة فلسطين أهمّ قضايا العالم الإسلاميّ، وما من قضيّة دوليّة في العالم الإسلاميّ تفوقها أهميّة.." من التطبيع مع العدوّ الصهيونيّ بكلّ أشكاله، إذ سمح المطبّعون بعودة هذا الكيان ليكون طبيعيًّا في المنطقة حيث حطّموا الحواجز النفسيّة والفعليّة كافّة التي تمنع العلاقة معه، ووجّهوا ضربة قاسية وخيانة لقضيّة الشعب الفلسطينيّ فيقول: "إنّ دول الخليج الفارسيّ قد ارتكبت اليوم أعظم خيانة في تاريخها وتاريخ الدول العربيّة، بأن دعمت ودافعت عن (إسرائيل) الغاصبة في اغتصابها وظلمها لدولة إسلاميّة وشعب عربيّ، وهذا هو معنى الاعتراف بـ(إسرائيل). لقد ألغوا المقاطعة مع هذا الكيان، فما معنى هذا العمل؟ إنّه خيانة في حقّ الشعوب المسلمة والعربيّة، وأعظم خيانة في حقّ الشعب الفلسطينيّ"!
ولكن حول العالم العديد من قصص الكرماء والشرفاء والأحرار الذين يرفضون التطبيع مهما كلّفهم الأمر ومهما تخلّوا عن مصالحهم الذاتية نصرةً لشعب فلسطيني تقتل فيه الرجال النساء والأطفال وتسرق بيوتهم وتستباح أرضهم ويتعرّضون لشتّى أنواع القهر والاضطهاد من قبل الكيان الاسرائيلي منذ عشرات عشرات السنين...
عرض صورة اللاعب والامام الخامنئي: فهذ لاعب الشطرنج الناشئ آرين غلامي يحظى باشادة ورضى وقبلة الوليّ السيد علي بعد امتناعه عن خوض مباراة أمام لاعب من الكيان الصهيوني خلال بطولة ريلتون الدولية في السويد التي جرت قبل فترة موجّهًا بذلك لكمة للعدو الصهيوني برفضه التطبيع في المنافسات الرياضية.
وقال الإمام خلال استقباله غلامي أن هكذا ناشئة وشباب يشكّلون ذخرًا ورصيدًا قيّمًا للبلاد. وأعرب غلامي عن رغبته بتقديم ميداليته التي أحرزها في البطولة هدية للسيد الخامنئي الذي ردّ قائلاً: "إنني أتقبّلها (الميدالية) منك لكنني أعيدها إليك، إذ أرغب بأن تكون لديك وتحتفظ بها عندك".
ويأتي هذا الموقف المشرّف من اللاعب الإيراني بعد مواقف مماثلة في الآونة الأخيرة لرياضيين إيرانيين رفضوا التطبيع واللعب أمام لاعبين من كيان الإحتلال ودعموا الشعب الفلسطيني المظلوم..
الفقرة الرابعة: الخميني قائدنا
الأسلوب:
• استكمال سرد القصة بسؤال : "ماذا حصل برأيكم عندما رفض المصافحة؟"
• عرض فيديو ابنة الشيخ راغب حرب تتحدث مع الامام الخامنئي بالعربية عن الشيخ راغب والامام الخميني (قدس سرّه).
• تعقيب بما ورد في المادة العلميّة.
المادة العلميَّة:
بدأت الأمور تتجه نحو الأسوأ، حتى أنّ بعض أهالي القرية، حاولوا ثنيه عن التصدي للعدو بهذه الصلابة، والبعض قال: "وماذا كان سيحدث لو كان صافح الضابط يا تُرى؟". وتذكر والدته الحاجة أم راغب أن المختار حذّرها من مغّبة ما يفعله ولدها "لأن الإسرائيليين ناويين عليه"، وهي بدورها نقلت له هذا التحذير، فطمأنها وشدّ من عزيمتها. وصار الشيخ ملاحقاً من جانب جنود الاحتلال واستخباراته، فلم يعد يبيت في منزله، بل يتنقل من منزل إلى آخر طيلة سبعة أشهر، إلى أن تمكّنوا من اعتقاله في آذار 1983، حيث كانت مواجهته لهم في المعتقل من نوع آخر، فقد مارس الأعداء بحق الشيخ التعذيب النفسي ليوهنوا من عزيمته وإرادته لكنهم اصطدموا بعناده وإيمانه، وقد أجابهم عن كيفية حل المشكلة: (برحيلكم عن أرضنا) وأجابهم على سؤالهم ماذا يمثل إليكم الخميني: (هو إمامنا وقائدنا). هذه الكلمات منه في الاعتقال تمثل الموقف الواضح ورؤيته الصادقة للإمام الخميني (قدس سره) الذي كان كثيراً ما يذكره باسم أمير المسلمين.
كان الشهيد الشيخ راغب حرب منذ أوائل السبعينات، وحتى قيام الثورة الإسلامية المباركة، يردد دائمًا عبارته المشهورة: لا غد أفضل إلاّ بالإسلام وكان يركّز دائماً في خطبه: أن الله سوف يهيئ لهذه الأمة أمرها. وكأنه كان على موعد مع الفتح... وعندما لاحت تباشيره بنهضة الإمام الخميني كان من أوائل الملتحقين بالقافلة، وكان يقول: القافلة انطلقت ولا مجال لانتظار المتخلّفين عنها...كان يطير عن الأرض... وكان يستأجر (البوسطات) ليرسل الناس إلى بيروت ليشاركوا في المسيرات المؤيّدة للثورة الإسلامية في إيران، وذلك كان قبل عودة الإمام الخميني إلى طهران.
عرض فيديو ابنة الشيخ راغب حرب مع الامام الخامنئي ثم استكمال:
اللافت للاهتمام علاقة الإمام الخميني والشيخ راغب حرب، فالإمام كان يهتم بالشيخ اهتمامًا كبيراً حتى أنه أهدى له مرة عباءة، وهي العباءة نفسها التي استشهد الشيخ وهو يرتديها. أما الشيخ، فكان من أكثر الناس تعلقًا به وهو كان يعبّر عن ذلك في مواضع عديدة: "نعلن تأييدنا الكامل للثورة الإسلامية المباركة في إيران، ونبايع قائدها الإمام روح الله الخميني قائداً للمسلمين وأميراً عليهم". وكان يحلو له القول إنه "عبد الله الخميني أمير المسلمين". وبلغ به الأمر أن قال يوماً: "العمامة التي لا تقول نعم للخميني، نسقطها ونحرقها". وكان الشيخ راغب بحسب كلام المقربين يتداول مع المحيطين به بيانات الإمام الخميني (قدس سره) ورسائله وكتبه حتى قبل انتصار الثورة بسنوات طويلة. والشيخ حتى في دراسته الدينية أخذ منحى "الإسلام الثوري"، وكان مثالاً ساطعًا لوصية الشهيد الصدر الذي قال:"ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام".
هبّ الجنوب إلى حسينية جبشيت لتنفيذ أول اعتصام من نوعه، والمطالبة بالإفراج عن الشيخ فورًا. وكان الاعتصام محطّ أنظار العالم كله. ثم إنهم اضطروا بعد 17 يوماً للإفراج عنه تحت ضغط التحركات الشعبية. ولكنّ الصهاينة كانوا - على ما يبدو - اتخذوا قرارهم بتصفية الشيخ، لأنه شوكة في خاصرتهم، لن يهنأ له م بال إلا إذا اقتلعوها، أو هكذا توهموا.
الفقرة الخامسة: حصن الفقراء والأيتام
الأسلوب:
• عرض صورة الشيخ راغب في المبرة وطلب من الأفراد توقّع قصتها.
• جمع الأجوبة ثم تعرض فيديو يروي قصّة الصورة من قبل مصوّرها.
• تعقّب بالعلاقة الرحيمة والحنونة للشيخ مع الأيتام وبناء المبرة وعلاقته مع الفقراء.
المادة العلميَّة:
على قدر ما كان هذا الرجل عنيدًا وصلبًا في وجه الاحتلال، على قدر ما كان حنونًا يخفض جناح الحب والمودة للمحيطين به. لم يكتفِ الشيخ راغب بإعلان الموقف السياسي أو الأخلاقي أو العبادي من على المنبر، وإنما كان يندفع للتواصل مع الناس فيزورهم في بيوتهم، ويكثف حركته باتجاههم، حتى يلمس عن قرب تفاعلهم مع توجيهاته. وترد على ألسنة الكثيرين أحداثاً كثيرة تعبّر خير تعبير عن هذه الشخصية الاستثنائية. فكان يتحسّس أوضاع الناس وظروفهم المعيشيّة خلال زيارته لهم، فيلاحظ ماذا يأكلون. وكان يعرف بطريقة ما إذا كان ينقصهم شيء من أصناف التموين والسلع الغذائيّة، فيعمل على تأمينها لهم دون أن يحرجهم. كان يتحلّى بأخلاق الأنبياء، وقداسة العلماء، كان يرأف بالناس ولم يكن ليناديهم إلّا بعبارة (يا كِرامَ خلقِ الله)، وكان يجلّهم ويحبّهم ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم وكان يعزز الكرامة والعزّة فيهم فيقول لهم: أيها الطيبون، أيها المجاهدون، أيها المؤمنون... وهكذا كان يعطي الناس شحنات من مكارم الأخلاق حتى ربّى فيهم العزّة والإرادة والقوة والصلابة وكان يمتلك أسلوباً خاصّاً به في التحدّث والتعاطي مع الناس، وكان يستطيع أن يقدّم النصيحة لأيّ كان بأسلوب أخويّ سلس، فيتقبّلها الطرف الآخر بكلّ محبّة ورضى.
حصن الأيتام:
لقد كانت تتجلّى هذه الروح المعطاءة للشيخ في تعامله مع الأيتام أيضاً الذين احتضنهم في منزله، قبل أن يتمكن من بناء مبرة السيد زينب (عليها السلام) وهي قائمة حتى اليوم. وتروي زوجته أنه بعد أنْ اتخذ من الطابق الأرضي في الحسينية مكانًا لإقامة الأيتام الذكور، أخبرها أنه يفكر في استضافة الإناث في المنزل، وهكذا أفرد لهنّ غرفتين، وصرنَ جزءًا لا يتجزأ من العائلة. وهو كان يتعامل مع الأيتام معاملة خاصة، حتى أنه كان يبكي لحالهم. وهنا، تورد ابنته حوراء راغب حرب قصة نقلها لها أحد أبناء القرية. إذ إنه كان عائدًا إلى منزله في إحدى الليالي الباردة، في ذروة ما يُسمى القبضة الحديدية التي فرضها الاحتلال على الجنوب بإجراءات قمع وتضييق قاسية، فلمح "شبحًا" يتحرك في الظلام الحالك، ولما اقترب منه وجد أنه الشيخ راغب آتياً من جهة المبرة ماشياً وهو يترنم بشيء من الشعر، فسأله باستغراب:
- "كيف تسير وحدك في الليل، والعدو يبحث عنك بالسراج والفتيلة؟".
- فأجابه الشيخ: "لا بأس عليّ يا أخي، فمَنْ كان في حصن الله لا يخشى شيئًا، ثم إنّ الشهادة هي كل المُنى".
- فقال الرجل: "ولكن - يا شيخ راغب -، يجب أن تكون أكثر حذرًا، فأنت لست مُلكًا لنفسك، بل ملك لنا جميعًا ولكل الثائرين والمستضعفين".
عندها فرّت من عينيه دمعتان، وقال بصوت متهدّج: "كيف يخطو النوم إلى جفني إذا لم يطمئن قلبي عليهم، كيف أنام إذا لم أتأكد أنهم ينعمون بالدفء وبالشبع والسعادة، أليس علينا أن نمسح على رؤوسهم لنشعرهم بشيء من الحنان؟". نعم، هكذا أخذ الشيخ على عاتقه مساعدة الفقراء ورعاية الأيتام الذين كان يلاعبهم وكأنه واحد من عمرهم، فيخلع عمامته ويلبسها لهم واحداً واحداً، وهو سعى بكل ما أوتي من قوة لإنجاز مبنى المبرة. ويروي أحد أقاربه أنّ المال لم يكن متوافرًا في إحدى المرات حتى لاستئجار عمّال لكي ينقلوا المونة (البحص والرمل والإسمنت...) إلى الطوابق العليا، فكان الشيخ يعمد إلى تنفيذ هذه المهمة بنفسه. ومثل هذا كان يصنع في مدرسة الشرقية التي سعى أيضاً لبنائها، المهم عنده أن يرتفع البناء الذي يعوّل عليه كثيراً لإنشاء جيل متعلم رائد يساهم في تنمية واقع المنطقة والناس الذين ينتمي إليهم الشيخ.
وعندما أسّس سماحته المبرّة، كان بعض الناس يجلبون له ثياباً مستعملة وقديمة ما عادوا بحاجة إليها، لتقديمها للأيتام، فكان الشيخ يرفضها ويقول: "هذه الملابس القديمة أُلبسها لأولادي، أمّا الأيتام فلا. هؤلاء الأيتام يجب أن يكونوا معزّزين ومكرّمين ويرتدون الملابس الجديدة"!
حصن الفقراء:
كان الشيخ راغب يعيش مع الناس كواحد منهم يقول المقربون حتى الآن لا يزال الذين عاشوا معه يقولون: الشيخ راغب مشى من هنا، وجلس هنا، ووقف هناك، وهنا تكلّم، وهنا تناول طعاماً... كان حين ينزل إلى الحقل مع الفلاّحين فلاّحاً مثلهم، وما كان أروعه وهو بينهم، يتكلّم بلغتهم، لغة الزيتون والتين، كان يعرف أن فلاناً ماتت عنده الغنمة، أو ولدت عنده البقرة، كان يعيش هموم الناس كأنه واحد منهم.
فلم يكتفِ الشيخ بوعظ الناس، بل كان يعيش بينهم ليكون قدوةً لهم. وكان يكتفي بأقلّ القليل، ولم يكترث يوماً بالأمور الدنيويّة، لدرجة أنّه لم يملك منزلاً حتّى، وقد أراد بذلك أن يساوي نفسه بالآخرين، وكان يعمل على قاعدة (كونوا دعاةً للناس بغير ألسنتكم)".
ومن السنن التي سَنّها الشيخ لهذه الغاية، كان إنشاؤه "بيت مال المسلمين"، ووظيفته تأمين قروض للمحتاجين والمعوزين. وكان الشيخ حريصًا على مدّ جسور وعلاقات وطيدة بينه وبين الناس، ولذا، فهو كان "يمون" على الكبير قبل الصغير. ويُقال إنه كان في إحدى السهرات، وبين الحاضرين شاب عازم على الزواج والعسر يمنعه، فسأله الشيخ عن سبب تأخّره، فخجل الشاب من الخوض في تفاصيل خلافه مع والد العروس حول مطالب الأخير، ففهم الشيخ ولم يعقّب. ثم عرض على الحاضرين الذهاب لمنزل والد العروس لكي يكملوا السهرة عنده. وفعلاً ذهبوا جميعًا ومعهم الشاب صاحب الحاجة. وعندما استقر بهم المجلس، التفت الشيخ للوالد وقال له:
- ما رأيك يا حاج بفلان.
- أنعم وأكرم.
- إذاً، نحن نتشرف بطلب يد ابنتك إلى فلان وأنا أبارك هذا الزواج.
فحار الرجل جوابًا، وكان للشيخ ما أراد، وهكذا جمع بين الشاب وعروسه بأبسط الطرق.
هناك قصة ترويها ابنته حوراء راغب حرب: "سنة 1976، انتقل والداي من بيروت إلى جبشيت، حيث سكنا مع جدة والدي في بيتها المؤلف من غرفتين، ليس فيهما شيء من الأثاث، سوى بعض الفرش والوسائد والأغطية، وبعض الضروريات، ولم يكن عندها خزانة، فكانت أمي تضع الثياب في حقيبة السفر، وزجاج المطبخ في صناديق كرتونية، بانتظار انتهاء النجار من صنع خزانتين، حتى أنّ والدي استعجله لإحضارهما بعد أنْ أصبحتا جاهزتين للاستعمال".
وتتابع حوراء بأنّ والدها انتقل بالعائلة إلى قرية الشرقية، حيث أقام فيها كإمام بطلب من الأهالي. وذات يوم جاءه رجل، مكث عنده هنيهة، وخرج وهو يدعو للشيخ بطول العمر والتوفيق، فسألته أمي عن الأمر فأجاب: مسكين، لقد ترك منزله في النبعة وهو يطلب مساعدة".
إذاً؟ سألته مستغربة
- قلت له إنني لا أملك مالاً لمساعدته، أرسلته إلى منزل جدتي في جبشيت لكي يأخذ الخزانتين!
الفقرة السادسة: الشيخ راغب والشباب
الأسلوب:
• ارسال 3 رسائل من الشيخ راغب إلى الشباب على شكل بطاقات.
• مناقشة مضمون البطاقات.
المادة العلميَّة:
كان الشيخ راغب يولي الشباب أهميّة بالغة في خطاباته، وكان لا ينفكّ يؤكّد على المثابرة واستثمار الشباب بالميادين كافّة بكلّ ما أوتوا من قوّة وعزم لقد كان الشيخ الحضن الدافئ للصغار والكبار على حدّ سواء، وبالأخصّ للشباب في مرحلة الاحتلال المظلمة، فكان يبثّ فيهم الطاقة الإيجابيّة، ويدفعهم نحو التقدّم، ويحثّهم على عدم اليأس، ويبعث الأمل والفرح في نفوسهم. وكان يتوجّه إلى الشباب قائلاً: الرسالة الأولى: "أيّها الشابّ، إنّ كلّ يوم تطلع فيه الشمس يشهد عليك... ربّما تقول إنّني الآن شابّ وسأؤجّل القضاء إلى غد... لكن من يؤكّد لك أنّك ستكون من أبناء الغد؟ وكم من الشباب فاجأهم الموت دون أن يدركوا القضاء".
وقد حرص الشيخ على إحياء سنّة الزواج المبكّر ومساعدته للشباب في هذا الأمر، فكان الشيخ يؤيّد مبدأ الزواج المبكّر إلى درجة أنّه كان يدفع من ماله الخاصّ، أو يقدّم من أثاث منزله من أجل إحياء هذه السنّة على مستوى المجتمع. وكان يعتبر أنّ زواجاً كهذا هو ما يبني الأسرة المنيعة فكان يدعو إلى اعتماد نمط الحياة الطيّبة، كما عاشت السيّدة الزهراء (عليها السلام)، وخاصّةً في مسألة الزواج ولطالما قال: ﴿إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللهُ﴾، وكان هذا الأمر عنده سنّة طبيعيّة جدًّا، إذ كان يحثّ الشباب على الزواج بأبسط القدرات، وكان الشيخ يقول لبعض الشباب الذين يريدون الزواج ولا يقدرون على ذلك، أن ينصبوا خيمة على سطح المنزل ويبدؤوا حياتهم، بهذه البساطة! (الرسالة الثانية: اعتمدوا نمط الحياة الطيّبة، كما عاشت السيّدة الزهراء عليها السلام، وخاصّةً في مسألة الزواج فـ﴿إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللهُ﴾ )
وكان الشيخ يعير اهتمامًا للاختصاصات العلميّة؛ لما لها من أهميّة، وكان يشجّع الطلاب ويُشعرهم بقيمة ما يفعلون. وحول ذلك تقول عائلته: "كان الشيخ يمرّ على بعض طلّاب الطبّ، فيجلس معهم لفترة وجيزة، ويحتسي معهم الشاي، ليسأل عن أحوالهم، ويحدّثهم عن أهميّة إكمال دراستهم، وكم أنّ المجتمع بحاجة إلى أمثالهم (الرسالة الثالثة: إكمال دراستكم مهم جدا لأن المجتمع بحاجة إلى أمثالكم)
الفقرة السادسة: الإغتيال الآثم
الأسلوب:
• يُطرح سؤال كيف استشهد الشيخ راغب؟
• تناقش الإجابات
• التعقيب بالمادة.
المادة العلميَّة:
ظن العدو أنه باغتيال الشيخ راغب سيستقيم له الأمر فأقدم على القتل في 16/02/1984م. بعد أن أمَّ الشيخ رضوان الله عليه الصلاة جماعةً، وكعادته في ليالي الجمعة قرأ بصوته الخاشع دعاء كميل، وأثناء خروجه للسهر مع إخوانه، صوّب العملاء عليه رصاص حقدهم الغادر فروى بدمه الطاهر عطش الأرض مردداً كلماته الأخيرة (ألله أكبر، ألله أكبر) وشيّع الشيخ راغب رغم الظروف الأمنية ما يزيد عن خمسين ألفًا. ولكن المقاومة تضاعفت بعد شهادته، حتى أن العدو لم يعد يحتمل الضربات بعد استشهاد الشيخ راغب (رضوان الله عليه) فأقام ما عرف بالقبضة الحديدية وكان مختار جبشيت، الحاج كامل محمد علي فحص، يمر على معبر باتر جزّين، بعد حصول عملية عند جبّانة جبشيت، فقال له الضابط الإسرائيلي: الشيخ راغب بيطلع من قبروا ويطلق النار علينا!!!.
قال سماحة السيد حسن نصرالله هكذا كان الحال مع الشيخ راغب، قتلوه فتصاعدت المقاومة وخرجت "إسرائيل" من العاصمة، من الجبل، من البقاع الغربي، ومن أغلب الجنوب باستثناء الشريط المحتل.
قليلة هي الكلمات التي يمكن أن تفي الشيخ راغبًا ولو جزءًا من حقّه، ذلك العالِم الجليل، المتواضع، الزاهد الذي دخل بيوت الناس، فدخل قلوبهم وعقولهم، لا بل سكن فيها.
قد ترك الشيخ بصماته اللطيفة أينما حلّ، فلم يكتفِ بالبُعد الماديّ، مثل تأسيس مبرّات، ومكتبة، ومدرسة، ومؤسّسات خدماتيّة، ويبقى الإنجاز الأهمّ أنّه خلّف إرثاً معنويّاً في نفوس محبّيه جميعاً، حيث ستظلّ ذكراه، وكلماته، ومواقفه محفورة في ذاكرتهم ما داموا ينبضون بالحياة فقد نقش اسمه بأحرف من نور، ومن حُبِّ وتواضعٍ وشموخ، فأصبح ابن الثلاثين عامًا شخصية قيادية شق بجهاده وخصاله طريقًا لكل الأحرار والمقاومين.
- اعادة طرح السؤال الأول " ما مدى معرفتي للشيخ راغب من 10؟ " وجمع أجوبة الدليلات
ثم طرح سؤال أخير كتمهيد لنشاط السيد عباس الموسوي:
" شخصية ورثت من الشيخ راغب حرب أخلاق الأنبياء، وقداسة العلماء، وُلدا في العام نفسه، ونهلا معاً من حوض ولاية الفقيه، من حاضرة العلوم الدينية النجف الأشرف، وقاوما معاً التخلّف والجهل، ومن ثم الاحتلال، واستشهدا معاً في ذات اليوم، السادس عشر من شباط... فمن هي؟"
-ارسال فيديو لطمية اين راغب حرب أين – اين نصار نصار اين (الشهيد نصار نصار) التي يظهر فيه السيد عباس لاطمًا (2:40) )اختياري
-الفاتحة الى روح الشيخ راغب حرب وشهداء المقاومة الاسلامية
-دعاء الحجة عجل الله فرجه
للمطالعة (يمكن ارسالها عبر الواتس آب لمطالعتها)
الشيخ راغب حرب في ذكريات أيتام المبرّة /هلا ضاهر – مجلة بقية الله - بتصرف
أنهت "زهراء" التحضيرات، بعدما وضعت على المنصّة أربعين شمعة ملفوفة بشريط فستقيّ اللون، وأربعين زهرة أقحوانيّة في سلّة قشّ.
نظرت "زهراء" إلى الساعة المثبّتة على الحائط، لم يبق إلّا سويعات قليلة ويحضر الجميع. كان نبض قلبها المتسارع يسابق عقارب الساعة، فيعيدها إلى تلك الأيّام الخوالي بين الفينة والأخرى، إلى باحة المبرّة، حيث وقفت بقرب شجرة النخيل العملاقة تراقب رفاقها يلهون ويلعبون، وهي وحدها تخلّت عن اللعب، وهربت إلى زاوية منعزلة، تجالس الأرض الخرساء، وتبحث عن إجابات لأسئلتها الحيرى، ولا تجد جواباً يروي عطش طفولتها البريئة، ويفسّر لها سبب يتمها..!
لكنّها اعتادت على شخص يزورها يوميّاً، يربّت على رأسها، ويهزّ بأنامله خصلات شعرها مداعباً، وهي تأنس بلمساته الحنونة، وتتطلّع إلى شلّال الرحمة المتدفّق من عينيه، فتأخذ من حنانه بلسماً تداوي به كلّ ما خطّته يد الزمان على أيّامها البائسة.
أعادها إلى الواقع صوتُ طرقٍ على الباب. ها قد وصل أصدقاؤها ليبدأوا الاحتفال.. بعد ساعة تقريباً وصل عددهم إلى العشرين شخصاً ممّن ترعرعوا في تلك المبرّة مع "زهراء"...
- "سأخبركم قصّة لا تفارق ذاكرتي، أرويها لأوّل مرّة:
في الثامن والعشرين من شهر آذار، في العام 1982م، في تمام الساعة الواحدة ليلاً، وبينما كنتُ مستلقيةً في فراشي، أراقب من نافذة غرفتي في المبرّة التي تقع على سفح منحدر -كما تعلمون- روعة النجوم المتلألئة ببريقها في السماء، قفزتُ مرتعبةً بعدما أحسستُ بالأرض تموج من تحتي، وأضاءت النيران ظلمة المكان، وسمعتُ صوت طلقات رصاص كثيفة تصيب جدران المبرّة من الاتّجاهات كافّة، فاختبأتُ خلف الستارة بحثاً عن الأمان.. لا أدري ماذا أفعل، ولم أجرؤ على النظر من النافذة مجدّداً.. وما زاد خوفي أنّي كنت وحدي في الغرفة، يومها كنتُ مريضة بالجدري، فعزلوني كي لا أنقل العدوى لبقيّة الأطفال.
كم من الوقت مرّ عليَّ، وأنا في مثل هذه الحال؟! لست أدري! ولكنّ الهدوء عاد إلى المبرّة، بعد فترةٍ وجيزة.. غير أنّني بقيتُ في مخبئي، ولم أجرؤ على الخروج منه. وتناهت إلى سمعي كلمات مبعثرة (إنّها دوريّة للعدوّ الإسرائيليّ)، (لقد أطلقوا النيران في كلّ اتجاه)، (أصابوا جدران الباحة.. أصابوا البوّابة الرئيسيّة). ولكنّي كنتُ أنتبه إلى صوت زجاج يتحطّم، ورحتُ أتساءل: ترى ماذا حلّ بصديقاتي وأصدقائي الأيتام؟!
حتماً الأساتذة والمربّون سيدخلون إلى الغرف للاطمئنان علينا. اعتقادي هذا جعل الخوف ينسحب تدريجيّاً من داخلي، وأبطأ دقّات قلبي. اقتربتُ من النافذة لأُلقي نظرةً على الخارج، فرأيتُ ظلّاً لجسد ينسلّ بين الأشجار. شاهدته يمشي حذراً، ليدخل من الممرّ الخلفيّ. وكانت خطواته تُصدر صوت طقطقة خفيفة، ثمّ دلف إلى باحة المبرّة، فأسرعتُ بالعودة إلى الاختباء، ولكن هذه المرّة تحت السرير، والخوف يجتاح قلبي: ماذا لو كان هذا وحشاً من جنود العدوّ الإسرائيليّ؟! هذا الوحش الذي يقتات على جثث الأطفال؟!
وما هي إلّا هنيهة حتّى سمعت صوتاً يناديني: (زهراء.. زهراء أين أنت؟!).
هذا الصوت! يا إلهي، هذا الصوت أعرفه جيّداً. إنّه صاحب اليد التي تُربِّت على رأسي. أخذتُ أرتفع قليلاً قليلاً علّني أدركه قبل أن يفقد الأمل من إيجادي. وأسرعتُ نحو الصوت. دمعت عيناي عندما رأيته. أحسستُ بالفرج الذي أرسله الله لي في هذه اللحظات المرعبة من حياتي. ركضتُ إلى حضنه وأنا أصرخ: شيخ راغب. أنا هنا. أنا هنا. فتح ذراعيه والتقطني فرحاً.
وما هي إلّا دقائق بعد نزولنا إلى ساحة الملعب الأرضيّ حتّى بدأ الأطفال يتحلّقون حول الشيخ راغب. أحسستُ بجناحيه يرفرفان فوق رؤوس الأيتام، وهو يوزّع ابتساماته المشرقة عليهم. كان يرتدي "دشداشته" (عباءته) البيضاء، ولكن هذه المرّة من دون عمامة. كانوا يمسكون بيديه، وبعضهم كان يغمره من الخلف، وآخرون يمسكونه من ساقيه، وكلّ واحد منهم يحاول إخباره بما اعتراه من خوف. أمّا هو فكان متحيّراً رأسَ مَن ومَن يمسح، وراح يخبرهم كيف سمع بخبر الاعتداء الإسرائيليّ على المبرّة، وكيف تسلّل من الباب الخلفيّ تحسّباً لأيّ طارئ. بينما أنا واقفة بعيدة بعض الشيء، وكنتُ أعدّهم واحداً واحداً. أربعون يتيماً. حفظتُ وجوههم، وقرّرت أن أصبح أختاً وصديقةً لهم جميعاً. كنتم أنتم.
أخبرنا أنّ سبب اعتدائهم هذا هو غيظهم من مجاهدي المقاومة الذين نصبوا كميناً لدوريّة لهم في الموقع المطلّ على القرية، وأصابوا منهم عدداً. أخذ بيدي؛ لأنّي كنت أصغركم، وأصعدنا إلى سطح المبرّة، وقال لنا:
- (انظروا.. هل ترون الدخان المتصاعد هناك؟).
وأومأ الجميع برأسه. وتابع يقول:
- (عندما تكبرون أنتم.. سيكون هذا العدوّ قد اندحر عن أرضنا)".
بعدما انتهت "زهراء" من قصّتها، نظرت إلى رفاقها، رأت الدموع في عيونهم، وهم صامتون تأخذهم رهبة الذكرى. بدأت بإشعال الشموع، وطلبت أن يأخذ كلّ واحد منهم شمعته. وبقيت عشرون شمعة متراصّةً قرب بعضها بعضاً. غصّت "زهراء" بدموعها، عندما أشارت إلى عشرين شمعة لم يحملها أحد، وقالت:
- "عشرون واحداً منّا قضى شهيداً تحت راية شيخ الشهداء، الشيخ راغب حرب. نحن أكملنا درب العلم والمعرفة، وهم اختاروا طريقاً أقصر للالتحاق به".."
ملحقات للاستفادة: اختياري
- 5 صور كلمات قصار للشيخ راغب حرب
- فيديو اخلاقي توجيهي: "الدنيا ترتمي عند اقدام الزاهدين بها"
المصادر:
https://baqiatollah.net/article.php?id=9533
https://www.almaaref.org.lb/maarefdetails.php?id=11079&subcatid=1499&cid=489&supcat=39
https://baqiatollah.net/article.php?id=10094
https://www.atharshohada.org/article.php?id=89&cid=14&catidval=0
https://baqiatollah.net/article.php?id=6697
https://www.almayadeen.net/news/sports/950794/%D8%A8%D8%B7%D9%84-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%8A%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9
https://www.baqiatollah.net/article.php?id=5768
https://baqiatollah.net/article.php?id=9547
دليلة
5911قراءة
2022-02-09 14:51:15