فضل وآثار قراءة القرآن الكريم
مرحلة الجوّالة والدّليلات
الغرض:
- يتعرّف إلى فضل قراءة القرآن الكريم.
- يشرح آداب التّعامل مع القرآن الكريم.
- يستنتج آثار قراءة القرآن الكريم.
المدّة: 70 د
المكان: المقرّ الكشفيّ
دليل تنفيذ النشاط:
_ الافتتاح :
المدة و الطريقة : 5 د _ تلاوة قرآن كريم وقراءة حديث مهدوي
اللوازم : القرآن الكريم، كتيّب حزمة نور
_ فضل القرآن الكريم :
المدة و الطريقة : 15د _ حديث
اللوازم : لوح، قلم
_ آداب التّعامل مع القرآن الكريم :
المدة و الطريقة : 25 د _ عمل مجموعات
اللوازم : كرتونة بقياس 50*70 بعدد المجموعات – أقلام عريضة بعدد المجموعات
_ آثار قراءة القرآن الكريم :
المدة و الطريقة : 20 د _ قصّة
اللوازم : الملحق الثّاني، بعدد المشاركين
_ الاختتام :
المدة و الطريقة : 5 د _ قراءة دعاء الحجّة (عجل الله تعال فرجه الشّريف)
الافتتاح:
يُفتتح النّشاط بتلاوة آيات قرآنيّة، ثمّ يقرأ القائد حديثًا شريفًا، فعن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: "إنّي تاركٌ فيكم الثّقلين ما إنْ تمسكتم بهما، لن تضلُّوا كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتَّى يردا عليَّ الحوض"1 .
1- فضل قراءة القرآن الكريم
• يقوم القائد بكتابة "فضل قراءة القرآن الكريم" على اللوح.
• يطرح سؤاله: ماذا تعرف عن فضل قراءة القرآن الكريم ؟ ليفتح النّقاش.
• يستمع إلى بعض التّعليقات من المشاركين.
• يُصحّح المعلومات الخاطئة.
• يُعقّب بما ورد في المادّة العلميّة.
المادّة العلميّة:
أ- الإيمان بالله عزّ وجلّ: قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) 2، فكثرة الطّاعات، وترك المحرّمات، وذكر الله تعالى دائمًا، وعندما يقرأ الإنسان القرآن، ويتدبّر بآيات الله عزّ وجلّ، ويترك آثر على قلبه، وبالتّالي تؤثّر تلقائيًّا على عمله، فيزداد ايمانًا بالله عزّ وجلّ، وكلّما قرأ آيات أكثر تنفتح له آفاق إيمانيّة، ويترسّخ إيمانه اكثر فأكثر.
ب- تجارةٌ رابحةٌ: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، َأَقَامُوا الصَّلَاةَ، وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا، وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) 3، فقراءة الآيات القرآنيّة الّتي تتضمّن الإنفاق تشجّع الفرد على التّصدق، والإنفاق في سبيل الله، وهي تجارةٌ رابحةٌ، لذلك عندما يعطي الإنسان بعض الوقت لقراءة القرآن الكريم، يكون له ثواب عظيم عند الله عزّ وجلّ، فإنّ الله وعد بالأجر، فكل تجارة مع الله عزّ وجلّ هي رابحة.
ت- الخشية من الله: فالمؤمّن بالله عزّ وجلّ، يقرأ القرآن، ويزداد خشية من الله تعالى، فهو كلام الله مع العباد، فكلّما عرف الإنسان ربّه، إزداد خشيه من الله أكثر، فالخشية من الله عزّ وجلّ، تمنع الإنسان من إرتكاب المعاصي، فعن الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: "نوّروا بيوتكم بتلاوة القرآن... فإن البيت إذا كَثُر فيه تلاوة القرآن كَثُر خيرَه، وأمتع أهلُه، وأضاء لأهل السّماء كما تُضيء نجوم السّماء لأهلِ الدُّنيا" 4.
ث- خير ونور: قراءة القرآن تنزل على الإنسان البركة، وتستمع الملائكة إلى القراءة، فإنّ البيت إذا كثُر فيه تلاوة القرآن، كثُر خيره، وأضاء لأهل السّماء كما تضيء نجوم السّماء لأهل الدنيا، فهو خير ونور له، وقد يكون هذا النّور هو عبارة عن نور الهداية، والتّقرُّب إلى الله عزّ وجلّ، وهو دليل خيّر على عدم ارتكاب الذّنوب، والمعاصي، فعن النّبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: "ليس شيءٌ أشدُّ على الشّيطانِ من القراءةِ في المصحفِ" 5.
ج- معين في مواجهة الشّيطان: قراءة القرآن فيها طاعةٌ عظيمةٌ لله عزّ وجلّ، وبالتّالي هذا العمل يزعج الشّيطان بشكل كبير، ويترك قراءة القرآن آثر كبيرًا، وإيجابيًا على نفس الإنسان المؤمن وقلبه، فهو يساعد على ترك الذّنوب والمعاصي، ويزداد الإيمان، والخشية من الله عزّ وجلّ، فهذا الشّيء يكون أكبر مُعين للإنسان في مواجهة الشّيطان، فعن النّبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: إنَّ القلوب تصدأ الحديد، قيل: يا رسول الله وما جلاؤها؟ قال: قراءةُ القرآنِ وذكرُ الموتِ" 6.
ح- جلاء للقلوب: جعلُ الأشياءِ واضحةً، ومنكشفةً، فهذا القلب يُحبُّ الدُّنيا، ويغرق في ملذّاتها، وبالتّالي ذكر وقراءة القرآن الكريم يذكّر بالآخرة، فعن الإمام الصّادق(عليه السّلام) قال: "من قرأ القرآن، وهو شابٌّ مؤمنٌ اختلط القرآن بلحمِهِ ودمِهِ، ويجعلُه الله مع السّفرة البررة، وكان القرآن حجيرًا (مانعًا) عنُه يوم القيامة"7 .
خ- آثار أخرويّة لتلاوة القرآن:كل أمر عبادي له ثواب، وآثار عند الله عزّ وجلّ، مع كثرتها في الدّنيا، فهي تؤثِّرُ على شخصيّةِ الإنسانِ وعباداته، فمن آثار الأخرويّة لقراءة القرآن الكريم هي: جلاءٌ وإحياءٌ للقلوب، كفّارةٌ للذّنوب، دفعُ البلاء، الهداية من الضّلالة، الإرتقاء في مراتب الآخرة، النّجاة من العذاب، والشّفاعة يوم القيامة.
2- آداب التّعامل مع القرآن الكريم
• يُوزّع المشاركين إلى مجموعات.
• يطلب من كل مجموعة تحديد آداب التّعامل مع القرآن الكريم، ويمهلهم لذلك عشرة دقائق.
• تَعرضُ كلّ مجموعةٍ إجابتهَا على كرتونةٍ كبيرةٍ.
• يُضيف الآثار الّتي لم تذكرها المجموعات على اللّوح .
• يُعقّب بما ورد في المادّة العلميّة.
المادّة العلميّة:
أ- الوضوء: يستحبّ الوضوء عند قراءة القرآن الكريم، ولا يجوز مسّ حروفه، وآياته من غير وضوء وطهارة، قال الله تعالى: ﴿لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ 8.
ب- تنظيف الفم: قال أمير المؤمنين علي (عليه السّلام): إِنَ أفَوَاهَكُم طُرُقُ الْقُرْآنِ فَطَهِّرُوهَا بِالسِّوَاك9 ، فالفم هو طريق القرآن، ولا يليق بطريق القرآن، إلّا أن يكون طيّبًا نظيفًا.
ت- البدء بالاستعاذة: قال الله تعالى: "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" 10، ومن كمال الأدب أن يشرع القارىء في القراءة بالاستعاذة، ويقصد بها تطهير القلب من الوسوسة البعيدة عن ذكر اللَّه تعالى.
ث- قراءة القرآن والنّظر إلى المصحف: عن أبي عبد اللهَّ (عليه السّلام): "مَنْ قَرَأَ القرآن فِالْمُصْحَفِ، مُتِّعَ بِبَصَرِهِ، وَخُفِّفَ عَنْ وَالِدَيْه وَإِنْ كَانَا كَافِرِين" 11.
ج- استقبال القبلة والتّفرغ للتّلاوة :حيث يتوجّب على قارئ القرآن أن يتوجّه إلى القبلة، ويجلس بخُشوع، ويبتعد عن الفوضى، وكلّ ما قد يُشتّت الذّهن، ويتفرغ للتّلاوة، فقد ورد عن الإمام الصّادق (عليه السّلام) قال: "قاَرِئُ الْقُرْآنِ يَحْتَاج إِلىَ ثَلَاثَةِ أَشْيَاء: قَلْبٍ خَاشِعٍ، وَبدَنٍ فَارِغٍ، وَمَوْضِعٍ خَالٍ، فَإِذَا خَشَعَ لِلَّهِ قَلْبُهُ فَرَّ مِنْهُ الشَّيْطَانُ الرَّجِيم" 12.
ح- التّرتيل بصوتٍ حسن: التّرتيل بصوتٍ حسن يؤثّر في قلب القارئ، والمُستمع على حدٍّ سواء، ممّا يُساهم في تليين القلوب.
3- آثار قراءة القرآن الكريم
• يُوزِّع القائد القصّة (الملحق الأوّل) على المشاركين.
• يقُوم كلّ مشارك بقراءة القصّة فرديًّا، والإجابة على الأسئلةِ من خلال خمسة دقائقَ.
• يُقسِّم القائدُ المشاركين إلى مجموعات، لتُوحِّد كلّ مجموعة إجابات أفرادها على الأسئلة.
• يُناقش القصّة مع المشاركين من خلال الأسئلة المدرجة، ويمهلهم لذلك عشرة دقائق.
• يُعقّب بما ورد في المادّة العلميّة.
المادّة العلميّة:
أ- شفاء الصّدور: فهو شفاء من الأمراض الحسيّة، والمعنويّة، ويذّكر بالله عزّ وجلّ، ويساعد على الإبتعاد عن المحرّمات الّتي تؤذي الإنسان، فعن أمير المؤمنين (عليه السّلام) في خطبة له قال: "تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُور"13 .
ب- اكتساب الحكمة: يوجد في الكُتب دائمًا معاني وحكم، ويُستفاد منه عند قرائتها، فكيف إذا كان كتاب الله عزّ وجلّ، فالقرآن يزيد في مجال العِلم، والحكمة، فعن رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: "من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فقد أوتيَّ الحِكَم صبيًّا" 14.
ت- دفع البلاء: هو ثواب على عمل الإنسان، مثلًا الصّدقة، وقراءة القرآن لهم أجر عظيم عند الله عزّ وجلّ، فالصّدقة وقراءة القرآن تدفعان عنه البلاء في الدُّنيا، ومستمع للقرآن يدفع عنه البلاء في الآخرة، فعن رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: "يُدفع عن قارئ القرآن بلاء الدّنيا، ويُدفع عن مستمع القرآن بلاء الآخرة"15 .
ث- كثرة البركة: عن أمير المؤمنين(عليه السّلام): "الْبَيْتُ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ، وَيُذْكَرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ فِيهِ، تَكْثُرُ بَرَكَتُهُ، وَتَحْضُرُهُ الْملَائِكَةُ، وَتَهْجُرُهُ الشَّيَاطِين" 16.
ج- تخفيف العذاب عن الوالدَين: عن أبي عبد اللَّه (عليه السّلام) قال: "مَنْ قَرَأَ القْرْآنَ فِي الْمُصْحَفِ، مُتِّعَ بِبَصَرِهِ، وَخُفِّفَ عَنْ وَالدِيْه وَإِنْ كَانَا كَافِرَيْن" 17.
ح- النّجاة من العذاب: عن رسول اللَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: "لَا يُعَذِّبُ الله قَلْبًا وَعَى الْقُرْآن" 18 .
4- الاختتام: يُختتم النشاط بدعاء الإمام الحجّة عجّل الله فرجه الشّريف.
الملحق الأوّل
في يوم من الأيّام، كان هناك رجل يستيقظ كل يوم في الصّباح الباكر ليجلس، ويقرأ القرآن، وكان حفيده أحمد يتمنّى أن يصبح مثله في كلّ شيء، لذا فقد كان حريصًا على أن يقلّد جده في كل حركة يفعلها، وذات يوم سأل أحمد جده: يا جدّي إنّني أحاول أن اقرأ القرآن مثلما تفعل، ولكنّني كلّما حاولت أن أقرأ أجد أنّني لا أفهم كثيرًا منه، وإذا فهمت منه شيئًا، فإنني أنسى بمجرّد أن أغلق المصحف، فما فائدة قراءة القرآن الكريم؟
أثناء ذلك كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة، فالتفت بهدوء، وترك ما بيده ثمّ قال: خُذ سلّة الفحم الخالية هذه، واذهب بها إلى النّهر، ثمّ أحضرها إلى هنا مليئةً بالماءِ.
فعل أحمد ما طلب منه جده، ولكن فوجىء بالماء كله يتسرّب من السّلة قبل أن يصل إلى البيت، فابتسم الجد قائلًا له: ينبغي عليك أن تُسرع إلى البيت في المرة القادمة يا بني، فعاود الحفيد الكرَّة، وحاول أن يجري إلى البيت، ولكنّ الماء تسرّب أيضًا في هذه المرّة، فعندها غضب الولد، وقال لجدّه: إنّه من المسحيل أن آتيك بسلّة من الماء، فخرج الجدّ مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذ عمليّة ملء السّلّة بالماء، وكان الحفيد متأكّدًا بأنّها عمليّة مستحيلة، ولكنّه أراد أن يُري جده ماذا يفعل، فأحضر أحمد السّلّة حتّى يملأها بالماء، وعندما فعلها جرى بسرعة إلى جده ليريه ماذا حدث، فقال له: أرأيت؟ لا فائدة، فنظر الجدّ إليه قائلًا: أتظنُّ أنّه لا فائدة ممّا فعلت؟
تعال وانظر إلى السّلّة، فنظر أحمد إلى السّلّة، وأدرك للمرّة الأولى أنّها أصبحت مختلفةً، فقد تحوّلت السّلّة المتّسخة بسبب الفحم إلى سلّةٍ نظيفةٍ تمامًا من الخارج، والداخل، فلمّا رأى الجد أحمد مندهشًا قال له: هذا ما يحدث بالضّبط عندما تقرأ القرآن الكريم، فقد لا تفهم بعضه، أو قد تنسى ما فهمت، أو حفظت من آياته، ولكنّك حين تقرؤه، تأكّد أنك سوف تتغيّر للأفضل من الداخل، والخارج.
الأسئلة:
1- استخرج العبرة من القصّة.
2- برأيك، هل كان تصرُّف الجد صحيحًا اتّجاه حفيده؟
3- بعد قراءتك للقصّة، استنتج أثرًا واحدًا حول قراءة القرآن الكريم ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] -الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 27، ص33.
[2] - سورة فاطر آية 29
[3] - سورة فاطر آية 29
[4] - الكافي، الشيخ الكيلاني، ج2، ص610
[5] -ثواب الأعمال، الشيخ الصدوق، ص93
[6] - مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج2، ص104
[7] -الكافي، ج1، ص441
[8]- سورة الواقعة، الآية: 79
[9] - الصدوق، الشيخ محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، إيران - قم، 1414 ه، ط 2، ج 1، ص 53 .
[10] - سورة النحل، الآية 98 .
[11] - الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج 2، ص 61
[12] - العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 82 ، ص 43
[13] - الشريف الرضي، نهج البلاغة، ص 164
[14] - البيهقي، شعب الإيمان، ج 2، ص 330 .
[15] - ميزان الحكمة، ج3، 2531
[16] - الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج 2، ص 6
[17] - الشيخ الصدوق، ثواب الأعمال، ص 102 .
[18] - الشيخ الطوسي، الأمالي، ص 7.