12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> السفر الطويل

بسم الله الرحمان الرحيم

أولاً:بطاقة النشاط :

إسم الملف : 

أهل الآخرة

إسم الورشة :

السفر الطويل

رقم المطالب المحققة في السجل :

المطلب رقم "5"

يطلع على خمسة من أهوال القيامة والمنجيات منها بالاستناد الى الآيات أو الرويات.

مدة النشاط :

60

المنصة الإلكترونية التي يمكن أن يقدم عبرها النشاط:

واتس آب أو الزووم

مواصفات المدربة:

قائدة دليلات متمكنة/ أو مدربة حوزوية

 

ثانياً : مخطط تسلسل النشاط :

الفقرات

الشرح

المدة الزمنية

لوازم الفقرة

ملاحظة

الافتتاح

قرآن كريم +حديث مهدوي

3 د

 آخر آيات من سورة الفجر

مشاركة الدليلة بقراءة الآيات.

مقدمة

عرض فيديو تمهيدي للإمام القائد حفظه الله تعالى حول حتمية الموت، ثم طرح سؤال ما الذي يحدث بعد موت لكل البشر؟

مقطع فيديو

 

النفخ في الصور

عرض آيات قرآنية وعلى الدليلات استخراج المرحلة الأولى من السفر الطويل وهي "النفخ في الصور" مع تحليل صفاتها+مناقشة

10د

الآيات القرآنية الخاصة بالنفخ في الصور

 

الخروج من القبر

يطلب من المجموعات تحديد من هم أصحاب الميمنة، أصحاب المشأمة، السابقون؟، ثم يتم اجراء نقاش، وعرض مضمون المادة العلمية

15 د

 

 

حسرات وآهات

يتم تقسيم الأفراد إلى 3 مجموعات، ويطلب من كل مجموعة البحث حول العناوين الآتية: (صحائف الأعمال، الصراط، يوم الحساب، وكيفية التخلص منها) ثم عرض فيديو الشيخ بانهيان يوم الحسرة

20 د

 

 

الإختتام

عرض فيديو للشيخ بنهيان حوار مع شاب موته محتوم + دعاء الحجه

6 د

 

 

 

ثالثًا: تفاصيل النشاط:

الافتتاح:

●    البسملة
●    الصلوات
●    السلام على قائم آل محمد (وقوفًا) 
●    قرآن كريم:-آخر آيات من سورة الفجر-{وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)}
●    حديث مهدوي: عن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) "اللهّم ارزقنا توفيق الطّاعة وبُعد المَعصية وصِدق النّية وعِرفان الحُرمَة وأكرِمنا بالهدى والاستقامة."المصباح للكفعمي ص281.

الفقرات 
المقدمة

الأسلوب:

•    عرض فيديو للإمام القائد الخامنئي حفظه الله حول حتمية الموت.


•    مناقشة سؤال: ما الذي يحدث بعد موت لكل البشر؟
•    ثم يتم عرض بعض ما ورد في المادة العلميّة

المادة العلميّة: 
عن الإمام الرضا (عليه السلام) :"مَن زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاثِ مواطن حتّى أخلَّصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينًا وشمالًا، وعند الصراط، وعند الميزان".
برأيكم ما الأهوال التي تحدث يوم القيامة؟

الفقرة الأولى: النفخ في الصور 
الأسلوب
:
•    يتم ارسال بوست الآيات القرآنية.


•    يطلب استخراج بعض المواقف التي تحدث يوم القيامة من الآيات.
•    يتم عرض ما توصلن إليه.
•    عرض مضمون المادة العلميّة.

المادة العلميَّة: 
النفخ في الصور 
تحدَّث القرآن عن أول مرحلة من مراحل القيامة، وهي النفخ في الصور، هذه النفخة تصعق جميع المخلوقات، ومن ثمَّ تأتي النفخة الثانية لتجعلهم يُبعثون من جديد.
هو حدثٌ عظيمٌ، وأمرٌ جليل، كيف لا وهو مقدمةٌ وبدايةٌ ليوم القيامة، الذي يبثُّ الرعب في سائر البشر، إذ يصف الله تعالى حالهم في القرآن الكريم: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} .
ويُنفخ في الصور نفختان: النفخة الأولى، وتسمى: نفخة الصعق - الموت - وهي المذكورة في قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللهُ} ،  وبسماع هذه النفخة يموت كلُّ من في السموات والأرض إلَّا من شاء الله أن يبقيه.
وتأتي هذه الصيحة على حين غفلة من الناس وانشغال بالدنيا، كما قال تعالى: {مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ}  .
أمَّا النفخة الثانية، فهي نفخة البعث، وهي المذكورة في قوله تعالى{ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ} . وهي صيحةٌ توقظ الأموات ممّا هم فيه، ثم يحشرون بعدها إلى أرض المحشر، وهذه النفخة هي المقصودة بقوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ} .

كيف يحشر الناس عند النفخة الثانية؟
تشير الروايات إلى أنَّ الناس ما بين النفختين في الصور يكونون على وصف أعمالهم من حيث النعيم أو الشقاء، ويُبعثون مبيضَّةً وجوههم أو مسودَّةً، بحسب ما كانوا يفعلون في الدنيا، فبعد أن يموت الناس جميعًا في النفخة الأولى، يقوم الناس على هذه الحالة عند النفخة الثانية. ففي الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "إذا أرادَ الله أن يبعثَ الخلقَ أمطرَ السماءَ على الأرضِ أربعينَ صباحًا، فاجتمعتِ الأوصالُ ونبتتِ اللّحوم". وقال: "أتى جبرائيلُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذَ بيدهِ وأخرجَهُ إلى البقيعِ فانتهى به إلى قبر، فصوّت بصاحبه فقالَ قمْ بإذنِ الله فخرجَ منه رجلٌ أبيضُ الرّأسِ واللّحيةِ يمسحُ الترابَ عن رأسهِ وهو يقولُ: الحمدُ للهِ واللهُ أكبر، فقال جبرائيلُ عُدْ بإذنِ اللهِ تعالى، ثمّ انتهى به إلى قبرٍ آخرٍ فقال: قم بإذنِ اللهِ فخرج منه رجلٌ مسودُّ الوجهِ وهوَ يقول: يا حسرتاهُ يا ثبوراه، ثمّ قال له جبرائيل: عدْ إلى ما كنت فيهِ بإذنِ اللهِ عزّ وجلّ فقال: يا محمد، هكذا يُحشرون يوم القيامةِ فالمؤمنونَ يقولون هذا القولِ وهؤلاء يقولون ما ترى".
كيف يؤثر الصوت في الصعق؟
إنَّ الله تعالى يأمر إسرافيل فينفخ في الصور نفخة قوية تكون سببًا في هلاك جميع المخلوقات، بما فيها الكائنات التي تعيش على كواكب أخرى خارج الأرض، لأنَّ الله تعالى يقول: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْض} أي أنَّ هناك مخلوقات أخرى تنتشر في الفضاء الخارجي سوف تتأثر بهذا الصوت وتُصعق.
وهناك علاقة بين الصوت والصعق، لأنَّ الصوت المرتفع جدًا يملك قوة تدميرية، ويمكن أن يحرق أكثر من النار نفسها!
قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون}  .
يؤكِّد الباحثون في هذا المجال أنَّ التردَّدات الصوتيَّة عند قوَّة معيَّنة تكون مدمِّرة، وتفتِّت أيَّ شيء تصادفه حتى الصخور!
ولذلك قال تعالى عن عذاب ثمود: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} ، وهشيم المحتظر هو المرعى اليابس والمحترق والشوك.

الفقرة الثانية: الخروج من القبر
الأسلوب:

•    يطلب من الأفراد تحديد من هم بحسب ما ورد في القرآن الكريم: أصحاب الميمنة؟ أصحاب المشأمة؟السابقون؟ 


•    يتم عرض ما توصلن إليه.
•    عرض مضمون المادة العلميّة (القسم الأول).
•    بعد ذلك يتم طرح سؤال ما الأمور التي يمكن أن تخفف من حال الناس يوم الحشر؟
•    ثم يتم ارسال الأحاديث الواردة في هذا المضمار، للاستفادة والتعقيب.

المادة العلميَّة: 
الحشر إخراج الموتى من قبورهم، وسوقهم إلى الموقف للحساب والجزاء، والنشر إحياء الميت بعد موته. إنَّ ساعة خروج الإنسان من القبر هي إحدى الساعات الثلاث التي اعتبرتها الروايات الشريفة من أصعب وأوحش الساعات على أبناء آدم. وفي هذه الساعة يكون الناس على ثلاثة أقسام {وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً}:
1.    أصحاب الميمنة: قال تعالى: {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَة} وهم الأشخاص الذين يعطون صحيفة أعمالهم بأيديهم اليمنى، وهم طائفة السعداء وأهل الحبور والسرور.
2.     المجموعة الثانية وهم أصحاب المشأمة، قال تعالى: {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} ، حيث الشؤم والتعاسة، واستلام صحائف أعمالهم بأيديهم اليسرى التي هي رمز سوء عاقبتهم وعظيم جرمهم وجنايتهم.
3.    المجموعة الثالثة وهم السابقون، فقد أشار إليها بقوله سبحانه: {والسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}  .والسابقون ليسوا الذين سبقوا غيرهم بالإيمان فحسب، بل سبقوهم في أعمال الخير والأخلاق والإخلاص، فهم أسوة وقدوة وقادة للناس. 
حال الناس يوم الحشر
قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "وذلك يومٌ يَجمَعُ الله فيه الأوّلينَ والآخرينَ لنقاشِ الحِساب وَجزاءِ الأعمالِ خُضُوعًا قيامًا، قد ألجَمَهُمُ العَرَقُ وَرَجَفَت بِهِمُ الأرضُ فأحسنُهمْ حالًا من وجَدَ لِقَدَميهِ مَوضِعًا وَلِنَفسِهِ مَتَّسعًا".
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "مثلُ الناسِ يومَ القيامةِ إذا قاموا لربِّ العالمينَ مثلُ السهمِ في القِربَ ليس له من الأرض إلاّ موضعُ قدمِهِ كالسهمِ في الكنانةِ لا يقدرُ أن يزولَ هاهنا ولا هاهنا".
فكما أنَّه في موضع السهم في الكنانة لا يوجد مجالٌ ليتحرك في كنانته لضيقها، فكذلك ضيق الإنسان في ذلك اليوم فلا يستطيع أن يتحرك عن موضع قدمه فليست لديه القدرة على ذلك.

مما يهوِّن هول المحشر 
وكما في كلِّ موقف من مواقف القيامة والبرزخ ما يهوِّنه، فإنَّ للمحشر وهوله ما يهوِّنه أيضًا حيث دلّتنا الروايات على أعمالٍ مهمَّة نافعة منها:
-  
 تشييع الجنائز: فعن الإمام الصادق (عليه السلام): "من شيَّع جنازةَ مؤمنٍ حتى يُدفنَ في قبرِهِ وكّلَ الله تعالى به سبعينَ ملكًا من المشيِّعين يشيِّعونه ويستغفرونَ له إذا خرج من قبرِهِ إلى الموقف". 
-  
 تنفيس كربة مؤمن وإدخال السرور على قلبه: عن الإمام الصادق (عليه السلام) :"إذا بعث الله المؤمن من قبره خرجَ معه مثالٌ يقدّمه أمامه، كلّما رأى المؤمن هولاً مِن أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزعْ، ولا تحزنْ، وأبشرْ بالسرور والكرامةِ من الله عزَّ وجلَّ، حتّى يقفَ بينِ يديْ الله عزَّ وجلَّ فيحاسبَه حسابًا يسيرًا، ويأمرَ به إلى الجنّة والمثال أمامه. فيقولُ له المؤمن يرحمك اللهُ نِعْم الخارجُ خرجت معي منْ قبري مازِلْتَ تبشّرني بالسرورِ والكرامةِ من الله حتّى رأيت ذلك. فيقول مَن أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي كنتَ أدخلتَه إلى أخيك المؤمنِ في الدنيا خلقني الله عزَّ وجلَّ منه لأبشّرك".
-    
كسوة المؤمن: عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: "مَن كسا أخاه كسوةَ شتاءٍ أو صيفٍ كان حقًا على الله أن يكسوَه من ثياب الجنّة وأن يهوِّن عليه سكراتِ الموت، وأن يوسع عليهِ في قبرِهِ وأن يلقى الملائكةَ إذا خرجَ من قبرِهِ بالبشرى وهوَ قولُ اللهِ عزّ وجلّ في كتابه: {تتلقّاهم الملائكةُ هذا يومكمُ الذي كنتمْ تُوعدون}".
-
    الدعاء في شهر رمضان المبارك: عن الإمام السجاد زين العابدين (عليه السلام) عن أبيه عن جده عن النبي الأكرم (صلّى الله وآله): "... ومن دعا بنيَّةٍ خالصةٍ في أول شهر رمضان رزقهُ اللهُ تعالى ليلةَ القدرِ وخلق له سبعينَ ألفَ ملكٍ يسبّحونَ الله ويقدسونَهُ وجعل ثوابهمْ له، وبعثَ اللهُ له عند خروجِه من قبرِهِ سبعينَ ألفَ ملكٍ مع كل ملكٍ نجيبٌ من نورٍ بطنُه من اللؤلؤِ وظهرُهُ من الزبرجدِ وقوائمهُ من الياقوت...".

الفقرة الثالثة: حسرات وآهات
الأسلوب:

-    يتم تقسيم الأفراد إلى 3 مجموعات، ويطلب من كل مجموعة البحث حول العناوين الآتية: (صحائف الأعمال، الصراط، يوم الحساب، وكيفية التخلص منها) 
-    عرض ما توصلت إليه المجموعات
-    ثم عرض فيديو الشيخ بانهيان يوم الحسرة.


-    التأكيد على عرض مضمون المادة العلميّة بأسلوب سلس
المادة العلميّة:
 صحائف الأعمال: نَشر الصحف هو أحد الحوادث المهمَّة التي تحدث في يوم القيامة، وفيه تتطاير الكتب‌، وَتَطَايُرُ الكتبِ‌ يعني:‌ فتح‌ صحائف‌ الأعمال‌ ونشرها: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} . فحينها ينشغل فيها الإنسان عن أهله وأقاربه وأحبابه وأصدقائه: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}   . ويمتاز هذا الكتاب بإحصائه جميع أعمال الإنسان الصغيرة والكبيرة، قال تعالى: {وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} .
أخذ الكتب باليمين أو بالشمال: أشار القرآن الكريم إلى أنَّ الناس يأخذون كتبهم التي هي صحائف أعمالهم يوم القيامة، في عدّة حالات:
1.  
 أخذ الكتاب باليمين: قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيه * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيه} .فإذا أخذ الإنسان كتابه بيمينه، فإنَّه يكون من الفالحين، وفي هذه اللحظة يبلغ أعلى درجات السعادة، وكأنَّه يريد أن يعلم كلُّ الحاضرين في الموقف بهذا الفوز.
2.  
 أخذ الكتاب بالشمال: وأما من يأخذه بشماله فهو من الخاسرين، ويكون في هذه اللحظة أسوء لحظة يمر بها، ويتمنى أن لا يعطَ الكتاب كي لا يصاب بهذا الخزي الكبير، يقول تعالى في محكم آياته واصفاً حالة الكافر: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـاَبُه بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَـا لَيْتَنِي‌ لَمْ أُوتَ كِتَـابِيَهْ * ولَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَـا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَآ أَغْنَى عَنِّي‌ مَالِيَه * هَلَكَ عَنِّي‌ سُلْطَـانِيَهْ} .
إنَّ حبّ أهل البيت (عليهم السلام) نافع في ذلك الموقف، وحبُّ أهل البيت (عليهم السلام) يظهر أثره في الآخرة في مواطن الخوف والفزع الأكبر، ففي الرواية عن جابر عن الرسول المصطفى الأكرم (صلى الله عليه وآله): "من رزقَهُ الله حبَّ الأئمة من أهل بيتي، فقد أصاب خير الدنيا والآخرة.. فلا يشُكّنَّ أحدٌ أنَّه في الجنة، فإنَّ في حبِّ أهل بيتي عشرين خصلة: عشرٌ منها في الدنيا، وعشرٌ في الآخرة،... وأمَّا في الآخرة: فلا يُنشر له ديوان، ولا يُنصب له ميزان، ويُعطى كتابُه بيمينه، ويُكتب له براءةٌ من النار، ويبيّضّ وجهُه، ويُكسى من حللِ الجنة، ويشفعُ في مائةٍ من أهل بيته، وينظر الله عزّ وجلّ إليه بالرَّحمة، ويُتوَّج من تيجان الجنة، والعاشرة يدخلُ الجنَّة بغير حساب، فطوبى لمحبِّ أهل بيتي".
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) :"مَن زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاثِ مواطن حتّى أخلَّصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينًا وشمالًا، وعند الصراط، وعند الميزان".

الصراط: ما هي حقيقة الصراط؟
يقول سبحانه: {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم * وإنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} .
يـُسـتـفـاد مـن الروايات الشريفة، أنَّ الصراط جسر على جهنَّم في طريق الجنَّة، ويَرِده كل برٍّ وفـاجـرٍ، فالأبرار يمرُّون عليه بسرعة، أمَّا الفجَّار فتزلُّ أقدامهم ويتردّون في نار جهنَّم.
وقد ورد في الروايات أنَّه أدقُّ من الشعرة، وأحَدُّ من السيف، وأشدُّ حرارة من النَّار، وأنَّ المؤمنين الخلَّص يمرُّون عليه بسهولة، كالبرق الخاطف، بخلاف البعض الآخر.
فعن الإمام الصادق (عليه السلام): "النَّاس يمرُّون على الصراط طبقاتٍ، والصراطُ أدقُّ من الشعر، وأحدُّ من السيف، فمنهم من يمشي عليه مثلَ البرق، ومنهم من يمرُّ عليه مثلَ عدْوِ الفرس، ومنهم من يمرُّ حبوًا، ومنهم من يمرُّ مشيًا، ومنهم من يمرُّ متعلِّقًا قد تأخذُ النَّار منه شيئًا وتتركُ شيئًا".

ممَّا يسهِّل عبور الصراط 
من الأمور التي تسهِّل على المارِّ على الصراط مروره واجتيازه، وتقوده للنجاح والوصول للجنّة:
1. 
   التمسُّك بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام): ورد عن الرسول الأكرم (ص): "إذا كانَ يومُ القيامةِ ونُصبَ الصراطُ على جهنَّم، لم يجزْ عليه إلا من كان معه جوازٌ فيه ولايةُ عليِّ بنِ أبي طالب".
2.    
صوم أيامٍ من رجب: رُوِيَ عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): "...ومن صام من رجب ستَّةَ أيام، خرجَ من قبرِهِ ولوجهِهِ نورٌ يتلألأ أشدَّ بياضًا من نورِ الشمس، وأعطى سوى ذلك نورًا يستضئُ به أهلُ الجمعِ يومَ القيامة، وبُعثَ من الآمنين يومَ القيامة، حتى يمرَّ على الصراطِ بغيرِ حساب".
3.  
 الصلاة مخصوصة: وتكون في الليلة التاسعة والعشرين من شعبان، فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): "مَن صلّى في الليلةِ التاسعةِ والعشرينَ من شعبانَ عشرَ ركعات، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ فاتحةَ الكتابِ مرّة، وألهاكُم التكاثرُ عشرَ مرّات، والمعوذتين عشرَ مرّات، وقلْ هوَ اللهُ أحدٌ عشرَ مرّات، أعطاهُ اللهُ تعالى ثوابَ المجتهدين، وثقَّل ميزانه، ويخفِّفُ عنه الحساب، ويمرُّ على الصراط كالبرق الخاطف".
 يوم الحساب: وهو من المواقف المهولةِ يوم القيامة، يقول الله تعالى: {إقْتَرَبَ لِلْنّاسِ حِسابُهُم وهُم فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُون} .
تصف الآية الكريمة يوم القيامة بأنَّه يوم الحساب، والحساب الإلهي في عالم الآخرة هو عبارة عن الموازنة بين ما عمله الإنسان من حسنات وما عمله من سيئات، ليكشف للإنسان ما له وما عليه فيجازى به، وتُكشف فيه الصحف والسرائر، ويتجسّد أمام كلِّ فرد عمله، فيراه بكامل تفاصيله وجزئياته، يقول الله تعالى: {ليجزي اللهُ كُلَّ نفسٍ ما كسَبَت إنَّ اللهَ سريعُ الحساب} . فهناك تحلُّ عليه الندامة، لكنَّ الندامة هنا لا تقارن بندامة المرء في الدنيا، ففي يوم الحساب لا رجوع لتصحيح الأوضاع، لذلك يكون الندم في غايته، وتكون الحسرة في أعلى درجاتها، يقول الله تعالى: {وَأَسَرُّواْ النَّدامةَ لمّا رَأوُا العَذَابَ وَقُضِيَ بَينَهُم بِالقسْط} .

أنواع الحساب وأصناف المحاسبين: والحساب في يوم القيامة أنواع:
-    الحساب اليسير والرحمة الإلهية: وهو أن يخلو الله تعالى بعبده؛ فيعاتبه حتى ليكاد العبد يذوب حياءً من ربِّه، ويفيض عرقه خجلًا من مولاه، ثم يغفر الله له، ويرضى عنه بمنِّه وكرمه.
ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إنَّ اللهَ تبارك وتعالى إذا أرادَ أنْ يحاسب المؤمنَ أعطاهُ كتابَهُ بيمينهِ وحاسبَه فيما بينَه وبينِه، فيقولُ: عبدي فعلتَ كذا وكذا وعملتَ كذا وكذا فيقولُ: نعم يا ربِّ قدْ فعلتُ ذلك. فيقولُ: قد غفرتُها لك، وأبدلْتُها حسنات، فيقول الناس: سبحان اللهِ أما كانَ لهذا العبدِ سيئةٌ واحدة!!!  وهو قول الله عزّ وجلّ {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا}".
-  
 الحساب العسير: وهو الحساب الشديد والدقيق، فإنَّه سبحانه يحاسب الَّذي يكون مجمل مسيرته الفساد وفعل الفواحش الكبيرة حسابًا عسيرًا لا تغفرُ فيه سيئة، بل تتضاعف.
-    وردت روايات الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) في أصنافٍ من الناس لا يحاسبون، فمنهم من يدخل الجنَّة بغير حساب، ومنهم من يدخل النَّار بدون حساب ولا ميزان وهم أهل الشرك.

ما يطوّل الحساب؟
كلمَّا خفّف الإنسان من أمر الدنيا، كلمَّا قلَّ وقوفه للحساب، وكما قيل فاز المُخِفُّون، وكلمَّا ازداد منها كلمَّا طال وقوفه، وهذا ما ترشد إليه الرواية التالية:
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إذا كان يومُ القيامةِ وقفَ عبدانِ مؤمنانِ للحساب، كلاهُما من أهلِ الجنَّة: فقيرٌ في الدنيا، وغنيٌّ في الدنيا، فيقولُ الفقير: يا ربِّ على ما أوقفْ، فوعزَّتِك إنَّك لَتعلمُ أنَّك لم تُولِني ولايةً فأعدلَ فيها أو أجور، ولم ترزقْنِي مالًا فأؤدّي منه حقًا أو أمنع، ولا كانَ رزقي يأتيني منها إلّا كفافًا على ما علمْتَ وقدَّرتَ لي.
فيقول الله جلّ جلاله: صدَق عبدي خلوّا عنه يدخلُ الجنَّة.
ويبقى الآخرُ حتّى يسيلَ منه العرقُ ما لو شربَه أربعونَ بعيرًا لكفاها، ثم يدخلُ الجنَّة. فيقول له الفقير: ما حبسك؟ فيقول: طولُ الحساب. ما زال الشيء يجيئُني بعد الشيء يغفر لي، ثمَّ أُسأل عن شيءٍ آخر حتّى تغمّدني الله عز َّوجلَّ برحمته، وألحقني بالتائبين.
فمن أنت؟
فيقول: أنا الفقير الذي كنت معك آنفًا.

ما يُسأل عنه الإنسان يوم القيامة:
    رُوِيَ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : "لا تزولُ قَدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتّى يُسأل عن أربع: عن عمرِهِ فيما أفناه، وشبابِهِ فيما أبلاه، وعن مالِهِ من أين كَسِبَه، وفيما أنفقه، وعن حُبِّنا أهل البيت".
    الصلاة: فعن الإمام الباقر (عليه السلام): "إنَّ أوّل ما يُحاسب به العبدُ الصلاة، فإن قُبلِت قُبِل ما سواها".
    الحواس واستعمالها: قال وتعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئولًا} ، وهذه الحواس  تشهد على صاحبها بما فعله بها، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر.
    الدَيْن: ففي الرواية عن أحد الصادقين (عليه السلام)، قال: "يُؤتَى يومَ القيامةِ بصاحبِ الدَّين يشكو الوحشة، فإنْ كانت له حسناتٌ أُخذَ منها لصاحب الدَّين... وإنْ لم تكنْ له حسناتٌ أُلقي عليه من سيِّئاتِ صاحبِ الدَّين". 
    الحقوق والمظالم: فعن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله):"أتدرونَ ما المفلس؟ "قالوا: "المفلسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ عنده". فقال الرسول (صلّى الله عليه وآله): "كلّا المفلسُ من يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاة، ويأتي وقد شَتَم هذا وقذفَ هذا وأكلَ مالَ هذا وسفَكَ دمَ هذا وضربَ هذا، فيعطِي هذا من حسناته وهذا من حسناتِه، فإن فَنيتْ حسناتُه قبلَ أن يقضِي ما عليهِ أَخَذَ من خطاياهُم فطُرِحتْ عليه ثم طُرِحَ في النَّار".

ما يهوّن الحساب:
    ورد فـي حديث عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): "ثلاثٌ من كنَّ فيه حاسَبَهُ اللّهُ حسابًا يسيرًا، وأدخلَه الجنَّة برحمتهِ" قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال (صلّى الله عليه وآله): "تعطي من حَرَمَك وتصلُ من قَطَعَك، وتعفُو عمنْ ظَلَمَك".
    رُوِيَ أنَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لنوف: "يا نوف، صِلْ رَحِمَكْ يزدِ اللهُ في عُمرِك، وحسّنْ خُلقَكَ يخفِفِ اللهُ حسابَك". 

الاختتام: 
عرض فيديو للشيخ بنهيان (حوار مع شاب موته محتوم) +دعاء الحجة عجل الله فرجه 
 

 

 

 

دليلة
3805قراءة
2022-09-21 15:36:49

إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا