الإمام الحسن المجتبى عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
بطاقة الهويّة:
هوالإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام
الأم: السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
الكنية: أبو محمد.
القابه: السيد، التقي، الأثير، المجتبى، الزاهد.
ولادته المباركة: 15 شهر رمضان المبارك, 3هـ في المدينة المنورة.
شهادته: 7 صفر,50 هـ.
مكان الدفن: البقيع في المدينة المنورة.
حياته مع أبيه عليه السلام
عاش الإمام الحسن عليه السلام مع والده الإمام علي عليه السلام وشاركه في جميع حروبه؛ الجمل في البصرة، وصفين والنهروان، وأبدى انصياعاً وانقياداً تامّين لإمامِهِ وملهمه. كما قام بأداء المهام التي أوكلت إليه على أحسن وجه في استنفار الجماهير لنصرة الحق في الكوفة أثناء حرب الجمل وفي معركة صفين وبيان حقيقة التحكيم الذي اصطنعه معاوية لشق جيش علي عليه السلام.
ظروف إمامته:
قام الإمام الحسن عليه السلام بالأمر بعد أبيه، فأعلن تمسّكه بالأهداف التي كان الإمام علي عليه السلام يسعى نحوها. لكنه لم يكن أحسن حظاً من أبيه، فوجد خصومه أكثر صلابة في مواقفهم. وقد حاول أن يسلك طريق السلاح، لكنه أكتشف أنّ المعطيات الجديدة لا تمكنه من خوض صراع ناجح، فآثر الحفاظ على وحدة المسلمين، تحت ظلّ سلطان خصمه معاوية. وقد واجه نتيجة لتصرفه معارضة قاسية وأليمة، لكنه صبر عليها.
عبادته وزهده:
كان عليه السلام أعبد الناس وأزهدهم وأفضلهم، فإذا حجّ حجَّ ماشياً، وإذا ذُكِرَ الموت بكى، وإذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يديّ ربه عزّ وجل. وكان إذا ذَكَر الجنَّة والنار اضطرب اضطراب السليم، ويسأل الله الجنَّة ويعوذ به من النار، وكان عليه السلام لا يقرأ من كتاب الله: (يا أيها الذين آمنوا) إلا قال: لبيك اللهم لبيك، ولم يُرَ في شيءٍ من أحواله إلا ذاكراً لله سبحانه، وكان أصدق الناس لهجةً وأفصحهم منطقاً.
كرمه
كان عليه السلام يغدق على السائلين والفقراء والمحرومين من كرمه وبرّه ومعروفه، لانقاذهم مما كانوا يعانون من آلام الحاجة والبؤس، ابتغاء وجه اللّه وثوابه. يروي المؤرخون أنّ جماعة من الأنصار كانوا يملكون بستاناً يعتاشون منه، فاحتاجوا لبيعه، فاشتراه الإمام عليه السلام، ثمّ أصابتهم ضائقة بعد ذلك، فرد عليه السلام البستان لهم، حتى لا يسألوا أحداً شيئاً.
حلمه وعفوه
كان الإمام الحسن عليه السلام حكيماً في كل تصرّفاته, فقد وروي ان شاميا ممن غذاهم معاوية بن أبي سفيان بالحقد على آل الرسول صلى الله عليه وآله, رأى الإمام السبط عليه السلام راكبا, فجعل يلعنه والحسن عليه السلام لا يرد عليه, فلما فرغ الرجل, اقبل الإمام عليه السلام عليه ضاحكاً وقال: (ايها الشيخ, اظنك غريبا ولعلك شبهت؟ فلو استعتبتنا اعتبناك, ولو سألتنا اعطيناك, ولو استرشدتنا ارشدناك, ولو استحملتنا حملناك وان كنت جائعا أشبعناك, وان كنت عريانا كسوناك, وان كنت محتاجا اغنيناك, وان كنت طريدا آويناك, وان كان لك حاجة قضيناها لك, فلو حركت رحلك الينا وكنت ضيفا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك, لان لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كبيراً).فلما سمع الرجل الشامي كلامه بكى, ثم قال: اشهد انك خليفة الله في ارضه, الله اعلم حيث يجعل رسالته, كنت انت وابوك ابغض خلق الله اليَّ والان انت وابوك احب خلق الله اليَّ .ثم استضافه الإمام عليه السلام حتى وقت رحيله, وقد تغيرت فكرته وعقيدته ومفاهيمه عن أهل البيت عليهم السلام.
وروي أن غلاماً له عليه السلام جنى جناية توجب العقاب فأمر به عليه السلامأن يُضرب، فقال: يا مولاي: والكاظمين الغيظ.
قال عليه السلام: «خلوا عنه».
فقال: يا مولاي: والعافين عن الناس.
قال عليه السلام: «عفوت عنك».
قال: يا مولاي: والله يحب المحسنين.
قال عليه السلام: «أنت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك».
شهادته:
كانت تحركات الإمام الحسن عليه السلام تقلق معاوية وتحول دون تنفيذ مخططه الإجرامي القاضي بتتويج يزيد خليفة على المسلمين. ولهذا قرّر معاوية التخلص من الإمام الحسن عليه السلام، ووضع خطّته الخبيثة بالإتفاق مع جعدة إبنة الأشعت بن قيس بعد أن أغراها بأن يعطيها مائة ألف درهم، ويزوّجها ابنه يزيد، فدسّت السم لزوجها الإمام عليه السلام، واستشهد من جراء ذلك الإمام الحسن عليه السلام ودفن في البقيع بعد أن مُنِعَ من الدفن بقرب جده المصطفى صلى الله عليه وآله.
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حياً.
الأنشطة الثقافية
4549قراءة
2015-12-27 12:41:11