12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

شذرات العترة عليهم السلام >> سيرة الرسول الخاتم صلىى الله عليه وآله المستوى 1

سيرة الرسول الخاتم صلىى الله عليه وآله المستوى 1
بسم الله الرحمان الرحيم
بطاقة الهوية
الإسم: محمد صلى الله عليه وآله وسلّم
اللقب: المصطفى‏
الكنية: أبو القاسم‏
اسم الأب: عبد الله بن عبد المطلب‏
اسم الأم: آمنة بنت وهب‏
الولادة: 17 ربيع الأول‏
مكان الدفن: المدينة المنورة
الولادة المباركة
أشرقت شمس الهدى فتلألأ الكون بنور محمد صلى الله عليه وآله وسلّم , في السابع من شهر ربيع الأول سنة 570 ميلاديّة, عهد ملك الفرس المشهور كسرى أنو شروان, وفي السنة التي أهلك الله فيها أصحاب الفيل وهم الذين عزموا على هدم الكعبة فأهلكهم الله وجعلهم كعصفٍ مأكول.
وعند ولادته المباركة أُضيئت الدنيا,وخمدت نار المجوس في بلاد فارس, ووقعت الأصنام عن ظهر الكعبة وتكسّرت, وانشقّ إيوان كسرى. وقد امتلأت السماء شهباً منعت الجن من استراق السمع من السماء.
رضاعه
شاء الله تعالى أن يموت عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قبل ولادته بسبعة أشهر فينشأ الرسول يتيماً. ورغم عاطفة الأم الجيّاشة والحب الكبير لطفلها فقد أرسلته الى البادية كما كانت عادة أشراف أهل مكّة الذين كانوا يرسلون أولادهم الى البادية للرضاع, لينشأ صحيح البدن لما تعطيه الطبيعة من مناعة للجسم, وفصاحة للسان, وصفاء للفكر,وذلك لبساطة حياة البادية.
ولذلك حين جاءت حليمة السعديّة الى مكّة تلتمس طفلاً تسترضعه عرض عليها عبد المطّلب وآمنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم فقبلته, وعادت به الى قبيلتها بني سعد وراحت ترعاه هي وزوجها وتقدّمه على أولادها. وقد ظهر للرسول كرامات في منزل حليمة وقبيلتها. فقد روي أنه قالت: قدمنا منازل بني سعد ومعي يتيم عبد المطلب ولا أعلم أرضاً أجدب من أرضنا, فكانت غنمي تجيء حين حلّ محمد فينا فنجلب منها ونشرب ويتدفّق الخير علينا, وأصبح جميع من في الحي يتمنّى ذلك اليتيم الذي يسّر الله لنا ببركته الخير ودفع عنّا الفقر والبلاء.
طفولته
وبعد أن بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلّم خمس سنوات عاد الى كنف أمّه وجوار جدّه وأعمامه. وهو في السادسة من عمره الشريف توفّى الله أمّه آمنة فكفله جدّه عبد المطّللب سنتين. وفي السنة الثامنة من عمره المبارك توفي جدّه بعد أن اختار أبا طالب لكفالته والقيام بشؤونه والحفاظ على حياته. وبالفعل فقد أحسن أبو طالب العمل فآوى ورعى وحمى الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وكان خير كفيل له في صغره وخير ناصر له في دعوته.
شبابه
لم يعبد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في حياتهّ صنماً على الإطلاق ولم يكذب ولم يسرق أو يخون وكان يتجنب الأعمال القبيحة وغير المقبولة ويتميّز بالعمل والكفاءة فعُرف بالصدق حتّى صار يلقّب بـ"الصادق الأمين" وتميّز بحسن السيرة والتصرّف فلقد قرن الله به منذ كان يتيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومكارم الأخلاق .
قام الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في شبابه بسفرتين الى الشام وكلاهما قبل البعثة, الأولى مع عمّه وهو في الثانية عشرة من عمره, وبينما هو في الطريق انكشفت حقيقة شخصيّته صلى الله عليه وآله وسلّم للراهب بحيرة حين كان يراقب القافلة من صومعته ورأى الغمامة تظلل القافلة وتتحرّك كحركتها. والسفرة الثانية وهو في الخامسة والعشرين من عمره حين ذهب للتجارة شريكا ًمع خديجة عليها السلام.
زواجه من خديجة
كانت السيدة خديجة من خير نساء قريش وأحسنهنّ جمالاً, فتقدّم لخطبتها أشراف مكّة وكبارهم فرفضتهم, وبعدما رأت صدق محمد صلى الله عليه وآله وسلّم وأمانته وما يتمتّع به من فطنة وذكاء أُعجبت بشخصيّتة الكاملة, فاقترحت عليه أن يتزوّجها فقبل صلى الله عليه وآله وسلّم , وكان لها من العمر خمسة وعشرون عاماً.
بعثته
بعد أن استكمل صلى الله عليه وآله وسلّم سن الأربعين، ووجد الله قلبه الكريم أفضل القلوب وأجلها، وأطوعها وأخشعها اختاره الله عز وجل ليكون رسوله الى العالم كله يدعوهم الى الحق ويخرجهم من الظلمات الى النور, ففي السابع والعشرين من شهر رجب وبينما كان صلى الله عليه وآله وسلّم يتعبّد في غار حراء هبط عليه جبرائيل عليه السلام بالوحي, وكان الإمام علي عليه السلام أوّل من آمن بدعوته من الرجال, وزوجته السيدة خديجة عليها السلام أوّل من صدّقه النساء.
دعوته إلى الإسلام
تحمّل النبي صلى الله عليه وآله وسلّم مسؤولية الدعوة والتبليغ فاستجاب له حوالى أربعين شخصاً خلال السنوات الثلاث الأولى المعروفة بالمرحلة السرّية للدعوة. عمل فيها على بناء النواة الأولى للدعوة وتركيز الدعائم لها. وبعد ذلك دعا عشيرته الأقربين.
ثم جهر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بالدعوة العلنية على الملأ أجمعين يدعوهم إلى الإقرار بالشهادتين، ونبذ الأصنام والشرك.
حماية أبو طالب له
شكّل أبو طالب السند القوي للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم فقد آمن به وصدّقه ووقف إلى جانبه في دعوته الى الإسلام, وحال دون إيصال أذى قريش له.
موقف قريش من دعوته
لم تؤمن قريش بدعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بل راحت تضطهده وتنكّل به وبأصحابه وتلحق الأذى بكلّ من آمن به وصدّقه, مما دفعه إلى أمر المسلمين بالهجرة الى الحبشة, ولكن قريش لم تكف عن أذاها عن المسلمين بل عمدت الى محاصرتهم ثلاث سنوات في شعب أبي طالب مُقاطعةً بني هاشم في البيع والشراء والزواج,ولم تُثنِ هذه المقاطعة من عزيمة المسلمين رغم المحنة الفادحة التي أصابتهم بوفاة أبي طالب حامي الرسول وخديجة أم المؤمنين عليهما السلام، وبوفاتهما فقد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم سندي الرسالة في مكّة، وسمي العام العام بعام الحزن.
مبايعة الناس له
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يلتقي بالوفود القادمة إلى الحج ويعرض عليها الدين الأسلامي فكان الله عند حسن ظنّه إذ لقيت الدعوة في مواسم الحج استجابة من بعض الوفود القادمة من يثرب الذين التقوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلّم سرّاً وبايعوه على السمع والطاعة فيما عرف ببيعة العقبة الأولى التي حصلت في السنة الثانية عشرة للبعثة، وبيعة العقبة الثانية التي حصلت في العام التالي.
فبدأت الدعوة مرحلة الانفراجات وانحسر عنها ضغط قريش واضطهادها ووجدت لها متنفساً في المدينة.

سيرة الرسول الخاتم صلىى الله عليه وآله المستوى 1 (ج 2)
هجرته الى يثرب (المدينة)
بعد أن بدأت الدعوة تتسع وتنتشر شعرت قريش بالخطر الشديد فقررت إغتيال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم محاولة خنق الدعوة قبل أن تنتشر في البلاد, ولكن الله عز وجل أبى إلا أن يتمّ نوره فاقتضى حكمه أن يبيت ألإمام علي عليه السلام في فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلّم دفاعاً عن الرسالة الإلهيّة, وبهذه المناسبة نزل قوله تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ» ولم ينتبه المشركون إلى حقيقة الموقف إلاّ وقد غادر النبيمحمد صلى الله عليه وآله وسلّم مكّة «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ» والتحق علي بن أبي طالب عليه السلام ومعه الفواطم جميعاً لِتُطوى بذلك صفحة مؤثرة ومؤلمة من صفحات الدعوة الإسلامية.
وهكذا فقد شكلت قضية مبيت الإمام عليه السلام في فراش النبي عليه السلام أروع نموذج للتضحية بالنفس في سبيل الدفاع عن الدعوة وحمايتها، والذود عن القائد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلّم .
النبي في يثرب
في الثاني عشر من شهر ربيع الأول دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلى المدينة. وهناك عمل على ترسيخ الوجود الإسلامي تمهيداً لمرحلة المواجهة والجهاد ضد جميع قوى الكفر والضلال المتمثّلة بالمشركين واليهود والمنافقين.. وقام بعدّة إجراءات أهمها:
1- بناء المسجد الذي يشكّل الركيزة الأولى للدولة الإسلامية.
2- المؤاخاة بين المسلمين وتوثيق عرى التعاون بينهم.
3 - إبرام المعاهدات مع بعض القوى الفاعلة في المدينة وحولها.
4- إرسال المبعوثين إلى خارج شبه الجزيرة العربية للدعوة إلى الدين.
5- إعداد النواة الأولى للجيش الإسلامي.
وتمّ بذلك إقامة مجتمع إسلامي متماسك مثّل فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم دور القائد والمشرف والمدير، وتحوّل بذلك من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم.
أهم غزواته وحروبه
إشترك النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بحوالى 27 غزوة, وكانت كلها في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى. فقد وقعت معركة بدر في السنة الثانية للهجرة وكانت النتيجة فيها لصالح المسلمين حيث حققوا انتصاراً ساحقاً, وقتلوا فيها رؤؤس الشرك والضلال ودخلوا مرحلة جديدة من الصراع مع المشركين.
وفي السنة الثالثة للهجرة حصلت معركة أحد التي ابتلى الله بها المؤمنين حيث فاتهم النصر
وفي السنة الخامسة حصلت معركة الأحزاب المعروفة بواقعة الخندق فحقق المسلمون نصراً عزيزاً على قريش ومن معها من القبائل العربية.وفي السنة السادسة للهجرة عقد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم مع قريش «صلح الحديبية» بهدف إزاحتها عن طريقه، ففُسح له المجال لنشر الدعوة في مختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية حتى قويت شوكة المسلمين وانتصروا على اليهود في غزوة خيبر.
حجة الوداع
هبط جبرائيل الى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم بالوحي الإلهي «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّك» وفي السنة العاشرة للهجرة وبعد أداء مناسك الحج وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في غدير خم مستجيباً لنداء الوحي معلناً على الملأ إكمال الدين وإتمام النعمة وقال: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه»
وهكذا فقد اكتمل الدين وتمّت الرسالة بتنصيب الإمام علي عليه السلام خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وبهذه المناسبة نزل قوله تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا».
شهادته
ألمّ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم مرض شديد فارتحل إثره وهو ابن ثلاث وستين سنة, موصياً المسلمين بالتمسّك بالقرآن الكريم وبالعترة الطاهرة (أهل البيت) حيث قال: "إنّي تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي ابداً"
وقد فاضت روحه الشريفة في حجر خليفته ووصيّه علي بن أبي طالب عليه السلام .

الأنشطة الثقافية
2526قراءة
2015-12-27 15:47:10

تعليقات الزوار


ghadeer