الحياة العباديّة للرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله)
لقد كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) السبّاق قبل الجميع في العبادة، فهو المسلم المؤمن العبادة، الذي يقضي ليله في عبادة الله تعالى، ويصوم نهاره رجاء القربى من ربّه. وقد جسّدت شخصيّته الملامح العباديّة العامّة في الفكر الإسلامي، ورسم للعابدين المسار الصحيح الذي يجب أن يجب أن يسير عليه الإنسان المسلم العابد.
-
مخافة الله تعالى:
كان الرسول (صلّى الله عليه وآله) ذاكرًا لله تعالى في كافّة الحالات، وكان يطلب المدد منه في جميع الساحات، ويكمن السرّ الأساسي لعبوديّة الرسول (صلّى الله عليه وآله) أمام الله تعالى في أنّه لم يحسب أيّ حساب لأيّ قوّة في مقابل الله تعالى.
-
الاعتماد على الله تعالى:
عندما كان رسولنا الكريم (صلّى الله عليه وآله) يتضرّع إلى الله تعالى ويطلب العون منه في الأوقات الصعبة، كان يصرّح بأنّه عاجز ولا يمكنه الإتيان بعملٍ دون مساعدة من الله تعالى، حيث ذكرته كتب السيرة، إنّه كان يرفع يديه يتضرّع ويبكي ويناجي الله تعالى ويطلب العون والنصر والتوفيق منه تعالى.
-
الخشية من الله تعالى:
عُرف رسول الله (صلّى الله عليه وآله) منذ طفولته بأنّه دائم التفكير والتضرّع لله تعالى، ممّا جعله في حالة من خشوع مستمرّة،تجسّدت في صلاته ودعائه وتعامله مع كلّ ما يحيط به. فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): "إنّه كان إذا قام إلى الصلاة سُمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الأثافي من شدّة البكاء".
-
العبوديّة لله تعالى:
كان الرسول (صلّى الله عليه وآله) وما تمتّع به من مقام وشأن وعظمة، غير غافل عن عبادته، كان يبكي منتصف الليل ويدعو ويستغفر، إنّ الدرس الكبير الذي علّمنا إيّاه الرسول (صلّى الله عليه وآله) هو عدم نسيان الله تعالى، والاعتماد على الله تعالى، والطلب منه في يوم العزّة، وفي يوم الذلّة، وفي اليوم الصعب، وفي يوم الراحة، وفي اليوم الذي يحاصر فيه العدوّ الإنسان.
-
الصلاة الكاملة:
إنّه وسام الكمال الذي حازه هذا العبد الصالح، حيث فاق غيره في عبوديّته، وتجلّت هذه العبوديّة المثلى في قوله وسلوكه حيث قال (صلّى الله عليه وآله): "جُعل قرّة عيني في الصلاة" فهو ينتظر وقت الصلاة، ويشتدّ شوقه للوقوف بين يديّ الله تعالى، ويقول لمؤذّنه بلال: "أرحنا يا بلال"، ويبكي حتّى يبلّ مصلاه خشيةً من الله تعالى.
-
الدعاء والمناجاة:
كان الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) مع تلك القوّة الملوكتيّة، دائم الذكر والتوجّه والتوسّل إلى الله تعالى، نُقل عن النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم، تدعون ربّكم بالليل والنهار، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء". فكان الرسول (صلّى الله عليه وآله) في ساحة الحرب ينظم الجنود ولكنّه كان في الوقت عينه يركع على الأرض ويرفع يديه للدعاء والتضرّع، ومناجاة الله تعالى ليطلب منه المزيد، وقد كان دائم الاتصال بالله تعالى، ودائم الانشداد إليه.
-
صومه:
كان الرسول (صلّى الله عليه وآله) يعظّم شهر شعبان حتّى آخر حياته، وقد عوّد نفسه على الصيام والقيام في شهر شعبان، وكان (صلّى الله عليه وآله) يصوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر، وإذا دخلت العشر الأواخر تشدّد في العبادة.
-
حمده:
كان الرسول (صلّى الله عليه وآله) يحمد الله تعالى في كلّ يومٍ ثلاثمئة وستّين مرّة، ويقول: "الحمد لله ربّ العالمين كثيرًا على كلّ حال"، وكان (صلّى الله عليه وآله) إذا رأى ما يحبّ حمد الله تعالى.
-
كثرة سجوه:
تمثّل حالة السجود المقام الأسمى والأعلى في مقام العبوديّة بين العبد وربّه، وهي الحالة الأقرب بين العبد وربّه، وبما أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) هو صاحب المنزلة العباديّة العالية، فقد جسّد في السجود أرقى درجاته، فكان كثير السجود، فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: "ما استيقظ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من نوم إلا خرّ لله تعالى ساجدًا". لذا كان يؤكّد كثيرًا على أهميّة السجود لله تعالى.
-
كثرة استغفاره:
كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) دائم الذكر لله تعالى، وكان الاستغفار شعاره في كلّ لحظاته وسلوكيّاته، حيث كان يستغفر الله تعالى كلّ يومٍ سبعين مرّة ويتوب إليه سبعين مرّة. فكان استغفاره دائم كي لا ينقطع عن ذكر الله تعالى وحضوره في حياته الشريفة.
-
قراءة القرآن الكريم:
لقد كان دؤوبًا على قراءة القرآن الكريم وشغوفًا به، وانطلاقًا من ذلك أكدّ (صلّى الله عليه وآله) على قراءة القرآن الكريم كثيرًا، وكان يوجّه الناس إلى الاستفشاء بالقرآن الكريم.
برامج
2113قراءة
2019-12-11 19:19:18