القرآن في صدور آل محمد (ص)
يقول الله تعالى في سورة العنكبوت الآية 49: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ، وقد وردت في هذه الآية الكريمة عدّة روايات سنذكر أبرزها.
عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عز وجل: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ، فقلت له: أنتم هم؟ فقال: أبو جعفر (عليه السلام): "من عسى أن يكونوا ونحن الراسخون في العلم".
وعن الأهوازي عن عثمان بن عيسى عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) أنّه قال في الآية: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ، ثم قال: أما والله يا أبا محمد والله ما قال بين دفتي المصحف، قلت: من هم جعل فداك؟ قال: من عسى أن يكونوا غيرنا؟".
قال العلامة المجلسي في بيان هذا الحديث الشّريف: قوله: "ما قال" الظاهر أنّ كلمة "ما" نافية، أي لم يقل أنّ الآيات بين دفتي المصحف، بل قال فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ليعلم أنّ للقرآن حملة يحفظونه عن التحريف في كل زمان وهم الأئمة (عليهم السلام)، ويحتمل على هذا أن يكون الظرف في قوله تعالى: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ متعلقاً بقوله "بينات" فاستدل (عليه السلام) على أن القرآن لا يفهمه غير الأئمة (عليه السلام) بهذه الآية، لأنه تعالى قال: "الآيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم" فلو كانت بينة في نفسها لما قيد كونها بينة بصدور جماعة مخصوصة، ويحتمل أن تكون "ما" موصولة فيكون بياناً لمرجع ضمير "هو" في الآية، أي الذي قال تعالى: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ هو ما بين دفتي المصحف، ولا يخفى بعده.
وفي حديث آخر عن أحمد بن القاسم الهمداني عن اليساري، عن محمد البرقي عن علي بن أسباط قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله عز وجل بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ قال: نحن هم، فقال الرجل: جعلت فداك حتى يقوم القائم (عليه السلام)؟ قال: كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحد حتى يجيء صاحب السيف، فإذا جاء صاحب السيف جاء أمر غير هذا.
الأنشطة الثقافية
1945قراءة
2016-01-05 15:24:15