12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الموضوعات الدينية المتنوعة >> الله في عيون الأطفال -1

الله في عيون الأطفال -1

القسم الأول:
إنّ أهم مفهوم في المواضيع الدينيّة، هو مفهوم الله. وعندما يتحدّث أحدهم عن تجربته الدينيّة فهو في الواقع يتحدّث عن علاقته بالله وإدراكه له وليس شيئاً آخر. فالتربية والتعليم الدينيّ يستوجبان التأكيد، وبشكل أساسيّ، على المواضيع المرتبطة بالله. ولكن كيف يدرك الأطفال المفاهيم الدينيّة وخاصّة الله؟

*مراحل النموّ الدينيّ:
يقسم علماء النفس التطوّر الدينيّ عند الأطفال إلى خمس مراحل مختلفة:


المرحلة الأولى: قبل سنّ السابعة، وهي المرحلة ما قبل الدينيّة، تتميّز هذه المرحلة بميزتين:
الآنوية والنظرة الأحاديّة للأمور: إذ يصدر الطفل أحكامه على الأمور من وجهة نظره هو، ولا يستطيع أن يضع نفسه مكان الآخرين. على سبيل المثال: عندما نسأل الطفل: لماذا خاف النبيّ موسى عليه السلام عندما حاول النظر إلى الله؟ يُجيب: لأنّ صوت الله كان قويّاً جدّاً. جواب بسيط، شخصيّ وماديّ بشكل كامل. لذلك ينظر الطفل في هذه المرحلة إلى الله على أنّه إنسان قويّ، يقوم بأيّ عمل يريده، صوته كصوت الإنسان وهو يسكن في الجنة. وأيضاً الأطفال في هذه المرحلة يردّدون الكثير من الكلمات الدينيّة دون أن يفهموا معانيها.

 

المرحلة الثانية: بين الثماني والتسع سنوات، وتعتبر المرحلة الأولى للتفسير الدينيّ الناقص.
أ- يحاول الطفل فيها أن يصل إلى مرحلة التفسير المجرّد للمفاهيم الدينيّة، ولكنه لا ينجح.
ب- تنقص الآنوية عنده كثيراً ويقلّ الخيال بالنسبة للأمور الدينيّة. مثلاً حين نسأل الطفل عن سبب قداسة الأرض التي وقف عليها النبيّ موسى عليه السلام يُجيب لأنّ الله خلقها. ثمّ نسأله أَوَلَم يخلق الله كلّ الأراضي؟ يُجيب طبعاً، ولكن هذه الأرض خُلقت بطريقة مختلفة.
ج- يستطيع في هذه المرحلة أن يربط بين الأحداث ويستفيد من التجارب التي مرَّت معه ويعمِّم هذه التجارب.
د- يحاول الطفل التفكير بشكل منطقيّ متسلسل، لكنه لا ينجح. وهو ينظر إلى الله على أنّه كائن أقوى من الإنسان. لكن علاقته بالإنسان تبقى غير واضحة عند الطفل.

 

المرحلة الثالثة: بين التسعة والإحدى عشرة سنة، وهي المرحلة الثانية في التفسير الديني الناقص.
في هذه المرحلة يغلب التفكير المنطقيّ الاستقرائيّ لكنه ما زال مرتبطاً بالأمور الماديّة. يستطيع الطفل أن يغيّر مسير تفكيره إذا فشل. يهتم الأطفال بالمفاهيم الدينيّة ويحكمون عليها من خلال تجاربهم الشخصيّة. فيُجيبون أنّ النبيّ موسى عليه السلام قد خاف لأنّ الشجرة كانت تحترق. ما زال تركيزهم على الناحية الماديّة للقصة ويتصوّر الأطفال الله تصوّراً ما ورائيّاً، وأنّ علاقة الإنسان بالله هي غير ماديّة.

 

المرحلة الرابعة: وهي من الإحدى عشرة إلى الثلاث عشرة سنة، وهي المرحلة الدينيّة الشخصيّة.
في هذه المرحلة يقترب الطفل أكثر من التفكير المجرّد، فيعتبر أنّ الشجرة المحروقة هي تجلٍّ لله أو أنها ملاك. في هذه المرحلة يتحدّث الأطفال عن صفات الله.

 

المرحلة الخامسة: (13 سنة وما فوق)، وهي المرحلة الثانية للتفكير الدينيّ الشخصيّ.
يصبح التفكير مرتكزاً على الفرضيات والقياس دون أيّ تعلّق بالأمور الماديّة. يختبر فرضياته ويعمل بشكل معكوس. فيقول، مثلاً، إنّ الله أرسل قدرة خفيّة استطاعت أن تشقّ البحر.
على الرغم من أن الطفل يدخل في هذه المرحلة إلى التفكير المجرّد، لكن إجاباته لا تزال غير مجرّدة مئة بالمئة. ويرجع هذا الأمر إلى سببين:
الأوّل: هو أننا نُكسِب الأطفال الكلمات والعلوم المتعلّقة بحياتهم اليوميّة الماديّة قبل أن نكلّمهم عن المفاهيم الدينيّة.
الثاني: يرجع إلى كيفيّة الأسلوب الخاطئ الذي ننقل عَبره هذه المفاهيم؛ إذ إنّ الأسلوب المتّبع عادةً في التعليم الدينيّ يرتكز على الحفظ ونقل المفاهيم بشكل مباشر.


 
المصدر: مقال للدكتورة أميمة عليق بعنوان "الله في عيون الأطفال" - مجلة بقية الله- العدد 285- الأسرة والمجتمع


 

أمانة برامج الأشبال والبراعم
1144قراءة
2021-11-10 22:43:06

إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا