الخبر -2-
العناصر والقيم الخبرية:
القيم الخبرية هي العناصر التي يجب توافرها كلها أو بعضها في الخبر لكي يمكن اعتباره خبرًا، وهذه القيم هي أول ما يسأل الصحافي نفسه عنه عندما يحصل على مادة الخبر. وهنا يمكن تقسيم القيم الخبرية إلى نوعين:
أ- القيم الخبرية الأساسية، وهي التي لا بد من توافرها في الخبر ولا يكون الحدث خبرًا من دونها (الأهمية، الجدة والحالية، الإهتمام الإنساني، الصدق والدقة..).
ب- القيم الخبرية التفصيلية وهي التي يعني توافرها في خبر ما، ترجيح هذا الخبر وتقديمه على الخبر الذي لا تتوافر فيه (القرب، الشهرة، الضخامة، الصراع والمنافسة..).
ويمكن أن يطلق على القيم أحيانًا إسم العناصر، المعايير، الخصائص، الصفات والأركان ومن أهمها:
- الجدة والحالية: يريد القارئ أن يكون الخبر الذي يقرأه جديدًا، وأن يكون مواكبًا للأحداث، ويطلق البعض على هذه القيمة مسمى الفورية أو الآنية.
- الأهمية: يعني أن ينطوي الخبر على أهمية بالنسبة للجمهور، وهذه الأهمية قد تكون عامة بالنسبة للجمهور، أو خاصة بالنسبة لفئة معينة من فئات جمهو الوسيلة، مثلاً الحفل السنوي العام يهم جميع القادة والقائدات في الجمعية، في المقابل دورة إعلامية أو فنية تهم فقط القادة الإعلاميين والفنيين.
- القرب: كلما وقعت الأحداث في مكان قريب من القارئ أو المستمع أو المشاهد زاد اهتمامه بها، وهناك القرب النفسي مثلاً أي تطور على الصعيد التدريبي يهم جميع المدربين حتى ولو كان التطور في بلدان بعيدة (الجامبوري الكشفي العالمي في السويد يهم كل الكشافين في العالم).
- الإثارة: ويقصد بها أن يتضمن الخبر أفكارًا تؤثر في الفرد، وتثير الاهتمام في نفوسهم، ولذلك تسعى الصحافة إلى إثارة اهتمام القارئ بالعناوين والعبارات المعبّرة والتي تحرك العواطف، ولكن هنا يجب الإلتفات إلى ضرورة تفادي المبالغة خاصة التضخيم المضلل.
- الضخامة: قد تكون نوعية، وقد تكون كمية، وتتوافر الضخامة إذا كان الخبر يمس أكبر عدد من الأفراد أو الأشياء، وتكون نوعية إذا كان الخبر يمس مرفقًا حيويًا يهم الملتقي (المدينة الكشفية...)
- الإهتمام الإنساني: يكتسب الخبر أهمية خاصة إذا ما توافر فيه العنصر الإنساني (إعداد إفطار خاص بالمسنين، مهرجان للأيتام..)
- الصراع والمنافسة: وهو من الأمور التي تهم الناس وتثير اهتمامهم، مثلاً التنافس في بناء مخيم كشفي مهاراتي بين الجمعيات الكشفية.
- الغرابة أو الطرافة: كل شيء خارج عن المألوف ويجذب القارئ أو المشاهد (مسيرة كشفية يسير المشاركون فيها على اليدين...)
- الصدق والدقة: يجب ان يكون الخبر صادقًا، وليس اختلاق الأخبار، وكذلك يجب توخي الدقة في نقل الأحداث والأرقام وعدم المبالغة أو التبخيس أو التضليل.
- التشويق: وهنا يجب أن يبتعد المحرر عن كتابة الموضوعات الجافة المجردة والإبتعاد عن الروتين، بل البحث عن كل ما هو جديد، وعدم الكتابة بطريقة مملة، بل إعتماد أسلوب الجذب.
- الصياغة الجيدة: وهي الكتابة بلغة إعلامية جاذبة بعيدة عن الأخطاء اللغوية والإملائية.
- الموضوعية: وتعني صياغة الخبر دون إقحام الرأي فيه، فللرأي مكان خاص مثل الإفتتاحيات ومقالات الرأي والتحليل وغيرها.
ولكن هذه القيم وتوافرها في خبر ما، لا تكفي للحكم بصلاحيته للنشر أو الإذاعة، إذ تتدخل عوامل أخرى كثيرة ومن أهمها، السياسة التحريرية التي تسير الوسيلة الإعلامية عليها وتتمثل:
1- طبيعة الجمهور: إذ يتم انتقاء الأخبار وفقا لاهتمامات القراء، فجمهور القادة والقائدات تهمهم أخبار الجمعية الداخلية، أما جمهور الكشاف الخارجي فبالإضافة إلى الأنشطة الداخلية يهمه رصد أنشطته والأنشطة الخارجية.
2- طبيعة الوسيلة: فالمجلة الكشفية تختلف عن المجلة الإعلامية أو الدينية، وكذلك الكتابة للصحافة المكتوبة يختلف عن الإذاعة والتلفزيون.
3- المساحة المخصصة للأخبار والتوقيت: فإذا كان عدد الأخبار كبيرًا جدًا والمساحة محدودة يصار إلى التخلص من الأخبار الزائدة، وتقليص عدد الكلمات في الخبر الواحد، والتشدد في القيم الخبرية وكذلك كلما تأخر الخبر في الوصول إلى جهة التحرير نقصت حظوظه في النشر.
إعلام
1482قراءة
2016-01-10 09:30:30
doha tarhini |