أنصار المهدي (عج)
مقدمة تمهيدية :
لعل البحث في قضية الإمام المهدي (عج) وهو خاتم الوصيين من أكثر الأبحاث حيوية تستميل القارئ والباحث والسامع كونها قضية لها ارتباطاً وثيقاً بمستقبل الإنسان وحاضره . فهي تكشف النقاب عن جملة قضايا ومواضيع فرعية شيقة وفي كل موضوع العديد من التساؤلات والبحوث والردود، وبما أننا نبحث دائماً عن سبيل الخلاص وطريقة النجاة فإننا بالتالي نفتش عن الوسائل التي توصلنا إلى ذلك الطريق والأساليب التي تحقق لنا الخلاص .
والبحث في هذا الموضوع هو سعي الإنسان للتعرف على الطريق الصحيح وما يتفرع عنه من أبحاث تشكل الوسائل التي توصلنا إلى ذلك وقد ورد في دعاء الندبة : " وكانوا هم السبيل إليك والمسلك إلى رضوانك " .
ومن المفيد جداً الإبحار في بحر الروايات الذاخرة المتواترة والأحاديث المنقولة عن أهل بيت العصمة والاهتمام بها والتمعن في أسانيدها والتعرف على علامات ظهور ذلك المخلص العظيم والمنقذ الكبير ؛ إلا أن الأهم اكثر بكثير النظر في مواصفات وخصال أنصاره وأعوانه الذين ادخَّرهم الله في أصلاب الرجال وأرحام النساء ووصفهم بجملة مواصفات ودون التحلي بتلك المواصفات لا يمكن للمرء أن يكون من جماعته وخواصه وأتباعه .
ولعل الذي يدفع للبحث في خصال الأنصار هو تشكيل صورة واضحة عنهم كمثل أعلى ننطلق فيه لتأسيس القواعد البشرية على أساسها للمساهمة في تعجيل الفرج ولما للناصر من دور في انطلاق حركة المعصوم على مر السنين واختلاف المراحل . وهذا ما عبّر عنه الأئمة في معرض جوابهم على محبيهم الذين كانوا يطالبونهم بالخروج والثورة فما كانت الإجابات إلا "لو كان لي بعدد هذا القطيع لخرجت".
من هنا نجد في الانتقال في عالم الروايات ضمن هذا المجال فائدة عملية للإنسان الساعي إلى الكمال .
أصناف الأنصار :
1 ـ "الملائكة 4000 مسومين : 313 ملكاً " ممن حضروا في موقعة بدر 4000 ملك من الملائكة الذين هبطوا للقتال مع الحسين (ع) وما زالوا يحفون بقبره ويبكون وشعارهم يا لثارات الحسين (ع) .
عن الإمام الجواد (ع) : يخرج وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وفي مكان آخر يصنف الملائكة بالمسومين والكروبين والمردفين.
عن الرسول الأكرم (ص) : ولأنصرنّه بجنودي ولأمدّنه بملائكتي .
الطبيعة :
عن الرسول (ص) : لأسخّرن له الرياح ولأذللن له السحاب الصعاب ولأرقينه في الأسباب .
وفي مثال آخر : وينصره بالرعب .
أقوام من التاريخ :
1 ـ نفر من قوم موسى (ع) : عن الإمام الصادق (ع) : إذا قام قائم آل محمد استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرون رجلاً خمسة وعشرون من قوم موسى الذين يقضون بالحق .
2 ـ أصحاب الكهف : وعن الإمام الصادق (ع) وسبعة من أصحاب الكهف .
3 ـ رجال من التاريخ : يوشع وصي موسى ، مؤمن آل فرعون، سلمان الفارسي، أبا دجانة الأنصاري ، مالك الأشتر .
4 ـ رجال آخر الزمان : وهم المقصودون بالبحث والتمحيص الذين بهم ينتصر الله لدينه وبهم ينطلق الإمام في دعوته .
أنواعهم وأعدادهم وخصالهم :
أهل البيعة الأولى : قال أمير المؤمنين (ع) : المفقودون عن فرشهم هو قول الله (واستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً ).
أ ـ نجباء أهل مصر .
ب ـ أخيار أهل العراق .
ج ـ أبدال أهل الشام .
أصحاب القائم ثلاثماية وبضعة عشر رجلاً ، 313 شخص وهم الطليعة التي تبايع بين الركن والمقام ومنهم بعض النساء وهم أصحاب الألوية .
وأفضل هؤلاء الابدال عن النبي(ص) الأبدال في هذه الأمة ثلاثون مثل إبراهيم خليل الرحمن: كلما مات رجل أبدل الله تبارك وتعالى مكانه برجل .
مواصفات هؤلاء الابدال :
من معجم أحاديث الإمام المهدي (عج) : ثلاث من كن فيه فهو من الابدال الذين بهم قوام الدنيا وأهلها : الرضا بالقضاء ، والصبر عن محارم الله، والغضب في ذات الله عز وجل .
أهل العلم : وقد ذكر في كتاب معجم أحاديث الإمام المهدي (عج) أن هناك سبعة علماء من شتى أنحاء العالم يتبع كل واحد منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً .
أنصار أهل الشام : وهم ثلاثماية وثلاثة عشر رجلاً عدة أصحاب بدر يسيرون إليه من الشام.
الخراساني وأصحابه : وهم أصحاب الرايات السود .
يبعث الخراساني بالبيعة إلى الإمام عندما يخرج في مكة والخرساني حينها في الكوفة .
1 ـ أهل طالقان : وهم أفضل أنصار الإمام من خراسان .
وعن المعصوم (ع) : ويحاً للطالقان فإن لله بها كنوزاً ليست من ذهب ولا من فضة ولكن بها رجال عرفوا الله حق معرفته وهم أنصار المهدي في آخر الزمان .
2 ـ على رأس جيش الخراساني : رجل كوسج يدعى في الروايات شعيب بن صالح وهو تميمي المنشأ .
3 ـ قائدهم الأعلى رجل خراساني : عن أبي جعفر (ع) : يخرج شاب من بني هاشم من خراسان برايات سود .
مواصفات خاصة :
1 ـ قلوبهم كزبر الحديد .
2 ـ يؤدون الطاعة للمهدي (عج) .
3 ـ مجاهدون فإنهم يقاتلون قبل الظهور وحتى يظهر الإمام .
4 ـ يحملون رايات مكتوب عليها "البيعة لله".
رجل من أبناء الحسن (ع) : ذكره صاحب إلزام الناصب بأنه يلتقي بالإمام بعد خروجه من مكة ويطالبه بالمعجزة ثم يؤمن به ويلتحق معه اثنا عشر رجلاً مقاتلاً .
من النساء : وقد ذكر صاحب كتاب عصر الظهور أنه وجدت بعض الروايات أن من بينهم خمسين امرأة كما ورد عن الإمام الباقر(ع) وفي بحار الأنوار ثلاث عشرة امرأة يداوين الجرحى.
حكام الأرض :
وقد نقل في الملاحم والفتن بعد سرد طويل لأحوال أصحاب المهدي (عج) الذين يجتمعون إليه هم إثنا عشر رجلاً يقول الصادق (ع) : فإذا قام القائم (ع) وليّ هؤلاء القوم ويكونون حكام الأرض .
المواصفات العامة :
1 ـ أصحاب البلاءات : تستمر عملية البلاء في أصحاب القائم أرواحنا فداه بطرق وأشكال متعددة . فهم قبل ظهوره يتعرضون للتمحيص والاختبار والغربلة .
قال أمير المؤمنين(ع) : والله لتميزن والله لتمحصن والله لتغربلن كما يغربل الزوان من القمح.
2 ـ ويبتلى المؤمنون أصحاب الحجة أرواحنا فداه لبلاء في ظهوره : وعن أمير المؤمنين (ع) نُقل : ثم إنهم يمضون إلى المهدي فيقولون أنت المهدي فيقول لهم يا أنصاري ثم يخفي نفسه عنهم لينظرهم كيف هم في طاعته فيمضي إلى المدينة فيخرجونهم أنه لا حق بقبر جده رسول الله (ص) فيلحقونه بالمدينة فإذا أحسّ بهم رجع إلى مكة فلا يزالون على ذلك ثلاثاً ثم يتراءى لهم بعد ذلك بين الصفا والمروة .
3 ـ ويتعرضون لبلاء الماء : وقد ورد عن أبي عبد الله (ع) قال : إن أصحاب موسى ابتلوا بنهر وهو قول الله عز وجل (إن الله مبتليكم بنهر) وإن أصحاب القائم يبتلون بمثل ذلك .
وفي كل الأحوال فإن هؤلاء الأصحاب يُظهرون قدرة عالية على تحمل المصائب والآلام والصعاب والبلاءات والجوع والعطش والتشديد والامتناع عن الانغماس في ملذات الدنيا، فهم معرضون عنها مقبلون على الآخرة، يصبرون على الطاعة وعن المعصية وأن البلاءات التي يتعرضون لها تجعلهم فئة متميزة جداً قليلة معروفة .
4 ـ هداة إلى الحق : قال الإمام الصادق (ع) كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل. ويقتضي للهادي أن يكون مهتدٍ إلى الحق فهو يعرف الحق ويدل عليه ويصبح عنصراً "مضيئاً" في وسط الظلام الدامس .
والساعين إلى الله هم على مراتب منهم الضال الذي يهتدي إلى الحق فهو لا يعرف الحق وبمجرد معرفته للحق واعتقاده به فإنه يخرج من الظلمات إلى النور فهم المتعرفون على الحق .
5 ـ والمرتبة الأعلى : هم الناجون الذين عرفوا الحق ودعوا إليه الناس فهم الهداة إلى الحق، فإن قلوبهم كالمصابيح تشع بالنور الذي يحمل عوامل الهداية .
6 ـ الغرباء : عن أبي جعفر الباقر (ع) : إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه الرسول وأن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء؛ غرباء في كل شيء في طريقة تفكيرهم ونهجهم السياسي والفكري والفقهي والخلقي متميّزون بنظرتهم إلى الأمور .
ولعل من مظاهر الغربة لديهم أنهم المغمورون في مجتمعاتهم فلا يسمع لهم رأي ولا يقبل لهم قول مع أن رأيهم السديد وقولهم الصحيح ولعل سيرتهم العملية مظهر من مظاهر الغربة فهم مجاهدون في زمن الاستسلام ويصنعون من ضعفهم قوة متمسكون بالآداب في زمن الانحلال الخُلُقي، قابضون على دينهم مع أن الدنيا أمامهم في كل يوم تناغيهم فهم بالنسبة لمجتمعاتهم نموذج غريب فريد .
7 ـ قوة العزيمة : قال الإمام الصادق (ع) لو مروا بجبال الحديد لقطعوها لا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل. وفي موقع آخر يقول (ص) : لو حملوا على الجبال لأزالوها .
ولكي يصبح الإنسان صاحب عزيمة عالية لا يلتفت إلى نفس التكليف فهو لا تعنيه نتائج الأمور ولا يضعف لهم العزم القوي إلا إذا كان نابعاً عن قناعة مطلقة بسلام الطريق الذي يسلك.
8 ـ عقائديون : عقيدة التوحيد : عن أمير المؤمنين (ع) : فهم الذين وحدوا الله توحيدة يرونه المؤثر والفاعل الوحيد في العالم .
عقيدتهم بإمامهم : عن زيارة صاحب الزمان (عج) .
9 ـ صلاتهم : يقول الإمام الصادق (ع) عنهم : رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل وهم من خشية الله مشفقون .
يقول أمير المؤمنين (ع) : لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل خوفاً وخشية من الله تعالى .
أما صومهم فيقول أمير المؤمنين (ع) عنهم : هم قوّام الليل صوّام النهار .
10 ـ الشجاعة والجرأة : عن الإمام الباقر (ع) : فإذا وقع أمرنا وجاء مهدينا كان الرجل من شيعتنا أجرأ من ليث وأمضى من سنان .
ويقول الإمام الصادق (ع) : ولأذكر إلا اشدة أصحابه فإن الرجل منهم يُعطى قوة أربعين رجلاً وإن قلبه لأشد من زبر الحديد .
وعنه أيضاً : إن الله نزع الخوف من قلوب شيعتنا .
11 ـ أكثرية شبابية : عن أمير المؤمنين (ع) : إن أصحاب القائم شباب لا كهول فيهم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد وأقل الزاد الملح .
12 ـ التربية الموحدة : وهي التربية الدينية المبنية على مجموع الصفات التي نذكرها .
عن أمير المؤمنين (ع) : أن يقوم القائم فيلقى أصحاب القائم (ع) بعضهم بعضاً كبني أب وأم افترقوا غداة واجتمعوا عشية أي كأنهم أسرة واحدة متحابة متضامنة يخضعون لظروف تربوية واحدة .
13 ـ الجهوزية والاستعداد : عن الإمام الصادق (ع) : ليعدّن أحدكم لخروج القائم ولو سهماً فإن الله إذا علم ذلك من نيته رجوت لا ينسى في عمره حتى يدركه ويكون من أعوانه وأنصاره .
14 ـ مجاهدون : قال رسول الله (ص) : لا يزالون قوم من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين (أي منتصرين) إلى يوم القيامة .
ويقول (ص) : لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى يأتي أمر الله .
عن الإمام الصادق (ع) : يصبحون على خيولهم يدعون بالشهادة يتمنون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم يا لثارات الحسين .
قال أمير المؤمنين (ع) : وكأني أنظر إليهم والزي واحد والقد واحد والجمال واحد واللباس واحد .
15 ـ أقوياء : عن الإمام الصادق (ع) في معرض الجواب على سؤال : ما يخرج إلا في أولي قوة .
عن الإمام الباقر (ع) : من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة مبدئ ومن ذي ضعن قوي .
16 ـ المبايعون : فإنهم بعد تحقق كل ما تقدم وله هناك أمور أخرى قصرنا عن ذكرها ولم ندرك مضامينها فإنهم يتوجهون إليه لمبايعته، ولا يقبل منهم بيعة إلا ضمن شروط وضوابط عامة نذكرها في هذا المجال .
في رواية عن أمير المؤمنين (ع) في إلزام الناصب : لست قاطعاً أمراً حتى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئاً ولكم علي ثمان خصال، فقالوا سمعنا وأطعنا فاذكر لنا ما أنت ذاكره يا ابن رسول الله، فيخرج إلى الصفا فيخرجون معه فيقول أبايعكم على أن لا تولون دابراً ولا تسرقون ولا تزنون ولا تفعلون محرماً ولا تأتون فاحشة ولا تضربون أحداً إلا بحق ولا تكنزون ذهباً ولا فضة ولا براً ولا شعراً ولا تخربون مسجداً ولا تشهدون زوراً ولا تقبحون على مؤمن ولا تأكلون ربا وأن تصبروا على الضراء ولا تلعنون موحداً ولا تشربون مسكراً ولا تلبسون الذهب ولا الحرير ولا الديباج ولا تتبعون هزيماً ولا تسفكون دماً حراماً ولا تغدرون بمسلم ولا تبقون على كافر ولا منافق ولا تلبسون الخز من الثياب وتتوسدون التراب وتكرهون الفاحشة وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر . ثم يذكر ما يلزم به نفسه به وهي عبارة عن ثماني خصال. وذكر البيعة صاحب كتاب يوم الخلاص عن الرسول الأكرم (ص) .
مهدي
7272قراءة
2016-01-18 20:30:58