12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

الإمام المهدي (عجل الله فرجه) >> وظيفتنا في زمن غيبة الإمام المنتظر (عج)

وظيفتنا في زمن غيبة الإمام المنتظر (عج)

 


يجب على الإنسان المؤمن في زمن غيبة الإمام المعصوم (ع) أن يعيش حالة التعلق به، ويعرف وظيفته ومسؤوليته وتكليفه للقيام بواجباته. أليس هو خلاصة البشرية، والذي عمل الأنبياء والأئمة (ع) على التمهيد له ؟ نعم، وتستحيل الحياة دون وجوده، كما هي مستحيلة دون حرارة الشمس ونورها؛ لأن الحياة كما تحتاج إلى المصدر المادي فهي تحتاج إلى مصدر روحي معنوي يتوهج بنور أهل النبوة، وهذا معنى قوله: (وأما انتفاع الناس بي في غيبتي فكالشمس عند غيبها عن الأنظار..)؛ لأنه لو رفع الإمام من الأرض ساعة، لماجت الأرض بأهلها كما يموج البحر بأهله.
وقد ذكر علماؤنا أنه في زمن غيبة الإمام المنتظر (عج) لا يجوز تجميد الإسلام، ولا تعطيل تشريعاته وأحكامه تحت عنوان الانتظار لليوم الموعود، وإنما يجب كما في أي زمان آخر تطبيق أحكام الإسلام في جميع مجالات الحياة، والقيام بكافة التكاليف والمسؤوليات الفردية والاجتماعية والسياسية والجهادية وغيرها.. لهذا، كان لابد من معرفة التكاليف والمسؤوليات والوظائف وما يجب على المسلمين القيام به على المستوى الإيماني والفردي والسياسي والجهادي في عصر الغيبة، وكيف ينبغي أن تكون علاقتنا - نحن المنتظِرين - بالإمام الحجة المهدي (عج).


التكاليف و الوظائف والمسؤوليات في زمن غيبة الإمام (عج)
سنعرض فيما يلي بعض هذه التكاليف و الوظائف والمسؤوليات التي تعزز علاقتنا بإمام زماننا في زمن غيبته:

أولاً- معرفة صاحب الزمان (عج):

ولا نقصد هنا المعرفة الإجمالية التي تتعلق بولادته ونشأته وغير ذلك من الأمور التاريخية، وإن كانت مطلوبة، وقد تكون ممهدة لمعرفة أدق وأشمل، ونعني بذلك معرفة حقيقة وجوده المبارك؛ لأنه وكما روي (من عرف إمامه ثم مات قبل أن يرى هذا الأمر(..) كان له من الأجر كمن كان مع القائم في فسطاطه).و (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية). كما لابد لنا أن نعلم أن قبول الأعمال إنما يكون بمعرفة الإمام، وهذا ما أشار إليه الحديث: (لو أن رجلاً قام ليله، وصام نهاره، وحجّ دهره، وتصدق بكل ماله، ولم يعرف ولي الله فيواليه، وتكون جميع أعماله بدلالته إليها، ما كان له على الله من شيء، وما هو من أهل الإيمان)


ثانياً- البيعة لإمام الزمان (عج):


ورد عن رسول الله (ص): (من مات وليس في عنقه بيعة لإمام المسلمين فميتته ميتة جاهلية). وإنما أردنا بالبيعة "التسليم بولاية صاحب الأمر على الناس، نظراً لأهمية هذا الأمر في تدعيم أركان الإيمان والدين الحنيف؛ لأن هذه الولاية من الله عز وجل لرسوله (ص) والأئمة (ع) من بعده الذين هم أولي الأمر، وفي حال غياب الإمام يتعين على الناس اتباع الولي الفقيه الجامع للشرائط.

ثالثاً- التوبة الحقيقية من الذنوب:

وإن كانت التوبة من الأعمال المحرمة واجبة في كل زمان، إلا أن أهميتها تبرز في هذا الزمان، باعتبار أن أحد أسباب غيبة صاحب الأمر (عج) وطولها هو ذنوبنا العظيمة والكثيرة، فأصبحت سبباً لامتناعه عن الظهور، كما ورد ذلك في "البحار" عن أمير المؤمنين (ع)، وكذلك في التوقيع الشريف المروي في "الاحتجاج" حيث يقول: (فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا ممّا نكرهه ولا نؤثره منهم).


رابعاً- الاهتمام في اكتساب الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة:

ينبغي على الإنسان المؤمن أن يسعى لاكتساب الصفات الحميدة والأخلاق الكريمة، ويهتم بأداء الطاعات والعبادات الشرعية، ويعمل على اجتناب الذنوب والمعاصي التي نهى عنها الشرع المقدس.

وقد روي في "البحار" عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر، وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام القائم (عج) بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه).


خامساً- انتظار الفرج:

ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: (أفضل العبادة الصبر وانتظار الفرج).

وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه).
ونقصد بالانتظار الانتظار البنّاء الذي يخلو من السلبية، ويخلو من القعود انتظاراً للفرج، إذ أن هذا ينافي الأصول الثابتة في لإسلام، وهذا ما يشير إليه القرآن الكريم: فضَّـل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً (النساء: 5). وهذا يعني أن نستعد استعداد مناسباً لذلك الأمر المنتظر، من خلال حمل روح الجهاد والتوقِ للشهادة بين يديه، وإعداد النفس في هذا السبيل.


سادساً- المرابطة: وهي على قسمين:

الأول: ما ذكره الفقهاء في كتاب الجهاد؛ وهو أن يقيم المؤمن في ثغر من الثغور، ويرابط قريباً من بلاد الكفار، لأجل أن يخبر المسلمين إن أراد الكفار الهجوم عليهم، أو يدافع عن المسلمين في حال تعرضهم لاعتداءات الكفرة إن لزم الأمر. وهذا الأمر، سواء كان في حضور الإمام (عج) أم في غيبته، مستحب مؤكد كما ذكر ذلك "العلامة" في "الإرشاد"، و"الشهيد" في "الروضة".
وقد روي عن رسول الله (ص) أنه قال: (كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنّه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتان القبر).

الثاني: أن يعدّ المؤمن فرسه وسيفه تهيؤاً واستعداداً لظهور الإمام (عج) لنصرته، وهذا القسم ليس له زمان أو مكان معين، وقد ورد في "روضة الكافي" عن أبي عبد الله الجعفي أنه قال: قال لي أبو جعفر محمد بن علي (ع): " كم الرباط عندكم ؟" قلت: أربعون. قال (ع): "لكن رباطنا رباط الدهر، ومن ارتبط فينا دابة كان له وزنها ووزن وزنها ما كانت عنده، ومن ارتبط فينا سلاحاً، كان له وزنه ما كان عنده، لا تجزعوا من مرة ولا مرتين ولا من ثلاث ولا من أربع..." وقال "المجلسي" في شرح قوله: رباطنا رباط الدهر: أي يجب على الشيعة أن يربطوا أنفسهم على طاعة إمام الحق وانتظار فرجه، ويتهيؤوا لنصرته. وقال في شرح قوله (ع): كان له وزنها...الخ، أي: كان له ثواب التصدق بضعفي وزنها ذهباً وفضة كل يوم.. أو من الثواب مثلي وزن الدابة (والله تعالى هو العالم).

 

برامج
4124قراءة
2015-11-19 19:27:02

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا