مهمة التربية والتعليم
بسم الله الرحمن الرحيم
{ هو الذي بعث في الأمّيّين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة ..}
صدق الله العلي العظيم
يسلّط القرآن الكريم الضوء في الآيات المباركة على مهمّة هي في غاية الأهمية والتأثير في حياة الفرد وحياة المجتمع، وقد أرسل من أجلها الأنبياء والرسل (ع)، ألا وهي مهمة "التربية والتعليم".
ومن تفسير منقول عن الإمام الصادق (ع) لقوله تعالى .. {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً} (المائدة: 32) نفهم أن الإنسان إذا استطاع أن يهدي شخصاً، ويخرجه من الضلال إلى الهداية، فكأنما أحيا الدنيا كلها. فأجر هذا الإنسان ليس أجر إحياء شخص واحد فحسب، بل أجر إحياء الناس جميعاً.
إنّ نشأة الطفل واكتسابه الصفات والخصائص تحكمه الوراثة، التربية الأسرية، البيئة، التغذية. فالصفات التي يتصف بها الوالدان غالباً ما تنتقل إلى الأولاد، كالكبر أو التواضع مثلاً. وتربية الطفل ضمن الأسرة تؤثر عليه كثيراً. كما أنّ البيئة التي يعيش فيها الطفل تضفي عليه الكثير من عاداتها وتقاليدها وطريقة عيشها ونمط تفكيرها. بالإضافة إلى تأثير الغذاء الذي تتناوله أم الجنين، سواء إيجابياً أم سلبياً.
ولكنّ الشيء المهم هنا هو أنّ القائد المربي والمعلم يستطيع بحكمته ووعيه ونباهته أن يبطل مفاعيل هذه التأثيرات، ويحل محلها تأثيرات أدائه وتربيته وسلوكه، وهنا تكمن وتظهر قيمة وأهيمة عمله.
من هنا نلاحظ أهمية وخطورة دور المعلم المربي في تربية الأطفال وتنشئتهم.
الإخوة القادة، الأخوات القائدات،
إنّ عملكم هو امتداد لعمل النبي (ص)، ودوركم في المجتمع يشبه وظيفة الأنبياء (ع).
إجهدوا في بناء أنفسكم ، ولا تغفلوا أو تستخفّوا بأهمية دوركم . انتبهوا لسلوكم أولاً، ثم لسلوك إخوتكم الكشفيين . إزرعوا فيهم صفات المؤمنين وأخلاقهم ، فهدايتكم لهم زادُكم يوم القيامة ، ولا تنسوا أنكم شركاء في مسؤولية التربية والتعليم ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
برامج
1529قراءة
2015-11-09 19:00:30