مَهمة تربية المراهقات
مقدمة:
هناك مجموعة من الأمور الضرورية في مرحلة المراهقة، يجب على أولياء الأمور والقادة الكشفيين أخذها بعين الاعتبار عند تعاملهم مع الفتيات، وللالتزام بهذه الأمور ورعايتها آثار مهمة جداً في نمو الفتيات وتربيتهن تربية صالحة .
ورجوعاً إلى الأصل، فإن التربية عملية هادفة يأخذ فيها المربي بيد الفتاة ويوجهها باتجاه معين وواضح ومحسوب مسبقاً، ويستخدم خلال هذه العملية، من أجل إيصالها إلى الهدف أو الأهداف التربوية، ما لديه من وعي ودراية في أمر التوجيه والتربية.
ونحن هنا سوف نذكر بغض أهداف التربية لأننا لا نستطيع هنا الإحاطة بكل أهداف التربية ومن جميع جوانبها.
سنقتصر على ثلاثة أبعاد مع ذكر أهداف التربية في كل بعد:
البعد الشخصي ـ البعد الاجتماعي ـ البعد الأخلاقي والديني.
أولاً: في البعد الشخصي:
وتشمل الأهداف جميع الأبعاد الوجودية لهن، وينبغي أن يكون هناك هدف (أهداف) لكل حاجة من حاجاتهن في هذا المجال.
أ. في البعد الجسمي: الأهداف هي:
• رعاية النمو.
• تقوية الجسم ومهارة الأعضاء وتعديل الغرائز.
• ترويض الجسم على التحمل والمقاومة ومراعاة النظافة.
• حماية الجسم من الأضرار والصدمات.
ب. في البعد الذهني: أهداف التربية هي:
• تنمية الذهن.
• تقوية الذاكرة.
• تربية قوة التخيل.
• ـ تنمية الذكاء والقدرات العقلية.
ج. في البعد النفسي: أهداف التربية هي:
• تنمية الإرادة وتعزيزها.
• تنمية قوة الإدراك.
• التشجيع على التحرر المفيد .
• تنمية روح الاستقلال والاعتماد على الذات.
• الترفع عن الشهوات غير المشروعة.
د. في البعد العاطفي: نعني فيه توجيه العواطف والمشاعر واستخدامها في سبيل الأهداف المنطقية والإنسانية، والضحك والبكاء في محلهما والابتعاد عن أجواء الإثارة والانفعال العاطفي، وعن مواضع الخوف والهلع الشديدين وتجنب الاضطرابات والقلق.
أهداف التربية :
• أن تعرف الفتاة نفسها.
• أن تنمي قابلياتها.
• أن تكون صبورة ومسيطرة على عواطفها وانفعالاتها.
• أن تكون قراراتها وتصرفاتها منطقية وعقلائية، وتحترم ذاتها.
• أن تمتلك فلسفة واضحة لحياتها، وتسعى وراء تحقيق هدف أو أهداف سامية في الحياة.
ثانياً: في البعد الاجتماعي:
الفتاة في سن المراهقة تكون في مستوى من النمو بحيث أنها تجاوزت الطفولة وتأهلت للانخراط في الحياة الاجتماعية. ويجب علينا التفكير بشأن هدف حياتها الاجتماعية. أي يجب إعداد أرضية تساعدها على الاستقلال بحياتها عن الأسرة بالتدريج، وتخلق لديها القدرة على التعامل مع شؤون الحياة كما الكبار.
الهدف هنا: يكمن في تربية الفتيات بالشكل الذي يؤهلهن لأن يحترمن الأبوين والآخرين في علاقاتهن بهم، ويلتزمن بالحياة الأسرية، وأن يكن قادرات على تحمل أعباء إدارة الأسرة والحياة الزوجية، وليكن عوناً للفقراء والمحتاجين و ...
الفتاة بهذه السن تحتاج إلى أن:
• تعترف على الأوضاع الاجتماعية.
• تدرك الأبعاد والجوانب الإيجابية والسلبية فيها.
• يكون لها رأي سلبي بحالات الجرم والانحراف.
• تطالب بمجازاة وإصلاح فاعلي الجرم والسوء.
• تلعب دوراً مؤثراً في إرشاد وتوجيه الآخرين.
وكذلك من الضروري أن يكون لديها إلمام بالقضايا السياسية والاقتصادية والثقافية وأن تكون عضو فعال ومؤثر في هذه المجالات.
ثالثاً: في البعد الأخلاقي والديني:
الفتاة ـ كما هو معلوم ـ بحاجة إلى تربية دينية وأخلاقية.
فهي من جهة في سن يوجب عليها الالتزام بالتكاليف الدينية، ومن جهة أخرى يفرض عليها وضعها الجديد أن تتقيد بمجموعة من الضوابط الأخلاقية في سلوكها وتصرفاتها.
وإنَّ تركها الالتزام بالتعاليم الدينية والأعراف الأخلاقية، يؤثر ويضر بشخصيتها وبمجتمعها الذي تعيش بين ظهرانيه.
إن الدين يلعب دوراً مؤثراً وبناءً في حياة الفتاة في هذه السن التي تموج بالرغبات والانفعالات العاطفية والغريزية.
هدف التربية يتناول:
• تثقيف الفتاة بمبادئ وتعاليم الدين.
• السعي إلى تنمية روح الإيمان والالتزام لديها.
• العمل على خلق حب الالتزام بالضوابط الأخلاقية في شخصيتها.
• تشجيعها على فعل الخير والانتهاء عن النواهي والمحرمات.
• أن تسعى لكي تكون أنموذجاً للشخصية المؤمنة في سلوكها وتعاملها مع الآخرين.
رابعاً: كيف تركز التربية ؟ (توزيع الأهداف بحسب السن).
تختلف تربية الفتيات في مختلف سني المراهقة، من حيث الجوانب التي ينبغي التركيز عليها.
ففي السنوات الأولى للمراهقة يتم التركيز على تربية شخصياتهن، وفي السنوات التالية يتحول الاهتمام إلى تربيتهن من الناحية الثقافية، بحسب مستوى النمو.
في تربية الشخصية : ينصب الاهتمام على :
• تنمية الإرادة لدى الفتاة.
• خلق بواعث ومحفزات تساعدها على إثبات أهليتها وضبط نفسها أمام نوازع الأوهام والأفكار والوساوس المضرة.
• تأهيلها من الناحية النفسية لأن تفكر وتتصرف بشكل هادئ وسليم.
في المسائل الثقافية : التي يجب تربية الفتاة عليها وتزويدها بمعلومات فيها، وحثها على كسب المزيد من المهارات بشأنها :
• العلم.
• آداب وضوابط العيش.
• فلسفة الحياة.
• الاهتمام بالفن والقيم.
• الاهتمام بفنون الأدب والشعر...
خامساً: مرحلة المراهقة سن لتفتح المدارك ووعي الذات.
بما أن هذه المرحلة هي سن لتفتح المدارك ومعرفة الذات بحيث ينتج ذلك عن التغيرات العضوية والنفسية لدى الفتاة، وأنها تكتسب نوعاً من الوعي الصريح والواضح بذاتها وظروفها، ينبغي الإشارة إلى ما يلي:
• استثمار هذه الفرصة من قبل المربين لتربية الفتاة وزيادة وعيها.
• العمل على تهذيب نفسها وبناء شخصيتها بما يتناسب مع وقارها ورزانة سلوكها، وهذا مما يساعدها على عدم الوقوع في الانحراف السلوكي.
• أن تصرف طاقاتها في المجالات التي تنمي شخصيتها وتعززها.
• خلق ظروف مناسبة لها من أجل أن تحل قضاياها بنفسها وتتصدى لذلك مباشرة دون الاستعانة بالأهل وغيرهم.
• العمل على التأسي بالوالدين أولاً أو بالقدوة الصالحة، ثم الدخول في الحياة الاجتماعية تدريجياً.
• العمل على تأهيل الفتاة من أجل تحمل ظروف الحياة شيئاً فشيئاً.
• تشجيع الفتاة على الممارسات الحياتية (أشغال يدوية، خياطة، كمبيوتر، تعليم الأطفال ورعايتهم،...) وذلك بغية كسب الخبرات، والتطور التدريجي في هذا المجال.
ونشير أخيراً بأن الفتيات وبحكم المشاعر العاطفية الرقيقة التي يمتزن بها، فإنهن أسرع تقبلاً للبرامج التربوية قياساً مع الفتيان. ولذلك علينا أن ننمي قدراتهن بالاتجاهات التي ذكرت سابقاً، والانتباه إلى أن المربي له الدور الكبير في تحقيق هذه الأهداف وتطبيق هذه البرامج.
المصدر:
دنيا الفتيات المراهقات، د. علي القائمي، دار النبلاء.
برامج
1566قراءة
2015-11-09 19:01:28