دور المرأة في بناء المجتمع
الهدف : إظهار أهمية دور المرأة في بناء المجتمع في إطلالة على فكر الإمام الخميني (قده) .
تمهيد :
" لو جردوا الأمم من النساء الشجاعات و المربيات للإنسان فسوف تهزم هذه الأمم وتؤول إلى الإنحطاط " الإمام الخميني (قدة) .
ويعتبر الإمام الخميني (قده) أن المرأة التي هي نصف المجتمع , تلعب دوراً بارزاً في بقاء حياة الأمم و خاصة تلك المرأة الشجاعة و المربية , و على هذا الأساس فهي ركن أساسي في المجتمع وتشارك في بنائه و تعمل على إصلاحه أو إفساده .
أولاً المرأة في الإسلام :
قبل أن نتحدث عن دور المرأة في المجتمع , لابد و أن نتوقف إلى نظرة الإسلام لهذه المرأة , فالإسلام يرى أن للنساء دوراً حساساً في بناء المجتمع الإسلامي لذا فقد إرتقى بالمرأة إلى الحد الذي يستطيع معه أن تستعيد موقعها الإنساني في المجتمع و أن تخرج عن كونها " شيئاً " حتى تتمكن من خلال ذلك تحمل مسؤولياتها في بنية الحكومة الإسلامية .
و يذكر الإمام الخميني : " إن الإسلام لا يريد للمرأة أن تكون شيئاً أو ألعوبة بيد الرجال , إنما يريد المحافظة على شخصية المرأة ... و أكرمها و جعلها إنساناً ذات شخصية , بنداء من الله عزوجل { و إذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت } " .
ثانياً المرأة و المجتمع :
إن للمرأة دور في تحديد مصير المجتمع , و عليها أن تتصدى لذلك و تعمل لتكون أهلاً لهكذا دور . يقول الإمام الخميني (قده) : "على المرأة أن تساهم في مقدارات البلاد المصيرية ", و يقول أيضاً : " نحن ندعو لأن تحتل المرأة مكانتها الإنسانية السامية ، و ينبغي للمرأة أن تساهم في تحديد مصيرها " .
و نلفت أن المرأة لكي تقوم بهذا الدور عليها أن تؤهل و تعد نفسها و تبني شخصيتها و فكرها بشكل يتكفل إعادتها إلى مكانتها و إنسانيتها السامية .
أ- المرأة كمربية :
بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه المرأة في إعداد نفسها و تكوين شخصيتها فإنها مسؤولة عن تربية شريحة إجتماعية مهمة ( أفراد المجموعة ــ أولادها ــ تلاميذها ) , لذا نجد الإمام (قده ) يقول : " دور المرأة في المجتمع أهم من دور الرجل لأن اانساء و السيدات ـــ علاوة على كونهن شريحة فعالة على كل الأصعدة ــ فإنهن يتصدين لتربية الشرائح الفعالة الأخرى أيضاً " و في بيان آخر فقد أشار أن القرآن يربي الإنسان و المرأة تربي الإنسان , و يعترض على أي دور قد يشغل المرأة عن دورها التربوي . و في هذا البيان لخطورة ما تقوم به المرأة على صعيد التربية فالإمام يعدها مدرسة تخرج الإنسان المتربي على يديها , و ثوابها كبير عند الله عز وجل حيث أن ليلة واحدة من سهر الأم لطفلها يعادل سنين من عمر أب ملتزم , فالرأفة و الرحمة التي تحملها نظرات الأم النورانية ما هي إلا تجل لرأفة ورحمة رب العالمين. إذاً فإن أول مدرسة يتعلم فيها الطفل هي حضن الأم , الأم الصالحة تربي طفلاً صالحاً , الأم المنحرفة سوف تنشئ طفلاً منحرفاً , لأن العلاقة التي تربط الأطفال بالأم لامثيل لها , فإن كلام الأم و خلقها و أفعالها تترك تأثيرها في الأطفال . فلا بد و أن ينشأ هذا الطفل على تلك الأخلاق و الأفعال بوحي من تقليده لمربيته , لقائدته .. التي هي أسمى من يقلد و بهذا تكون المرأة قد حققت السعادة الدنيوية و الأخروية .
ب- المرأة ودورها الإجتماعي :
يقول الإمام (قده) : إن صلاح أو فساد مجتمع ما ينبع من صلاح أو فساد ذلك المجتمع , و هذا يدل على مدى حساسية دور المرأة في تنشيط المجتمع و إحتلاله حيّز هام في التأثير على حركته و هويته , فالمرأة الفاسدة توسم المجتمع الفاسد , لذا يشدد الإمام على مدى أهمية أداء النساء لدورهن الإجتماعي مع إلتزاماتهن الدينية و المحافظة على الحياء العام , ففي ظل العفة يمارس نشاطهن الإجتماعية , فالمطلوب عدم إلغاء دور المرأة من المجتمع بل يريدها نوراً من أنوار الصلاح
و قد أكد الإمام على ضرورة مشاركة المرأة في الأمور السياسية و بناء النظام ــ ( المشاركة بالإنتخابات ــ الترشيح .. ) ــ والأمور الإقتصادية و الأمور العسكري.
ج- المرأة و السياسة :
هناك تأكيد من الإمام على ضرورة مشاركة المرأة في الأمور السياسية و لها الحق بذلك , بل يرى أنه من اللازم على المرأة المساهمة في القضايا السياسية و في إعمار البلاد و إدارة شؤونها , لأن النساء يستفيدون من صلاح البلاد و يتضررون من النواقص و المشاكل الموجودة فهذه مسؤولية تقع على عاتق النساء كما الرجال , إذ أن المرأة ليست مجرد عنصر مشجع على العمل بل عنصر عامل في مستويات التنفيذ و تلقي الأوامر .
د- المرأة و العمل العسكري :
هناك تفرقة بين الحروب العادية التي تقام بين البلاد و بين تعرض بلاد المسلمين للغزو و الخطر , ففي الحروب العادية نجد أن الجهاد يسقط عن المرأة إلا عن الرجل , أما النوع الآخر عند التعرض للغزو فالدفاع واجب على الرجل و المرأة بلا فرق , و يقول الإمام (قده) :" الجهاد غير واجب على النساء ولكن الدفاع واجب على كل فرد في حدود القدرة و الإستطاعة و العديد من الأدوار التي تحتلها في الصناعة و الثقافة و الزراعة و غيرها من المهمات الكبيرة في مجتمعاتنا" .
الخاتمة :
أخيراً لا يسعنا إلا أن نحني رؤوسنا أمام هذا القائد الكبير اٌمام الراحل الذي رفع شأنية و عظمة شخص كان محروماً من طعم الحرية , و مقهور بالظلم و النظرة الدونية فكما أشار الإمام إلى العديد من الأدوار التي يمكن للمرأة أن تلعبها و يكون لها الدور الأبرز و الأهم , و قد برهن ذلك من خلال قول الإمام الخميني (قده ) :" لقد برهنت النساء المسلمات الغيورات على عدم إنحرافهن نحو التيه و الضياع و عدم تأثرهن بمغريات الغرب و مؤامراتهم , و يوصيهن كم من الرجال , بأن يكونوا يقظين واعين , لا يسمحوا بأن تذهب دماء الشهداء هدراً و أن يتخلصوا من الأهواء الشخصية ، و إبعاد الإهتمامات الذاتية عن نفوسهم".
برامج
1639قراءة
2015-11-09 19:08:14
jeff klayli |