12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المقالات التربوية >> اكتشف أفراد وحدتك!!


اكتشف أفراد وحدتك!!


ينفرد كل طفل بشخصيته المتميّزة، فمثلما يتمتع كل فرد منا ببصمته الخاصّة، كذلك الأمر بما يتعلّق بشخصية كل منّا والتي تميّزنا عن غيرنا من البشر.
لذا، عليك أيها القائد العزيز أن تتعرّف إلى أنواع أفراد وحدتك، لتعرف الطريقة المثلى للتعامل مع كل واحدٍ منهم بما يتناسب وشخصيّته.

ينقسم الأولاد إلى أربعة أنواع حسب طبائعهم وخصالهم:


1.الطفل الحسّاس:
وهو وكما يدلّ عليه وصفه، عاطفي ومشاعره متأججة وأحاسيسه مبالغ فيها. حاجته الأساسية هي الاستماع إليه وتفهّمه، ولكن للأسف، طبيعته الحساسة تجعله عرضةً للاستغلال من قبل بقية أفراد وحدته.

عادة يكون هذا الطفل لطيفًا، ويحبّ أن يساعد الآخرين، بل إنه على استعداد إلى أن يضحي من أجلهم، ولكنّه لا يصادق بسرعة، ويتجنّب إقامة علاقات جديدة، ويتحاشى النشاطات الاجتماعية، هو في هذا المجال يحتاج إلى بعض المساعدة الجديّة قائد وأفراد الوحدة بل ومن الأهل والأصدقاء أيضًا، لفتح الفرص أمامه لمقابلة أناس جدد، ولتشجيعه على الانخراط في المجتمع، والمشاركة بكافة الأنشطة.

الطفل الحساس يحتاج إلى تعاطف واضح وصريح، أكثر من غيره وبشكل منظم ودائم، وإلا لجأ إلى تكبير وتضخيم مشاكله حتى يحصل على التعاطف الكافي له. كما أنه، ولحساسيته المرهفة، يحتاج إلى وقت أطول من غيره لتفهّم وتقبّل ما يحدث حوله، مما يخلق عنده مقاومة أعلى من غيره، وهذا ما يجعله يتصف بالعناد.

يحتاج الطفل الحساس إلينا لنستمع شكواه، فأعطه الفرصة ليتكلّم، وأعطه الوقت الكافي لكي تتحسّن نفسيته ويتخلّص من أية مشاعر سلبيّة قد تكون في داخله.

استماع القائد لهذا الطفل، وإبداء التفهم له، وتقديم الدعم اللازم، يساعده على أن يتأقلم في الحياة العملية ويتحمّل حلوها ومرّها، كما يساعده على كشف مواهبه الداخلية، فهو إنسان حساس وعميق، يفكّر بالآخرين وله قدرات داخلية مكبوتة في أعماقه، ومن هذه الفئة يأتي المبدعون.

2.الطفل النشيط:
هذا الطفل وكما يدلّ وصفه يحب الحركة والنشاط، ويهتمّ بالعمل وإحراز النتائج دون الالتفات كثيرًا إلى العاطفة والمشاعر والأحاسيس، وهو يحبّ أن يكون تحت الأضواء ومحطّ الأنظار، ويسعى للنجاح في الحصول على تأييد من حوله وإثبات وجوده. كما أنّه يتوق إلى الوصول إلى السلطة والحكم فأكثر ما يهمّه هو أن تكون له القدرة على التأثير بالآخرين. هذا الطفل القيادي لا يخاف من التجربة، ولا ترهبه العقبات والمصاعب، وهو يتمتّع بطاقة ديناميكية ذاتيّة تدفعه للحركة والإقدام واستباق الأحداث، وطاقته هذه تدفعه في أي اتجاه متوفر لديه. وأنه يميل إلى التصرف حسب هواه، يكون من أكثر الأطفال عُرضةً للوقوع في الخطأ، أو لانتهاج سلوك غير مقبول. لذلك يستحسن أن يخطط له القائد، كيفية صرف هذه الطاقة، وأن يضع له قواعد وحدودًا واضحة وجليّة، تبيّن له أي اتجاه يأخذ، لحمايته من الوقوع في مشاكل عسيرة.

هذا الطفل ذو الطاقة الزائدة، سريع في إنجاز أعماله، ويتضايق ممن هم أقلّ سرعة منه، لذلك من الضروري إعطاؤه مهمات كفيلة بأن تشغله وتملأ وقته، وتستهلك طاقته. وهو يحترم الشخصيات القوية، مما يتطلب من القائد توخي الحذر من إبداء أي معالم ضعيفة، أو تهاون في قراراته، حتّى يعرف أن قائده هو صاحب السلطة والكلمة الأخيرة دائمًا.

عند تحميل هذا الطفل مسؤولية ما، فإنه سيعمل بما تمليه عليه تلك المسؤولية، لذلك فإنّه من المفيد أن يحاول القائد خلق مهمات له، لتستنفذ طاقاته بشكل إيجابي قبل أن يسيء استعمالها. ولا تنسَ أن تمدحه، فالمديح لهذا الطفل يعمل عمل السحر فلا تبخل به عنه، ولا تتردد في الثناء عليه فهذا يخفّف عناده ومعارضته لك.
فالتجربة أسلوبه المفضّل في التعلّم واكتساب الخبرة، لهذا فإنّه بأمسّ الحاجة، من جهة، إلى قائد كبير القلب، يسامحه ويصبر على أخطائه، ومن جهة أخرى، إلى المديح والإطراء عندما ينجح ويفلح في عمل أو ربما لمجرّد قوله رأيًَا صائبًا. أمّا إذا كان يُهدد بالعقاب، فإن ذلك لن يحد من نشاطاته، بل سيدفعه لممارستها بطريقة سرّيّة ودون إعلام القائد، تجنّبًا لأي عقاب، أو قد يكذب ويرفض الإعتراف بها، وقد يصل الأمر به إلى أن يتجرّأ ويدافع عن أخطائه بوقاحة وكأنّها ليست بأخطاء! وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث! فهنا وفي هذه الحالة، لن يتعلّم من أخطاء لا يعترف بها أي درس نافع للمستقبل، وبالتالي لن تساهم في نضج شخصيّته ونموّها وتطويرها، عندئذٍ تصبح كل التجارب التي خاضها عديمة الجدوى.

هذه الطاقة الكامنة في هذا الطفل النشيط، تجعل الجلوس في مكان واحد والاستماع والتركيز على موضوع معيّن صعبًا عليه إذا لم يكن مستحيلًا، لذلك فالطريقة المثالية المناسبة لتعليم هذا الطفل المشحون بالحركة هي الطريقة العمليّة، لذا على القائد تجنّب المحاضرات والنصائح المطوّلة له فهي لن تجدي نفعًا معه، بل تؤدي إلى مفعول عكسي!

عندما نتشارك مع هذا الطفل في عمل ما، فإن ذلك يجعله يشعر وكأنّنا فريق واحد، له هدف مشترك، فتنعدم حاجته إلى المعارضة ورغبته في الانفصال، ما دام راغبًا في أن يكون جزءًا من هذا الفريق.

هذا الطفل النشيط مؤهل ليكون قائدًا عظيمًا، لأنه لديه الطاقة اللازمة لتحقيق الأشياء عمليًا وتنفيذها على أرض الواقع، ومع مرور الوقت، وازدياد خبرته، تزداد ثقته بنفسه ويزداد نجاحًا، ويصبح أكثر استعدادًا لتفهّم مشاعر الآخرين.

3. الطفل المتفرّج:
هذا الطفل لا يحبّ التغيير ويفضّل ممارسة ما هو متعاد عليه، ومن أهمّ ما يحتاج إليه هذا الطفل هو معرفة ماذا سيحصل له، وما هي الأمور والمواقف التي ستواجهه، وماذا عليه أن يتوقّع.
وجود الطفل المتفرّج في حالة جديدة لم يألفها تثير قلقه وتجعله يتصرّف بسلبيّة، بينما إذا هيّأه القائد نفسيًّا لأي تغيير يتوقّعه أو يخطّطه له، وشُرحت له الأمور وأصبح على علم بما سيواجهه، فإنه يصبح أكثر مرونًةً لتقبّل الوضع الجديد.

يحبّ هذا الطفل أن تكون حياته منظمة، وأن يكون لديه برنامج واضح، لذا فهو محتاج إلى نظام روتيني يعتاد عليه، وبرنامج يحدد له وقت النشاط الكشفي بكافة تفاصيلة، وقت الافتتاح والاختتام، وقت التسلية واللعب وهكذا، حتى تكون الأمور واضحة وجليّة لديه. فهو يشعر بالاطمئنان والراحة عندما يعرف أنه يسير حسب خطة معيّنة.

يتميّز هذا الطفل بطبيعة طيّبة وجيّدة، ولكنّه يفتقر إلى ملكة الإبداع أو التّجديد، ويحتاج إلى من يشجّعه على القيام بعمل ما أو نشاط ما، وإلا بقي على حالته جالسًا في المكان نفسه يراقب نشاط فرقة أخرى مثلًا، وهو يستهلك وقتًا أطول من غيره لإنجاز أعماله، ولا يمكنه أخذ قرارات سريعة، لذا يُفضّل تجنّب سؤاله عما يريد أو ماذا يرغب.

وهو على عكس الطفل النشيط لا يجذبه سحر القيادة والسلطة، ولا يرى سببًا للمنافسة عليها، بل ويتجنّب المشاركة فيها.
فمشاركة هذا الطفل في أي نشاط تكون عن طريق المراقبة والتفرّج فقط، ولمدّة قد تطول أو تقصر حسب طبيعته الفردية. وهو لا يشعر بالحرمان أو بالنقص لكونه متفرّجًا فقط، بل إنّه فعلًا يستمتع بالمراقبة وكأنه يمارس هذه النشاطات من خلال الآخرين.


4.الطفل المتجاوب:
يتّصف هذا الطفل بأنّه إجتماعي جدًا، ويحبّ المشاركة بكافة النشاطات وخاصة الخارجية منها، يرى نفسه من خلال نظرة الآخرين إليه، يبحث عن الجديد، وتتوق نفسه إلى تجربة أي شيء يثير اهتمامه، ولديه في أعماقه دافع قويّ، يوجّهه لرؤية وسماع وتذوّق وتجربة أي شيء. أمّا اهتماماته، فهي عديدة ومتنوّعة، وهو يحتاج دائمًا إلى ما يثير انتباهه، وإلى ما ينشطه عقليًّا وجسديًا.

الطفل المتجاوب هو طفل سعيد خفيف الظلّ، يتغذّى بصور الحياة وما فيها من تغيّرات متنوّعة، والحياة بالنسبة إليه مغامرة شيّقة، وهو اجتماعي ومحدّث ماهر، يصادق بسهولة لذا يكون لديه العديد من العلاقات السطحيّة، والتي لن تؤثّر عليه سلبيًّا إذا ما أخفقت، وهو يحمل مشاعر الحب والود للجميع بدون استثناء ولا يحقد على أحد.

الطفل المتجاوب مثله مثل الطفل الحسّاس، يميل إلى رسم وتصميم صور خاصة به في مخيّلته للقصص التي يسمعها أو يقرؤها، فتتنشّط طاقته في الإبداع.

 

برامج
1346قراءة
2015-11-09 19:19:52

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا