الشباب محاولة فهم
قبيل السنة الخامسة عشر من العمر، يقبل الإنسان على مرحلة مهمة وخطيرة في حياته، هي مرحلة الشباب، والتي تستمر مع الإنسان إلى عشرين أو خمس وعشرين سنة تقريباً.
هذه المرحلة هي (مرحلة الشباب) مرحلة مهمة وخطيرة.
لماذا مهمة وخطيرة؟؟
مهمة لأنها تتحكم في مصير الأمة ومستقبلها، فهؤلاء الشباب الناشئون اليوم، هم بالتأكيد مجتمع الغد.
هذا الجيل الموجود حالياً، سيترك مكانه لهم بكل مناصبه وطبقاته..
سيترك مكانه للجيل القادم، للجيل الجديد، وهم صغار اليوم وشباب الوقت الحاضر..
فالعالم الديني اليوم ليس هو عالم الغد، حتماً سيترك مكانه، وسيأتي شخص آخر من بين هؤلاء الأبناء الشباب ليحل محله..
ومختار المنطقة الآن لن يكون هو مختارها في المستقبل، بل لابد وأنه سيأتي دوره،ويموت، ويترك مكانه لشخص آخر.
وكذلك رئيس البلدية والحاكم والأمير والوزير والتاجر..
هذه هي طبيعة الحياة وهذا هو طريقها، يذهب أناس ويأتي بعدهم قوم آخرون..
هؤلاء الآخرون الذين سيستلمون أزمة المجتمع في المستقبل من هم ؟؟
إنهم شباب اليوم، هؤلاء الشباب الصغار الآن سيكونون غداً المجتمع..
لقد جمع الإمام الحسن بن علي عليه السلام أولاده وأبناء أخيه ذات يوم وقال لهم: "يابني وبني أخي إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه أو يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته"1
فإذا كان شبابنا اليوم صالحين ومستقيمين أمكننا أن نتفاءل بمستقبل جيد لأمتنا ومجتمعنا. وإذا لم يكونوا صالحين ولم يسيروا على الطريق المستقيم فهذا يعني أن المستقبل قد يكون سيئاً قاتماً.
وكما يقول الشاعر:
يا شباب الإسلام يا أمل الشعب وغصناً يلفه الاخضرار
إن يك اليوم عذركم صغر سن فغداً أنتم الرجال الكبار
سوف يمضي الجيل القديم رويداً كله أشقياؤه والخيار
وتكونون أنتم قادة العصر فهل فيكم يصح المسار2
فمرحلة الشباب مرحلة مهمة لأنها تحدد مستقبل الأمة، مستقبل المجتمع.. ومن هنا جاء الاهتمام والتركيز على أهمية هذه الفترة، في النصوص الدينية كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن العبد لا تزول قدماه يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه"3
وهي مرحلة خطيرة، لأن الشباب يعيش فيها وضعاً خاصاً من الناحية الجسمية والفكرية والاجتماعية..
هذا الوضع الخاص الذي يعيشه الشاب في مرحلة الشباب، إما أن يكون ضمن جو صالح وتوجيه سليم، فيتجاوز الشاب هذه المرحلة وهو عنصر جيد فعّال، تستفيد الأمة من وجوده ونشاطه، وإلا أصبح عنصر فساد وإفساد يدمر نفسه، ويدمر مجتمعه..
*مسؤلية الشباب،الشيخ حسن الصفار،دار البيان العربي،لبنان بيروت،الطبعة الثالثة1412هجرية1992م،ص1.
--------------------------------------------------------------------------------
1- الميلاني، قادتنا كيف نعرفهم، ج5، ص297.
2- من قصيدة للمؤلف في إحدى المناسبات.
3- مرتضى فريد، روايات من مدرسة أهل البيت، ج1، ص355
منقول للإستفادة
أمانة برامج الإختصاصات
200قراءة
2016-01-01 23:07:54
jeff klayli |