التربية التي نريدها.
أساس العالم يقوم على تربية الإنسان، لأن الإنسان مهيء لخلافة الله على الأرض، وجاء الأنبياء من أجل تحويل هذه العصارة من الاستعدادات والقابليات إلى الفعلية حتى يصبح موجودا إلهيًا، حيث هذا الموجود الإلهي فيه كل صفات الله تعالى، ومحل تجلي النور المقدّس لله تعالى.
من هنا فإنّ التربية تتوخّى بناء شخصية الإنسان بشكل متكامل عقلياً وروحياً وجسديا، بحيث يكون الفرد هو الهدف وقابلياته هي المحور على أساس أنه سيكون مقدمة لبناء المجتمع الصالح في المستقبل.
لذا فالتربية هي عبارة عن التنمية، أي إظهار القابليات الكامنة في باطن الإنسان، والموجودة بالقوة فيه إلى مرحلة الفعلية، وتهذيبها وتغذيتها وصقلها بشكل متوازن (عقليا وحركيا ونفسياً)، وتشكيل سلوكها الفردي وفق التعاليم الإسلامية حتى تصل إلى كمالها وقوتها.
يتحدث الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) حول الأشخاص الذين يفترض أن يكونوا مخرجات العملية التربوية فيقول: "يجب أن تربّوا أشخاصاً شرفاء وعلماء وباستعدادات فوّارة ومبتكرين ويتحلّون بالأخلاق الإنسانية الحسنة ويتمتّعون بالشّجاعة والقدرة على المخاطرة والدّخول في الميادين الجديدة وبدون أية عقدة من عقد النقص أو التّعالي، أشخاصاً متحرّقين متعلّقين بالله تعالى، ويعتمدون على القدرة الإلهية ولديهم توكّلٌ كامل وصبر وتحمّل وحلم وأمل وتفاؤل. وقد قدّم الإسلام كل هذه الخصائص كمجموعة واحدة لكل المعتقدين والمؤمنين به فلنفتح هذه المجموعة ولنستفد من هذه المواد قطعة قطعة، ولنتذوّقها ولندّخرها في أعماق وجودنا، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه ناتج التّعليم والتربية...فالمتشائمون واليائسون والمحبطون لا يمكنهم أن يتقدّموا بالمجتمعات ويمنحوا الشعوب سعادتها وبالطبع لن يقدروا على أن يكونوا أنموذجاً وأسوة. فالتحوّل في التربية والتعليم ناظر إلى هذه المسألة".
أمانة برامج الإختصاصات
1226قراءة
2016-01-02 11:16:21