زين العابدين القائد الأول بعد كربلاء
لماذا عاش الإمام السجاد حياته كلها على أنها كربلاء؟!
لماذا كانت حاضرة معه في كل لحظاته وسكناته ؟!
لماذا امتزجت دموعه مع شرابه وطعامه حتى الشهادة ؟!
هل لأن الحسين كان له الأب الحنون أو الإنسان العزيز ؟!
أم أنه كان ينظر للحسين على أنه القضية، قضية الإسلام كله وقضية الرسالة الإلهية المحمدية كلها، فلم تنته عنده كربلاء بإنتهاء المعركة بل بدأت منذ تلك اللحظات التي سقط فيها الحسين شهيداً مضرجاً بدمه على رمال الصحراء اللاهبة.
فشهادة الحسين وأصحابه وأهل بيته لم تكن وحدها القضية والدمعة، بل القضية أن هذا الدم أوجب مسؤولية كبيرة على الجميع .
فهم زين العابدين كان كبيراً بحجم غربة الحسين ونداءاته، كيف يحفظ دم شهيد كربلاء وكيف يوصل صوته إلى أسقاع الأمة الإسلامية كلها وكيف نحمي الإسلام من الضياع، ولهذا أبقى الله زين العابدين حياً من بين رجالات كربلاء ولهذا لم يسمح له الحسين بالإستشهاد بين يديه لأن رسالة الحسين يجب أن تستكمل ,فكربلاء لم تكن بحاجة لدم بعد دم الحسين بل كانت بحاجة للقائد الذي يوقظ الضمائر من خلال دم الحسين.
هذه هي مسؤولية زين العابدين القائد المنادي بالحق الرافض للظلم والظالمين المبين صوابية خط ونهج آل بيت الرسول (ع) والذي من دونه لم تكن كربلاء لتبقى وتحقق أهدافها، وهذه مسؤولية كل مسلم شريف مؤمن بقضية الحسين (ع).
فالسجاد القائد الحسيني الأول باشر مهمته منذ اللحظة الأولى لإنتهاء المعركة وتجمل من أجل رسالته هذه مسيرة السبي والأغلال ولم يهن، فكان له بكل محطة خطاب وكلمة توقظ الغافلين وما لبثت هذه الكلمات أن صارت على كل شفة ولسان وتنتقل من بيت إلى بيت ومن بلد إلى بلد حتى قامت الثورات ضد الحكم الأموي من كل مكان.
فلنكن الآن قادة وقائدات، حسينين وحسينيات، صوت زين العابدين المكمل للرسالة وصوت الحق الذي يذكر بعاشوراء ويحمل لواءها ويغرس شجرة الإسلام في نفوس الفتية والفتيات حتى يزهر ويورق إيماناً وتقى، فعاشوراء لم تنتهي ولن تنتهي فهي باقية ما بقي الدهر بدموعنا والإيمان، بعزمنا والفعل .
فسلام عليك مولاي يا حسين وعلى ولديك العليين الشهيدين ورحمة الله وبركاته .
برامج
1468قراءة
2015-11-10 08:52:56
doha tarhini |