مهر العروس- الصداق
المَهر بفتح الميم: صداق المرأة، وهو ذلك الجانب المالي في الزواج. قال تعالى : ( وءاتوا النساء صدُقاتهن نحلّة ) (النساء/الآية 4) في هذه الآية الكريمة ثلاث نقاط :
1- سمّي المهر صداقاً وهذه الكلمة مشتقة من مادة صدق. ويسمى المهر صداقاً، لدلالته على صدق علاقة الرجل بالمرأة. وقد ورد في بعض التفاسير مثل "الكشاف" والراغب الأصفهاني في "مفردات غريب القرآن" أنّ الصدقة بفتح الدال كذلك لأنها دليل على الصدق والايمان.
2- مع إلحاق ضمير (هنّ) بالصدُقات، أراد تعالى أن يشير إلى تعلق المهر بنفس المرأة فقط، حيث كان الأبوان يأخذان مهور بناتهم في السابق ويتصرفان فيها ثمن الإرضاع والأتعاب والجهود التي بذلت للبنت، وكان هذا أمراً مشروعاً.
3- وباستعمال كلمة نِحلة أراد تعالى أن يصرّح بوضوح أن المهر ليس له عنوان غير الهدية والمنحة، وليس ما يدّعيه البعض بأنه ضمان لمستقبل المرأة وإلى غير ذلك.
من هنا يمكن القول أن المهر لا يشكّل ضمانة فعليّة للمرأة ومستقبلها، بل هو عربون محبة وإخلاص وصدق وايمان تكلِّل هذه العلاقة بين الرجل والمرأة وهو من حق كل فتاة. ولابدّ من إلفات عناية أولياء الأمور على مسألة رفع مهر الفتاة ومصاريف العرس من خلال هذه الرواية التي سردها الدكتور حداد عادل :
" ...وفيما يتعلق بعقد الزواج والمهر المؤجل، قال السيد القائد: إن مقدار المهر المؤجل طبق اختيار ابنتك، وأي مهر تحدده نحن نوافق عليه، ولكن أنا لا أجري صيغة العقد إذا كان المهر المؤجل أكثر من (14) سكّة ذهبية كعموم الناس، ولحد الآن لم أجر صيغة عقد مهرها المؤجل أكثر من (14) سكة ذهبية، وفي حالة تحديدها مهراً أكثر من (14) سكة ذهبية فأنا موافق أن يجري صيغة العقد شخص آخر، ولا اشكال في ذلك.
فقلت: سيدنا هذا لا يمكن، ولكني أتكلم مع أمها واحتمل احتمالاً كبيراً أنها ستوافق ولا يوجد لديها أي اعتراض، ثم قال: تستطيعون أن تجروا مراسم عقد الزواج في قاعة خاصة ولكنني لا أشترك في المراسم، فقلت: سيّدنا ما ترونه هو الصلاح.
فقال يمكنكم أن تطلعوا على سعة الغرفتين في داخل البيت وهذه التي في خارجه وتقارنون ذلك مع عدد الضيوف رجالاً ونساءً، لندعُ نصف عائلتنا ونصف عائلتكم، وقدّرنا أن المكان لا يتسع لأكثر من (150 ــ 200) شخص، إذ لم نستطع دعوة نصف عائلتنا.
وفي النهاية دعونا عدداً قليلاً من عائلتنا فيما دعا السيد من غير عائلته، السيد رئيس الجمهورية، والسيد هاشمي شاهرودي والشيخ كروبي والشيخ هامشي رفسنجاني، والشيخ ناطق نوري والدكتور حبيبي، وهيّأ لنا طعاماً بسيطاً.
وبخصوص شراء بعض اللوازم قال السيد مجبتى: أنا لا أريد حلقة زواج ولا ساعة ولا أي شيء آخر، فقلت: على الأقل حلة زواج، فقال السيد: ما الرأي؟ قال سيد مجتبى: أنا لا أريد شيئاً.
قال السيد القائد: لديَّ خاتم عقيق أهديَ إليّ، فإذا رضيت كريمتك فأنا أقدمه هدية لها وهي بدورها تقدمه هدية للسيد مجتبى، فأحضر السيد خاتم العقيق فأعطيته للسيد مجتبى وكان حجمه أكبر من أصبعه، فأعطيناه إلى أحد الصاغة مع (600) تومان كي يصغّر حجمه. خلاصة الأمر إن حلقة زواج صهرنا كلّفت (600) تومان.
ثم قلت للسيد القائد: لقد احتطت كثيراً في هذه الأمور، فاترك ألبسة العروس لاختيارنا. ثم قال: إن لدينا أقمشة بالإمكان أن تخيطوها لها، ثم قال السيد القائد: أنا أعطيهما سجّادة وأنت كذلك، وهكذا تمت المراسيم.
يقول السيد حداد عادل: دعونا (10) أفراد من عائلتنا و(10) من عائلة السيد، وأقيمت حفلة في بيتنا إلى الساعة الواحدة، وبعد مجيئنا وجدنا السيد القائد مستيقظاً، فأثار عجبنا، ثم قال: احتراماً لعروسنا بقيت مستيقظاً حتى استقبلها ولكي لا تقول لا أهمية لي ولا احترام. وفي الوقت ذاته لم يتناول السيد القائد طعام العشاء، فقال لي: يا جناب الدكتور هذه الليلة ليس لدينا عشاء، فناديت أحد الحراس وقلت له: هل لديك طعام؟ فقال: ليس لدينا إلاّ قليل من الخبز، فقال السيد القائد: لا اشكال، هاته لنأكل شيئاً.
بعد ذلك دخل العروس وزوجها وقد جلس السيد للحديث معهما حول التفاهم في حياتهما وأهميتها وشرائطها ثم ودّعهما إلى باب منزلهما مع الترحيب."
تنمية مجتمع
1476قراءة
2016-01-05 18:45:16