اللعب عند الأفراد (1)
مفهوم اللعب:
اللَّعب استعداد فطري عند الطفل؛ يتمّ من خلاله التخلّص من الطاقة الزائدة وهو مقدمة للعمل الجدّي الهادف، وفيه يشعر الطفل بقدرته على التعامل مع الآخرين، ومن خلاله يتحقّق النمو النفسي والعقلي والاجتماعي والانفعالي، ويتعلم الطفل المعايير الاجتماعية وضبط الانفعالات والنظام والتعاون والثقة بالنفس. كذلك يضفي اللعب على نفسيته المتعة والبهجة والسرور، وينمّي مواهبه وقدرته على الخلق والإبداع.
دور اللعب في تنمية مجالات شخصية الفرد:
يساهم اللعب على نحو فعّال في عملية نمو الفرد, فيما يلي نذكر علاقة اللعب بالنمو في كافة المجالات.
1) اللعب والنمو الجسمي - الحركي:
يساعد اللعب الفرد على إنماء قدراته الجسمية الحركية من خلال النشاط الحركي المتصل بعضلات الجسم.
آثاره المباشرة:
* تنشيط الدورة الدموية.
* تخليص الجسم من السموم.
* نمو العضلات وتمرينها.
* تحقيق التوازن الحركي.
* مرونة وحيوية عامة للجسم.
2) اللَّعب والنمو المعرفي - العقلي:
يعتبر اللعب مدخلًا أساسيًا في النمو المعرفي-العقلي لدى الفرد, حيث يكتشف من خلاله الكثير عن نفسه وعن العالم الذي يعيش فيه. فيبدأ من خلال ممارسته للَّعب بالتَّعرُّف إلى الأشياء وتصنيفها, ويتعرَّف إلى الأشكال والألوان والأحجام المختلفة، ويتعلَّم مفاهيم جديدة تُغني قاموسه اللُّغوي, والأهمّ من ذلك أنّه يكسبه مهارة التَّواصل اللُّغوي مع الآخرين.
كذلك من خلال ممارسة الطفل للَّعب فإنّه يقوم بعمليَّات عقليَّة معرفيَّة واسعة, من خلال اكتسابه لأساليب التَّفكير كالاستكشاف والملاحظة والتَّحليل.
3) اللَّعب والنمو الانفعالي:
اللعب يؤثر في الجانب الانفعالي من شخصية الفرد, حيث أنّه يهيئ له الفرصة للتفريغ عن الانفعالات المكبوتة, ويحرّره من التوتر, مثلاً: الألعاب التمثيلية والإيهاميَّة (الرمزية) تساعده على التكيُّف والسيطرة على الذات, حيث أنّ المشاجرات خلال اللَّعب الّتي يقوم بها الطفل تساعده على التحرّر من الصِّراعات التي بداخله, وعلى إعادة التَّوازن النَّفسي.
4) اللَّعب والنمو الاجتماعي:
تبرز أهمية اللعب في النمو الاجتماعي من خلال اللعب الجماعي التعاوني، فإنّه يساعد الطفل على إنماء سلوكه عبر اكتسابه لقيم اجتماعية كاحترام الآخرين وطاعتهم, إلغاء الفردية والأنانية والالتزام بروح الجماعة، التعاون, الانتماء للفريق. كما يكسبه مهارات اجتماعية كحلّ المشكلات بروح جماعية, التواصل, الالتزام بالنظام، واحترام القوانين.
5) اللعب والنمو الأخلاقي:
إن التزام الفرد بقوانين اللعبة يساعده على ضبط النفس والاتزان، وتنمية حسّ المسؤولية, ومعرفة حقوقه وواجباته, والالتزام بالقوانين على مستوى الأسرة والمجتمع. كما أن ذلك من شأنه أن يكسبه صفات نبيلة مثل التسامح، حب الخير، الإيثار، التضحية، الصدق، محبة الآخرين. بالإضافة إلى الصفات القيادية التي يكتسبها من خلال التدريب على القيادة الواعية أو التبعية الواعية.
برامج
1385قراءة
2015-11-14 15:10:24