القائد الفيلسوف
أتاحت لي الفرصة والخبرة أن أقف وأنظر إلى ذلك القائد، الواقف أمام أشباله كقائد يستعرض جنوده أو يخطب فيهم ليبعث فيهم الحماسة والرغبة والقتال والاستبسال ولكن وياللأسف لم يهتف الجنود، لم يصرخوا، لم يعبّروا عن الحماسة التي يفترض بالجند أن يقوم بها في هكذا محفل.
تلك الفرصة بصرتني بما كنت أجهل والجهل هنا جهل مركب لأنني كنت أيضًا أجهل أنني أجهل.
أعرض عليكم بعضًا مما شاهدته وعاينته:
كان القائد يتحدّث عن الهيولي والعالم الأول والآخر وعالم الذر والوجود والماهية والعدم.
وعندما يبسط المقال للشرح كان يتحدّث عن واجب الوجود وممكن الوجود وعن استحالة العدم.
وظني أكثر ظني أنه هو نفسه لا يفرق معاني ودلالات ما يقول إنما هو كلمات حفظها أو قرأها وأعاد ترديدها كببغاء يتحدّث نفس الكلام أمام الجميع.
إنّ الأشبال لا يحتاجون إلى قائد فيلسوف إنما يحتاجون إلى قائد يتقن فن اللعب والإنشاد والفرح، قائد يخاطب عيونهم وآذانهم وحواسهم ومنها يدخل إلى عقولهم وقلوبهم.
إذا شاهدت أو كنت أو سمعت ...
فاستر وانصح وقل إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "خاطبوا الناس على قدر عقولهم."
برامج
1093قراءة
2016-01-09 15:43:48