المناخ التنظيمي والإبداع
يتطلّب نجاح أيّ مؤسّسة، ولتحقيق أهدافها توافر عددٍ من المتغيّرات التنظيميّة بشكلٍ منّظم، ومن أهم هذه المتغيّرات هو المناخ التنظيمي، الذي يمكن تعريفه بأنّه البيئة المحيطة بالفرد والتي تشكّل لديه إمّا الرضا الوظيفي أو عدمه، وتكمن أهميّته في أنّه يعكس شخصيّة المؤسّسة، كما يتصورها العاملون فيها.
وتزداد أهميّة وجود مناخٍ تنظيميٍّ صحّيٍّ في ظلّ التغيّرات البيئيّة السريعة التي تعيشها المنظّمات والمنافسة الشديدة والدخول إلى العولمة والتغيّر التكنولوجي السريع، مما يفرض على المنظّمة الإبداع والتطوير المستمرَّين، إذ إنّ الإبداع هو العمليّة التي يكمن وراءها أيّ تقدّم. ولمّا كان المناخ التنظيمي يمثّل وصف خصائص بيئة العمل، لذا فلا بدّ من أن يتأثّر سلوك الأفراد الإبداعي بالمناخ التنظيمي السائد، فإمّا أن يكون مشجّعًا للإبداع أو معوّقًا له، فالمناخ التنظيمي الصحي يعطي الفرصة لنموّ الطاقات الإبداعيّة ويشجّع التجديد ويمنح الأفراد مجالاً أوسع في العمل والاتصالات واتخاذ القرارات، ويقدّم الحوافز الماديّة والمعنويّة، فالمنظّمات المبدعة هي التي توفّر مناخًا تنظيميٍّا ملائمًا يتأصّل فيه الإبداع كهدف مؤسّسي متجدّد، وتجعل من الإبداع مهمّة أساسيّة وحيويّة يشترك بها كافّة الموظّفين، فهو الأساس لنموّها ووجودها وازدهارها.