أشكال التفكير المنضبط2
المحافظة على الإيمان:
عن رسول الله (ص) أنّه قال:" الإيمان والعمل أخوان شريكان في قرن, لا يقبل لالله أحدهما إلا بصاحبه".
إنّ الحفاظ على إيمانك سيمكنك من التغلّب على الحقائق المؤلمة, وسيمنعك من الإصابة بالإنهيار وستتحول هذه الحقائق إلى حوادث حاسمة في حياتك, وتجنّب الخلط بين إيمانك وبين مبدأ مواجهة أكثر الحقائق إيلامًا مهما كان هذا الواقع. لأنّك عندما تتشبث بإيمانك وتواجه الحقائق ستكون قدرتك على العودة أقوى. وهنا لا بدّ من أن تؤمن بإمكانية التحول من جيد إلى أفضل وتعمل على إنجاز ذلك, وفي نفس الوقت عليك أن تعمل على مواجهة الحقائق المؤلمة الآن في مؤسستك, واسأل نفسك كلّ صباح:"ماذا أستطيع أن أفعل لأجعل مؤسستي متميزة ".
فهم مفهوم القنفذ والثعلب:
إنّ مفهوم القنفذ هو أن لا تكون غايتك الأفضل, ليس استراتجية تعتمدها لتصبح الأفضل, ولا نيّة بأنّ تصبح الأفضل, ولا حظّ تتمنّاه لتصبح الأفضل, ولا خطّة تتّبعها لتصبح الأفضل. إنّه فهم لما يمكنك أن تكون به الأفضل.
لنبدأ أولاً بالإشارة إلى ما هو القنفذ وما هو الثعلب, القنفذ هو دلالة على الفرد الذي يبسّط العالم المعقّد إلى فكرة أو مفهوم أساسي يوحّد كل شيء ويوجّهه, ويختزل جميع التحديات والمآزق إلى أفكار بسيطة, ويعتبر أنّ لا قيمة لأيّ شيء لا يمتّ بصلة ما إلى فكرة القنفذ.
أما الثعلب فهو الفرد الذي لا يدمج تفكيره في مفهوم موحّد, ويسعى لتحقيق غايات متعددة في الوقت نفسه, ويرى العالم بكامل تعقيداته.
يستطيع القائد أن يحدّد هدفه وفق مفهوم القنفذ من خلال الإجابة على هذه الأسئلة:
ما هو الشيء الذي يمكنك به أن تكون أفضل وتتفوّق على الآخرين؟ ويضاهيه في الأهمية, ما الذي به لا يمكنك أن تكون أفضل ؟
ما هو السبب الأساسي لهدر الموارد والجهد والوقت لديك؟
وما هو الذي تتحمّس له تحمّسًا عميقًا؟ أي عليك أن تقصر الأعمال التي لا يمكنك أن تشغف بها. المطلوب هنا أن لا تثير الحماسة بصورة مفتعلة بل أن تكتشف ما الذي يثير حماسك.
فلنتفكر مليًّا في هذه الاسئلة, ولنفترض أنّه يمكنك أن تنشئ حياة عملية تتوافر فيها, الموهبة والاختصاص, التحفيز, الحماسة للعمل...فإذا أمكنك أن تسير نحو تقاطع هذه الأسئلة, وتترجم مبدأ بسيط ومتبلور, فقد وجدت لنفسك مبدأ القنفذ. لكي يكون هذا المبدأ مكتملا لا بدّ من توافر جميع هذه الأسئلة, فواحد منهم يمنعك من أن تصبح أفضلا. لذا عليك التركيز الخالص على ما يمكنك بالقوة الكامنة أن تفعل أفضل مما يفعله الآخرون.
لا تظنّ أنّك سوف تقفز بسرعة نحو مفهومك القنفذي, أي ستنعزل لمدة يومين مثلاً لصياغة المفهوم كأن تقول لنفسك:" لقد حان الوقت لأصبح أفضلا, سأذهب في العطلة إلى مكان ما وأصيغ مفهومي الخاص". إنّ التبصر لا يتحقق بهذه الطريقة بل ربما يستغرق وقتًا ولتدرك إنّ امتلاكك لمفهومك ليس حادثًا بل بصورة تكرارية, وإنّ جوهر هذه العملية يكون بجعل الأفراد الاكفاء ينخرطون في جدال وحوار نشط, وقد تشربوا الحقائق المؤلمة من خلال الأسئلة التي صاغوها.
أمانة برامج الإختصاصات
1341قراءة
2016-01-04 12:18:17