عوائق الاتّصال
الاتّصال هو عمليّة التبادل أو التناقل لمعلوماتٍ أو أفكارٍ أو مشاعرٍ بين طرفين هما المرسل والمستلم، وذلك عن طريق الاستماع من جهة، والتحدّث أو الكتابة من جهةٍ أخرى.
إن نجاحك في تعاملك مع الآخرين يعتمد إلى حدٍّ كبيرٍ على فعاليّة ووضوح الاتّصال الذي تجريه معهم. إنّ أي خطأ في إرسال أو استلام المعلومات أو الأفكار، قد يكون السبب الأساسيّ في حصول مشكلةٍ ما في تعاملك مع الشخص الآخر. وإذا صادف أن كان الشخص الآخر شخصًا مشكلةً، فإنّ حصول المشكلة سيكون حينئذٍ أمرًا شبه محتّم.
من هنا، ضرورة أن تعتمد على تنمية وإتقان مهارات الاتّصال الرئيسيّة، وذلك للتأكّد من دقّة المعلومات أو الأفكار أو المشاعر المرسلة والمستلمة، الأمر الذي يجنّبك التورّط في مشاكل قد تترك آثارًا سلبيّةً عليك وعلى من تتعامل معه.
• عوائق الاتّصال:
هناك بعض العوائق التي تحدّ عادةً من فعاليّة الاتصال، فتقف حاجزًا يمنع الطرف من استلام الرسالة التي تريد فعلًا إيصالها إليه. وهذه العوائق هي:
1- عدم التركيز: فقد تكون للطرف الآخر قدرةٌ محدودةٌ على التركيز المتواصل على أمرٍ معيّنٍ، أو قد يكون هناك أمورٌ أخرى تشغل باله أو يلتهي بها، كرنين الهاتف أو مشكلةٌ يواجهها مثلًا، الأمر الذي يمنعه من التركيز على ما تريد إبلاغه ايّاه، فيفوته استيعاب نقاطٍ هامّةٍ منه.
2- التفكير والتحليل: فقد تمرّ لحظاتٌ يعتمد فيها الطرف الآخر -على الرغم من إصغائه التامّ إلى حديثك- إلى تحليل فكرةٍ ما طرحتها خلال حديثك، الأمر الذي يحول دون متابعته الأفكار التالية التي تطرحها.
3- ضعف الذاكرة أو القدرة على الحفظ: إذ تختلف القدرة على الحفظ بين شخصٍ وآخر. فكلّما طال حديثك كلّما انخفضت نسبة قدرة الطرف الآخر على حفظ ما تقول، الأمر الذي قد ينسيه نقاطًا هامّةً من الحديث خاصّةً تلك الواردة في بدايته.
4- التشبّث بالرأي وإطلاق الأحكام المسبقة: فقد يكون الطرف الآخر من الأشخاص المتعنّتين والمقتنعين برأيٍ مناقضٍ لرأيك، أو من الذين يطلقون الأحكام المسبقة، الأمر الذي يحول دون اهتمامه بما تريد الإبلاغ عنه، وذلك لتشبّثه برأيه أو لحكمه المسبق على ما تريد قوله.
5- جهل الموضوع: إذ أنّ قدرة الطرف الآخر على استيعاب موضوعٍ معيّنٍ تتوقّف على حجم المعلومات التي لديه عن هذا الموضوع. فإذا كان الموضوع جديدًا كليًّا بالنسبة إليه؛ فإنّ استيعابه للموضوع من المرّة الأولى أمرٌ شبه مستحيلٍ.
6- عدم إتقان اللغة أو عدم فهم مصطلحاتٍ معقّدةٍ: فإذا كان الطرف الآخر لا يجيد اللغة التي تتحدّث بها إجادةً كافيةً، أو إذا كنت تكثر من استخدام ألفاظٍ ومصطلحاتٍ معقّدةٍ، فقد لا يتمكّن من فهم واستيعاب نقاطٍ هامّةٍ من الرسالة التي تريد إبلاغها إليه.
7- الضغط والاجتهاد: إذ كلّما ارتفعت نسبة الضغط والاجتهاد التي يتعرّض لها الطرف الأخر، كلّما انخفضت نسبة استيعابه.
8- الان زعاج والألم: ففي حال كان الطرف الآخر منزعجًا من أمرٍ ما، أو يعاني من ألمٍ ما، فسيحدّ ذلك من تركيزه واستيعابه لما تريد إبلاغه إليه.
برامج
2313قراءة
2015-11-05 08:55:15