الحفاظ على الفريق
يُحتمل أن تصبح بعض المشكلات معقّدةً وحسّاسة داخل الفريق، وطرحها قد يؤدّي إلى انفراط عقده؛ إن لم يكن إداريًّا إنّما على الصعيد النفسيّ، حيث تتفرّق الأهواء، وتزداد الحساسيات بين أعضائه، وقد تصل ارتدادات هذه المشكلات إلى حدّ الفشل في تحقيق أهداف الفريق.
مسؤولية الحفاظ على الفريق ليس حكرًا على قائد الفريق إنّما هي متعلّقة بجميع أفراد الفريق، والأمور التي تؤثّر على الفريق قد لا تكون ملحوظةً، فربّما يكون أحد هذه الأمور شيئًا يحدث خارج إدراك غالبيّة أعضاء الفريق أو وعيهم، أو تكون أو شيئًا ينتج عن الفروق والاختلاف بينهم في فهم مسألة أو طريقة التعامل معها، فالفروق والاختلافات كثيرة بين أعضاء الفريق وهذا ما يعطيه القوة وقد تصبح تهديدا لوجوده. وربما يكون الأمر ناتجًا عن عمليّات تخدم في تحاشي الصراعات بين أعضاء الفريق، أو ناتجة عن عمليات تحتوي على الاستهزاء بنقاط الضعف الإنسانيّ، أو عمليات تسير في الاتّجاه المعاكس للتوقّعات السائدة، أو عمليّات تخالف العادات المألوفة للفريق.
بروز إحدى هذه المشكلات قد يساهم في تشتّت الفريق، وعدم التركيز على الهدف الرئيس الذي من أجله تشكّل الفريق (قيادة دورة أو مخيم، إدارة نادي صيفي أو فني، إدارة سهرة نار، حملة تشجير، ...) وعليه حين يستشعر أحد أعضاء الفريق بأنّ هناك أمرًا ما يمكن أن يحدث ويؤدّي إلى تداعيات على الفريق عليه أن يتدخلّ:
أولًا: يبدأ التدخّل من بداية وعي أحد أعضاء الفريق بأنّ شيئًا ما متعلّق بوظيفة الفريق على وشك أن يقع (يحدث).
ثانيا: يبدأ عضو الفريق بالتركيز عن قرب على ما يلاحظه، مقيّما لطبيعة هذا الشيء وملاحظة تأثيره عليه أو على الأعضاء الآخرين بالفريق، أو على الفريق ككلّ.
ثالثا: يقوم عضو الفريق في وقت ما بالحكم على أنّ ما يحدث:
أ- ليس ذا صلة به أو بأعضاء آخرين، أو بالفريق ككل.
ب- أن ما يحدث يساعده أو يساعد الأعضاء الآخرين أو وظائف الفريق، ويحتاج هذا الشيء إلى إبرازه والعمل على إصلاحه.
ج- يعوّقه أو يعوّق الأفراد الآخرين في الفريق أو وظائف الفريق، ويحتاج إبرازه والعمل على إصلاحه.
بناء على هذا الحكم يقرر هذا الشخص عمّا إذا كان سيعالج هذا الأمر من عدمه.
المصدر: ليندورفر، دينس، إثارة الموضوعات الحساسة داخل الفريق، العبيكان للنشر، الرياض، 2009.
أمانة برامج المدربين
918قراءة
2022-11-23 14:44:45