مهارة الاستماع
مهارة الاستماع هي إحدى مهارات الاتصال الأساسية التي تقوم من خلالها بالإصغاء إلى ما يريد الآخرون قوله, الأمر الذي يشعرهم بمدى الأهمية التي نعلقها عليهم, وبأن ما يريدون قوله جدير بأن يتم الاستماع إليه, وبالتالي فهو قيم ومفيد. ومن دون إتقان مهارة الاستماع, لن تمكن من إقامة أي حوار مفيد وناجح مع الآخرين الذين تتعامل معهم في سياق اضطلاعك بمهامك ومسئوليتك.
إن إقناع الطرف الآخر الذي تتعامل معه, أو أي من الجهات التي تقيم علاقات عمل معها بحكم المهام والمسؤوليات التي تضطلع بها, بأي أمر من الأمور التي يمكن أن تكون موضع اهتمام مشترك فيما بينكم, يمر بالضرورة بقدرتك على الاستماع الجيد والإصغاء التام إلى الآراء والأفكار ووجهات النظر التي يبديها هؤلاء وذلك حتى تتوصل إلى أن تتعرف إليها وتفهمها وتستوعبها بدقة, فتتمكن بالتالي من التفاعل معها والرد السليم عليها من خلال طرح رأيك ووجهة نظرك.
وقلما حظيت مهارة الاستماع بالاهتمام الذي تستحق. فالاعتقاد السائد هو ان الاستماع مسؤولية تقع فقط على عاتق متلقي الرسالة, في حين انها مسؤولية مشتركة تقع أيضاً على عاتق مرسل الرسالة, الذي يجب عليه أن يستمع جيداً إلى ردة فعل متلقي الرسالة ليتأكد من أن هذا الأخير قد فهمها واستوعبها.
وتزداد حاجتك إلى أن تولي مهارة الاستماع الاهتمام الكافي عندما يكون محدثك من الأشخاص المشكلة,إذ انه في هذه الحالة, يجب عليك الإصغاء بتمعن إليه, وذلك من جل استشراف الرسائل التي يرسلها إليك, والتي قد تكون مبطنة ولها خلفية إستغلالية أو عدائية.
وتعتبر مهارة الاستماع إحدى مهارات الاتصال الأساسية التي يجب ان تتقنها لبلوغ النجاح والتفوق في حياتك المهنية والشخصية, إذ أن عدم إيلائك الاهتمام الكافي لما يبديه الآخرون من آراء وأفكار ووجهات نظر, وتشبثك بـآرائك وأفكارك التي تعتقد أنها وحدها الصائبة والمنطقية, سوف يؤثران تأثيراً سلبياً كبيراً في العلاقات التي تقيمها مع الآخرين. من هنا يجب عليك بذل أقصى ما بوسعك لتنمية وتطوير هذه المهارة لديك والعمل على أن تتوفر فيك كافة عناصرها ومقوماتها الأساسية.
كيف تتقن مهارة الاستماع :
• اعتبر دائماً أن ما يقوله الآخرون مهم إلى درجة يستحقون أن تصغي بشكل تام إليهم.
• جرد نفسك من أي تفكير مسبق عند الاستماع إلى محدثك واجعل عملية الاستماع مثل كوب فارغ ينتظر أن يمتلئ فإذا كان الكوب ملاناً, فلا شيء جديداً أو غير متوقع يمكن أن يدخل فيه.
• لا تطلب من محدثك أن يقصر حديثه على ذكر الحقائق فقط بدون إبداء رأيه فيها, ذلك أن آراءه ووجهت نظره قد تدعم هذه الحقائق فقط بدون أي إبداء رأيه فيها, ذلك أن آراء ووجهات نظره قد تدعم هذه الحقائق, وان الاستغناء عنها قد يمنعك من معرفة كل الحقيقة.
• اصغ إلى كل ما يقوله محدثك ولا تبدأ بتحضير الرد عليه قبل أن ينتهي من عرض كامل وجهات نظرة, ولا تدع رغبتك في الرد على نقطة معينة أثارها محدثك, توقف عملية استماعك التام إلى ما يقوله.
• حافظ على هدوء أعصابك, حتى ولو كان رأي محدثك يخالف رأيك أو كان كلامه يضايقك أو لا يلاقي قبولاً لديك.
• ضع في تفكيرك انك باستماعك إلى محدثك سوف تحصل على معلومات يمكنك الاستفادة منها.
• لا تحاول أن تستعيض عن الاستماع إلى محدثك بأن تتوقع أو تتكهن بما سوف يقوله لك.
• تابع عملية فهم واستيعاب ما سوف يقوله محدثك دون الارتكاز على ما سبق أن قاله.
• اعط كل اهتمامك وتركيزك لمحدثك ولا تشر أو تنشغل بأمور أخرى أثناء حديثه فتظهر وكأنك لا تحترمه.
• احرص على أن تنظر إلى محدثك أثناء استماعك إليه لأن النظر يعزز قدرة الاستماع لديك.
• تنبه لحركات محدثك وللإشارات التي تصدر عنه, وذلك كي تزيد من استيعابك لما يقول خاصة اذا ما أحسست بما يفكر فيه أو يعتقده هو غير الذي يقوله.
• ركز اهتمامك, أثناء استماعك إلى محدثك ـــ المشكلة, على موضوع حديثة وليس على أسلوبه الذي قد يضايقك .
• فيما لو انقطع حبل اهتمامك للحظات, استفسر من محدثك عن النقاط التي كان يعرضها وفاتك الاستماع إليها.
• أعد, في فترات متقطعة أثناء تكلم محدثك, صياغة عباراته في ذهنك لتتأكد من استيعابك لها, واطلب من محدثك بلباقة توضيح أي فكرة عرضها ولم تفهمها بشكل كامل.
• لا تقاطع محدثك لتستوضح منه أمراً غير هام, أو لتستفسر منه عن التفاصيل لا دخل لها في موضوع الحديث.
• نبه محدثك إلى استيعابك الأمر, وذلك في حال لاحظت وجود تكرار أو إسهاب غير ضروري في حديثه.
أعرب لمحدثك المتحفظ عن اهتمامك الكبير بالآراء والأفكار التي يدلي بها, وذلك لتشجيعه على الإسهاب في الحديث, إذا كنت تعتقد بأن لديه آراء أفكار ومعلومات تحتاج إليها.
برامج
2827قراءة
2015-11-05 18:09:46