فن إدارة الجلسة التدريبية
مقدمة:
تعد إدارة الجلسة التدريبية فنا ًوعلما ً, فمن الناحية الفنية تعتمد هذه الإدارة على شخصية المدرب وأسلوبه في التعامل مع المتدربين في غرفة الجلسة التدريبية وخارجه , فهل شخصية المدرب جذابة وذات سلوكية رفيعة ؟ وهل هو مقتنع برسالته التربوية , ويحب التدريس ؟ هل يعامل متدربيه معاملة ً حسنة, ويشجعهم على التعلم, ويحفزهم على التميز والإنجاز والإبداع؟
هل يتحلى بسعة الأفق ورحابة الصدر, وروح الدعابة, هل يتحلى باللين والحزم والتوجيه والتسديد, واحترام المتدربين, وهل يعي دوره مدرباً ومعلما ً ومربيا ً وصديقا ً بحيث يسهم في تمكين المتدربين من التعلم, ويفجر طاقاتهم الكامنة؟
ومن العوامل المهمة التي تؤثر في بيئة التدريب مهارة المدرب في إيجاد العلاقات الشخصية- بما في ذلك الكيفية التي ينقل بها التوقعات والجزاءات إلى المتدربين- وكذلك شعور المتدرب بالانتماء إلى الجلسة التدريبية حيث يمثل هذان العاملان
جوهر عملية التدريب
ولتحقيق النظام والسيطرة على الجلسة التدريبية مهارتان يجب أن يتعلمها المدربون, ويطلق عليها اسم إدارة الجلسة التدريبية وضبط الجلسة التدريبية,ومع أن المصطلحين مرتبطان إلا أنهما غير مترا دفين:
إدارة الجلسة التدريبية: " مجموعة الوسائل التي يستخدمها المدرب لخلق بيئة ملائمة لجعل أنشطة المتدربين أكثر إيجابية وفعالية"
ضبط الجلسة التدريبية: " مجموعة الأساليب والإستراتيجيات التي يستعملها المدرب للتعامل مع أفعال أو سلوكيات خاطئة يقوم بها المتدرب أثناء سير الحصة التدريبية " .
مظاهر إدارة الجلسة التدريبية:
يمكن اعتبار الأعمال التالية من مظاهر إدارة الجلسة التدريبية وهي:
1- التخطيط اليومي واختيار الحصص والمهمات وتحديد ما يريده المدرب وما يمكن أن يشجع به متدربيه للقيام به.
2- ملاحظة الحركة في الجلسة التدريبية, والانفعالات الذهنية والعاطفية لمتدربيه .
3- بناء الأنشطة التدريبية المتنوعة والتي تراعي الفروق الفردية ويقدمها لمتدربيه سواء في مجموعات صغيرة أو في الجلسة التدريبية ككل .
4- تعزيز العمل الجيد وتوجيه المتدرب وتفكيره نحو العمل الصحيح أثناء انحراف المتدرب بتفكيره عن الإجابة الصحيحة .
5- توفير الكتب والمواد التدريبية الممكنة واللازمة للمتدرب .
6- ملاحظة سلوك المتدربين والعلاقة بين الأفراد وتهيئتها وتنميتها .
7- جمع المؤشرات والمواد والأنشطة التي يقدمها المتدربون, والثناء على الجيد منها مع تعزيز عمل الآخرين.
8- رصد سلوكيات المتدربين, وتحصيلهم وتقديم العون المناسب لهم وفي الوقت المناسب .
9- إدارة العمل في المجموعات وتفعيل دور كل فرد في المجموعة.
10- إثارة دافعية المتدربين وتنوع الأساليب .
خطة إدارة الجلسة التدريبية:
أخي المدرب هل فكرت في وضع خطة لإدارة جلستك ؟
سنقدم لك بعض المظاهر التي ستساعدك على وضع خطة ناجحة لإدارة جلستك التدريبية .
وضع توقعات إيجابية:
تتأثر عملية إدارة الجلسة التدريبية بتوقعات المدرب والمتدرب, وكيفية التعبير عن تلك التوقعات وكيف يتدخل المدرب في عدم تحقق تلك التوقعات .
ويكون جزءا ً من التعبير عن تلك التوقعات وضع أنظمة وإجراءات, وشرحها للمتدربين بوضوح ولكن يجب أن لا يكون ذلك هو كل الخطة ومن العوامل المهمة التي تؤثر في عملية إدارة الجلسة التدريبية ضرورة وضع هدف محدد .
يقول أحد التربويين ( ليس هناك ثمة عنصر يؤثر في سلوك شخص ما بالدرجة التي تؤثر بها التوقعات الواضحة التي يعبر عنها المدرب ) .
وبما أن المدرب يعد شخصا ً مهما ً في حياة متدربيه, فإن لإجراءاته وملاحظاته تأثيرا ً مباشرا ً في المتدربين ويعبر المدربون عن توقعاتهم بطرق متعددة ومن أمثلة التوقعات الإيجابية:
1- يمكنك تحقيق النجاح بغض النظر عن الظروف .
2- ثقتي بك كبيرة ولن أتخلى عن مساعدتك .
ويستفيد المتدربون فائدة قصوى من المدرب الذي يقوم بتوجيههم بطريقة بناءة ويؤكد ثقته بقدراتهم على التعلم, ومع أن هذه المسألة تتطلب إصرارا ً وصبرا ً من جانب المدرب إلا أنها في المقابل تساعده على خلق شكل من أشكال محاسبة المتدربين, فالمدربون الذين يسعون دائما ً لتوجيه المتدربين لا يتركونهم يسقطون في الهاوية, وعلى المدربين أداء عملية التدريب بلحاظ أن هناك حاجات ملحة, والزمن عنصر مهم في هذا السياق, ولا بد من استغلاله بطريقة فاعلة.
وهناك أربعة أنواع من توقعات المدرب يجب مناقشتها مع المتدربين عند بداية المخيم أو الدورة التدريبية وهي:
أ) عادات المخيم أو الدورة أو الدراسة أو الورشة.
ب) الإجراءات المتبعة .
ج) السلوك اتجاه الآخرين.
د) نوع العمل وحجمه.
أولا ً: عادات المخيم أو الدورة أو الدراسة أو الورشة:
يجب ممارسة عادات المخيم أو الدورة أو الدراسة أو الورشة أثناء اليوم التدريبي وفي الأوقات التي يقضيها المتدرب خارج ذلك , فمن الضروري أن يكون خلال اليوم التدريبي أوقات يستطيع فيها المتدرب الواجبات المكلف بها ، لذا فهو يحتاج إلى مزيد من التوجيه لإستغلال الوقت, ومن الأساليب الفاعلة وضع قائمة بالواجبات التي يجب على المتدربين إنجازها في أوقات الدراسة وأوقات الفراغ, وبالطبع بقدر ما يعمل المدرب على التخطيط للأنشطة التدريبية,بقدر ما ترتفع درجة فاعلية الوقت المستغل في أداء الواجبات ويقلل بدرجة كبيرة المشكلات السلوكية .
ثانيا ً- الإجراءات المتبعة في الجلسة التدريبية:
يحتاج المتدربون إلى إرشادات حول كيفية التعامل مع بعضهم البعض ومع المدرب, لأن نوعية ذلك التدريب يؤثر في مناخ الجلسة التدريبية, لذا فإن التوقعات المترابطة حول كيفية أخذهم الدور في الحديث, وكيفية طرحهم للأسئلة, تعد ضرورية لوضع معايير للسلوك تسمح بسير الحصص التدريبية بطريقة سلسة, وعلى المدرب أن يوضع الإرشادات الخاصة بسلوك المتدرب اتجاه الآخرين ويسمح للمتدربين بالإدلاء بآرائهم.
وهذه خمسة إرشادات أساسية خاصة بكيفية السلوك اتجاه الآخرين يتبعها المدربون والمتدربون:
1- اصغ عندما يتحدث غيرك .
2- احترم الأشخاص الآخرين .
3- استعمل لغة مناسبة .
4- تعاون مع الآخرين .
5- ارفع يدك مستأذنا ً إذا أردت الحديث .
ثالثاًً- نوع العمل وحجمه:
يجب تحديد نوع العمل وحجمه الذي يتوقعه المدرب من المتدربين منذ بداية المخيم التدريبي ويمكن تعديل التوقعات خلال المخيم كذلك يمكن إجراء تعديلات لمعالجة الاحتياجات الخاصة للمتدربين كلما دعت الضرورة .
رابعا ً- أهمية التغذية الراجعة من قبل المدرب:
التغذية الراجعة من قبل المدرب بخصوص أداء المتدرب بعد وسيلة أخرى لتوضيح التوقعات, وذلك لأن التغذية الراجعة تجعل المتدربين على علم بمدى تقدمهم ، لذا يجب أن تكون التغذية الراجعة فورية ومفصلة وشاملة وشخصية, والتغذية الراجعة يجب أن تكون في حينها, لأن المتدرب أكثر قابلية للتعلم عندما يكون الواجب أو المسألة لا تزال حديثين في ذاكرته, ومن ثم يستطيع ربط ملاحظات المدرب بالواجب المعين بطريقة أفضل, فإذا انقضت فترة زمنية طويلة بين الواجبات المدرسية وتغذية المدرب الراجعة فتقل أهمية هذه التغذية.
وتعداد الملاحظات المفصلة تمكن المتدربين من التعلم من أخطائهم وتنطبق الحاجة إلى الملاحظات المفصلة أيضا ً على الأعمال التي ينجزها المتدربون بنجاح .
وينبغي أن تكون التغذية الراجعة متكاملة من جميع جوانبها ويجب ألا تكون مقصورة على الملاحظات السلبية, بل لا بد أن تشمل الملاحظات الإيجابية. كذلك, يستلزم أن تعطي الملاحظات الواجب بأكمله والتغذية الراجعة فرصة للمدرب ليقدم ملاحظاته الشخصية للمتدربين لأن هذه الملاحظات أكبر وأعظم فائدة, كما أنها تمثل دليلا ً على اهتمام المدرب بكل فرد من المتدربين, وهي إشارة إلى معرفة المدرب بقدرات المتدرب واحتياجاته, وهكذا تسنح التغذية الراجعة للمدرب وسيلة أخرى لتشجيع المتدرب وإرشاده.
برامج
1832قراءة
2015-11-14 21:35:50
chahid |