12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

المدربين >> أيها المدرب: كيف تنظر إلى نفسك؟ ومتى تهتز ثقتك بنفسك؟

 كيف تنظر إلى نفسك؟
إنّ معرفة الزاوية التي تنظر بها إلى نفسك إيجابًا أم سلبًا تحدد مقدار ثقتك بنفسك, لذا ينبغي عليك أن تكون نظراتك متوازنة ليس فيها تصغير ولا تعظيم, مثال سائق السيارة حين ينظر إلى الطريق فإنّه يعتمد على أربعة مناظير, الزجاج الأمامي, والمرآة التي تعطيك الجانب الخلفي للسيارة, والمرآتين الجانبتين عن يمين ويسار السيارة, وكذلك الفرد فإنّه ينظر إلى نفسه من خلال أربعة مناظير:
1. نظرة الله إليه: وهي أرفع النظرات لأنّها نظرة رحيمة, ينظر الله إليه من خلال ما أمره به وما نهاه عنه, فمن خلال التزامه بما أمره به وابتعاده عمّا نهاه عنّه تزداد ثقته بنفسه, ورد عن الإمام الجواد (ع):" الثقة بالله ثمن لكل غال وسلّمٌ إلى كل عالٍ" .
2. نظرته إلى نفسه: وهذه النظرة هي داخلية, تدفعه نحو تحقق أهدافه, فبقدر ما تكون نظرته إيجابية تزداد ثقته بنفسه.
3. نظرة الآخرين إليه: وهذه النظرة هي خارجية ينظر إلى نفسه من خلال رأي الآخرين به, وكيف ينظرون إليه؟ من إيجابيات هذه النظرة أنّها تكون مرآة لتصحيح أخطاؤه, وتشجعه على فعل الصواب, ومن سلبياتها أنّ نظرة الآخرين مختلفة باختلاف الأفراد لذلك لا بدّ من الثقة بالنفس لكي لا يتأثر برأي الآخرين, ولكي يميّز الرأي الصواب من الخطأ, ولهذا ورد في الحديث عن الرسول الأكرم (ص) أنّه قال:" المؤمن مرآة أخيه المؤمن, يرى فيه حسنه وقبحه" .
4. نظرته إلى الآخرين: من أنّهم بشرٌ مثله, حياتهم وموتهم بيد الله تعالى، لا شأن لهم إلا بما أعطاهم الله تعالى من القوة والسلطان والمتعة... معن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال:" عظم الخالق عندك يصغر المخلوق في عينك" .
لماذا الثقة بالنفس؟
1. الثقة بالنفس أساس لا بدّ منه للنمو الداخلي: كما أنّ الفرد يحتاج إلى الطعام والشراب... لنموه الخارجي, فإنّه يحتاج إلى الثقة بالنفس لنموه الداخلي, حتى يستطيع الفرد أن يواجه المشاكل والمصاعب دون خوف أو تردد.
2. الثقة بالنفس هي النظرة إلى نفسك إيجابيًا أو سلبيًا: إنّ مقدار ثقتك بنفسك يدل على مقدار نظرتك إلى نفسك, بأنّك فرد ناجح لديك القدرة على تحقيق أهدافك بإذن الله تعالى, أو فرد فاشل لا تستطيع تحقيق أهدافك.
3. الثقة بالنفس هي التوازن الذي تحتاجه: فالفرد يحتاج إلى الثقة بالنفس ليكون متوازنًا داخليًا، بحيث لا يسقط أمام المشاكل والمصاعب.
4. الثقة بالنفس تساعدك في مهامك الوظيفية: تمكّنك من مواجهة الآخرين، وفي نفس الوقت تكسبك احترامهم لك, كما أنّها تساعدك على حسن التصرف معهم.
الثقة بالنفس... والغرور:
ورد عن أمير المؤمنين (ع) لمالك الأشتر:" إياك والإعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها، وحب الإطراء, فإنّ ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه، ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين" .
الثقة بالنفس والغرور خصلتان تنبعان من مصدر واحد ألا وهو النظر إلى مقدرات الذات وامتيازاتها, لكنّهم تفترقان في كيفية النظر إلى هذه المقدرات, وبناءً على ذلك تظهر سلوكيات معينة ودالة إما على الثقة بالنفس وإما على الغرور.
• فالثقة بالنفس هي صفة حسنة, وتعني إيمان الفرد بقدراته, ومهاراته, وكفاءاته التي وهبها الله له, وما هي إلا اطمئنان داخلي لتحقيق أهدافه.
• والغرور هو أن يرى الفرد نفسه أكبر من حجمها, وينظر إلى نفسه نظرة إكبار ومغالاة وعظمة, وفي الوقت نفسه ينظر إلى الآخرين نظرة استصغار, ويدخل في الغرور، العجب، والزهو...
ولعلّ هذه القصة توضح الفرق بين الثقة بالنفس والغرور: سأل طبيب مريض يتداوى عنده: "هل تثق بنفسك؟", فأجاب المريض بلا تردد:" طبعًا, فثقتي بنفسي لا حدود لها", فسأله الطبيب: "كيف لا حدود لها ولكل شيء حدود؟!" فأجابه المريض بأنّ المقصود هو أن ثقتي بنفسي كبيرة جدًا ولا شيء يستطيع أن يهزها, عندها طلب منه الطبيب أن يعطيه الدليل على قوله, فأجابه بأنّه لا يكترث برأي الآخرين لأنّه يثق بقدراته, ودائمًا رأيه أهم من رأي الآخرين حتى ولو كانوا على صواب.
 متى تهتز الثقة بالنفس؟
• اهتزاز الثقة بالله: عندما تهتز الثقة بالله فإنّها تؤثر على أفعالنا وتصرفاتنا وحتى تفكيرنا, لأنّ الثقة بالله تمدّنا بالقوة لمواجهة المشاكل وبالتالي تحقيق أهدافنا, فقد ورد عن الإمام علي (ع): "الثقة بالله أفضل عمل".
• التأنيب السلبي : عندما تخاطب نفسك بلغة سلبية صادرة عن أفكارك السلبية، فإنّك بذلك تذمها وتحبطها وتسبب ليس في ضعفها بل في دمارها.
• الخوف من النقد واللوم: لوهلة تظن النقد واللوم يزعزعان من الثقة بالنفس, ولكن انظر إليهما من زاويا إيجابية، فإنّهما يدفعانك إلى تحسين أفعالك وتصرفاتك.
• الشعور بالضعف أمام الآخرين : {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} , إنّ الشعور بالنقص هو شعور وهمي ناتج عن الافكار السلبية, تعرّف إلى سبب هذا الشعور وتخلص منه فورًا.
• الخبرات السابقة: لا تدع التجارب والخبرات السابقة تؤثر على ثقتك بنفسك, فإذا واجهك سابقًا موقفًا سبب لك الإحباط وزعزع من ثقتك بنفسك, لا تدعه الآن يؤثر عليك، بل استفد من التجربة السابقة لتقوية ثقتك بنفسك، فإنّ واجهك نفس الموقف الآن فكن مستعدًا للتغلب عليه بإذن الله تعالى وقوته.
 آثار انخفاض الثقة بالنفس:
1. على التفكير: عندما تنخفض الثقة بالنفس فإنّها تؤثر على التفكير فيصبح سلبيًا، وبالتالي سيظهر ذلك على تصرفاتك, وستكون هذه العبارات وسيلتك للفشل:" لا أستطيع، هـذا صعب، قد أستطيع التعامل، لا أعرف، ربما غيري أفضل, لن أكون حسنًا بما يكفي..." ببساطة فإنّك لن تستطيع تقرير ماذا تفعل؟
2. على السلوك: ستكون من أصحاب المتـردّدين, المسوّفين, رافضي التغيير, متخذي المقعد الخلفي, منكفئ...
3. على الشعور:
• الشعور الدائم بالإحباط: عندما يلازمك شعور دائم بالإحباط, تتأثر ثقتك بنفسك ويتجه بك سريعًا نحو عدم الثقة؛ لأنّ الإحباط يوجهك دائمًا نحو التفكير السلبي، الذي بدوره يشعرك بأنّ كل ما تقوم به ليس مفيدًا.
• الشعور المتزايد بالخوف وعدم الأمان: يعّد القلق من أهم الروافد المغذّية للشعور بعدم الأمان والخوف, وكلما سيطر عليك القلق كلّما فقدت من مستوى ثقتك بنفسك, فالقلق يشلّ التركيز الذي بدوره يؤثر على قراراتك, ومن ثم تشعر بالخوف لاتخاذ أي قرار حتى ولو كان هذا القرار يحقق أهدافك.
• الشعور المستمر بالفشل: إذا سيطر عليك شعور بالفشل عند تأدية أي مهمة, فإنّ ذلك يفقدك الثقة بقدراتك ومهاراتك وعندها ستقع في الفشل فعلاً.

تدريب
2538قراءة
2017-03-14 15:06:31

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا