التحضير لتقديم الجلسات التدريبيّة
أ- مقدّمة الجلسة التدريبيّة:
كل جلسة تدريبية لا بدّ أن تبدأ بمقدمة أو تمهيد، والغرض منه هو تهيئة أذهان المتدرّبين لتلقّي التدريب، والتفاعل معه، وجذب انتباههم، وإثارة شوقهم، وربط المعلومات الجديدة بالمعلومات القديمة، والخبرات السابقة ذات الصلة الوثيقة بموضوع الجلسة التدريبيّة، وتكون المقدّمة عبارة عن طرح أسئلة بسيطة تتعلّق بموضوع سابق له ارتباط بالموضوع الجديد أو يمهّد له.
يعد اختيار مقدمة مناسبة للتهيئة للجلسة من وظائف المدرّب الأساسية والمهمّة، وقد بدأ الاهتمام بتزايد في برامج المدرّبين بتدريبهم على مهارة اختيار التمهيد أو المقدّمة باعتباره مهارة أساسية من مهارات عرض المحتوى التدريبي.
ولعل اختيار مقدمة مناسبة للجلسة، تخدم أغراضًا عديدة منها:
- تؤدي إلى تركيز انتباه المتدرّبين نحو الموضوع الذي يعتزم المدرّب تقديمه، بما يضمن اندماجهم في الأنشطة التدريبيّة.
- تمكّن المدرّب من توضيح أهداف الجلسة التدريبيّة، وأهميَّة الموضوع بالنسبة للمتدرّبين.
- تمكّن من ربط المحتوى الجديد بمواضيع سبق أن تعلّمها المتدرّبون، وبخبراتهم السابقة ممَّا يقوِّي البنية المعرفيّة للمتدرّبين، ويضمن تماسك وترابط معلوماتهم. وهذا ما يثير ميل المتدرّبين للمحتوى الجديد، لأنّ المتدرّب يميل بطبيعته إلى ما له علاقة سابقة بخبرته وينتبه إليه.
ب- أساليب استخدام المقدّمة:
يمكنك التمهيد للجلسة التدريبيّة الجديدة باستخدام الأساليب التالية:
- ربط الجلسة التدريبيّة الجديدة بالجلسة التدريبيّة السابقة.
- استغلال خبراتك الشخصية لإثارة ميل المتدرّبين إلى الجلسة الجديدة.
- استخدام المدرّب خبرته الشخصية، الناتجة من قراءاته، أو اتصالاته، وتوظيفها على نحو يثير اهتمام المتدرّبين، ويشوّقهم إلى المحتوى وأنشطته.
- استخدام الوسائل التعليمية كمقدّمة مشوّقة تثير اهتمام المتدرّبين للمحتوى، فقد يبدأ الجلسة التدريبيّة باستعمال إحدى الوسائل التالية: استخدام وسيلة إيضاح تكون ذات صلة بالجلسة الجديدة بهدف تشويق المتدرّبين إليه.
- فيلم، قصّة، مخطّط يخصّ الجلسة، أهداف الجلسة، مناقشة حول موضوع الجلسة، أسئلة، ...
- استخدام الأحداث الجارية سواء على المستوى الإداري أم .... لربط الحدث الجاري بموضوع الجلسة التدريبيّة.
- استعمال خبرات المتدرّبين السابقة، أو موضوع سابق كمقدّمة للجلسة عن طريق الربط بينهم وبين الموضوع الجديد ما يهيئ للتدرّب بسهولة. وبأي شكل من أشكال الصور السابقة لمقدمة الجلسة ينبغي أن لا تكون مفتعلة وطويلة، بل طبيعية، ومدتها قصيرة لا تزيد عن خمس دقائق.
ت- أنماط المقدّمات:
1. النمط التوجيهي:
تستخدم هذه المقدمة لتوجيه المدرّب المتدرّبين إلى أهداف الجلسة التدريبيّة التي ينبغي تحقيقها وبلوغها. وتكون بإعطاء المدرّب المتدرّبين تصوّرًا عن الأنشطة التدريبيّة التي سوف يعرضها.
مثال: في هذه الجلسة سوف: نناقش معًا قضيّة ... ، ستدرس المجموعات قصة حسّان، ... سنسعى إلى غرفة قائد الدورة لنستمع منه إلى أبرز نصائحه.
يستخدمها المدرّب كنقطة بدء لتوجيه انتباه المتدرّبين لموضوع الجلسة، أو إثارة اهتمامهم به عن طريق استخدام نشاط، أو حدث أو شخص، أو شيء يعرف مُسبقًا أنّه موضع اهتمام المتدرّبين، وأنّ لهم خبرة سابقة به.
مثال: محاولة استثمار المدرّب مباراة لكرة القدم أو مقطع من فيلم أو مسلسل، كتابة المدرّب لأهداف الجلسة في بدايتها والطلب من المتدرّبين السعي خلال الجلسة لبلوغها.
2. النمط الانتقالي:
تستخدم لتوفير التحوّل المرن من مادة معلومة سبق دراستها إلى مادة جديدة، يتّصف هذا النمط من المقدمات بخصائص رئيسة هي:
• يستخدم أساسًا لتوفير التحوّل المرِن من مادة معلومة سبق التدريب عليها إلى مادة جديدة، عن طريق ربط التدريب الجديد بالتدريب القديم، أو ربط نشاط جديد بنشاط سابق.
• تعتمد تلك المقدّمات اعتمادًا كبيرًا على استخدام الأمثلة التي تصلح للقياس عليها.
• تعتمد تلك المقدّمات على الأنشطة التي يميل المتدرّبون إليها، ويهتمون بها، ولهم فيها خبرة، وبذلك يتحقّق الانتقال التدريجي المنشود.
المثال التالي يوضح عملية المقدّمات الانتقالية: كأن يقوم المدرّب باستخدام الخط الزمني، أو الخرائط الزمنية المعلومة، والمألوفة من قبل المتدرّبين.
3. النمط التقويمي:
تستخدم لتقويم ما تمّ تعلّمه سابقًا أو تكليفهم به قبل الانتقال إلى أنشطة أو خبرات جديدة.
مثال: يوجّه المدرّب في بداية الجلسة اختبار تقويم قبلي، أو أسئلة مفتاحية يختبر من خلالها معرفة المتدرّبين حول الموضوع الحالي.