كيف تحول الحصة المدرسية إلى متعة(2)؟
***وظيفية المعلومات ومناسبتها للمستويات المعرفية المختلفة للطّالبات***
يجب أن تدرك الطّالبة أنّ المعلومات التي تدرسها هي وسيلة وليست غاية، والمعلومات تصبح وسيلة إذا كانت وظيفيّة في حياتها، أي أن تجد فيها معنى يرتبط بحاجاتها الجسميّة والنفسيّة والاجتماعيّة، ولكي تكون المعلومات وظيفيّة، فإنّها يجب أن تتناول مشكلات حيّة وواقعيّة، وليس هناك أكثر واقعيّة من مشكلات المجتمع بكل أبعاده، بدلاً من المشكلات المصطنعة المقدّمة جاهزة في الكتاب المدرسي، وقد أصبحت مشكلة تكدّس المقرّرات وانفصالها عن حياة طالباتنا من الجسامة بحيث لا يمكن السّكوت عليها.
وأعتقد أنّ المادّة العلميّة ليست مشكلة الطّالبة، ولا يجب أن تكون. إنّها في المكانة الأولى مشكلة المعلّمة، فعليها أن تعرف كيف تجعلها وظيفيّة بالنّسبة لطالباتها، وعليها أن تجد الوسيلة التي تجعلهنّ قادرات على رؤية العلاقة بين ما تدرسنه وما تشعرن به من حاجات واهتمامات.
وقد تخطئ بعض المعلّمات، فيعتقدن أنّ إمتاع الطّالبات في الحصّة يعني أن تتحوّل وظيفة المعلّمة إلى إجادة فن "تغليف" المعلومات المجرّدة بغلاف يبدو حلواً وجذّاباً للطّالبات، ثم تقدّم لهنّ هذه المعلومات "المغلّفة" ليبتلعوها دون أن يشعروا بمرارتها. وهذا الفعل مناقض لأهمّ المبادئ الأساسيّة للتّعليم الجيّد وهو تفاعل الطّالبة مع عناصر موقف التّعليم والتّعلّم.
حداثة الموضوعات ومساعدتها في تكيّف الطّالبات مع سمات العصر الحديث:
كيف تستمتع الطّالبات بدراسة موضوعات لا تقدّم لهنّ أي مساعدة في فهم سمات العصر الحديث، والتّكيّف مع منجزاته التّقنيّة، والتّعامل الذّكي مع التّجهيزات التّكنولوجيّة في حياتهنّ اليوميّة، وفي تعلّمهن المستقبلي؟
الدّافعية الداخلية لدى الطالبات:
كيف تستمتع الطالبات بحصة دراسية، في حين أن دافعيتهن للتعلم في أدنى مستوياتها، ربما ساهمت الدوافع الخارجية في نجاح الطالبة، وانتقالها من مستوى دراسي لمستوى أعلى، لكن هل تضمن لنا الدوافع الخارجية الاستمتاع بالحصة الدراسية، إن بقاء أثر التعلم وانتقاله من موقف لآخر يتطلب استمتاعاً بالمادة المعروضة على الطالبة، الأمر الذي لا يضمن الحصول عليه مجرد الرغبة في إرضاء الأهل، أو حتى النجاح في المرحلة الثانوية لمزيد من الاستقلالية عن الأهل والالتحاق بالجامعة، وما بالنا بطالبة تفتقد لأي دافعية للتعلم؟
الاتّجاهات الإيجابيّة لدى الطّالبة نحو المادّة والمعلّمة:
كيف تستمتع طالبة بحصّة تكره معلّمتها، وهذه الكراهيّة تنعكس كرهاً على المادّة نفسها، وكيف تحبّ الطّالبة معلّمة تكره كلّ ما حولها، حتى بدت تصرّفاتها وكأنّها تكره نفسها، هذا فضلاً عن كراهيّتها للمادّة التي تدرسها، وكراهيّتها للمهنة وللظّروف التي تعمل فيها، وكيف تحبّ الطّالبة حصّة لا تجد فيها سوى سخرية من تصرّفاتها، وتحقيراً من شأنها، ولا تجد فيها نشاطاً يلبّي مواهبها ويتحدّى قدراتها، وكيف تحبّ الطّالبة معلّمة تجهل قدراتها وسمات نموّها، وكيف تميل الطّالبة لمعلّمة تراها متذبذبة الشّخصيّة متردّدة في اتخاذ قرارتها لا تلائم تصرّفاتها أو ملبسها البيئة التي تعلّم فيها.
تدريب
1340قراءة
2015-12-14 18:56:03