المنافسة السليمة(2)
إن المنافس عندما يكون مغروراً فإنه سيقلّص لديه إلى حدّ كبير فرص التعلّم الحقيقي الخلاّق. ومع اعتبار الفوز هدفاً نهائياً لا يبقى مجال للإبداع، أو ركوب المخاطر، أو التجربة. وبإمكان أولئك الذين يخافون جداً من ارتكاب الخطأ أن يناضلوا للوصول إلى قوّتهم الكامنة كاملة.
يريد الإنسان الذي يتّجه نحو البراعة أن يكون جيداً بقدر ما يستطيع، بغضّ النظر عمّا إذا كان سيفوز أم لا.
إذ إنّ التحسّن الشخصي هو الهدف الأكبر، وتدفع المنافسة هذا الإنسان إلى العمل بجدّ أكثر والأداء بصورة أفضل لإرضاء مقاييسه الدّاخليّة الخاصّة به. ويعتبر هؤلاء الأفراد عادة على استعداد لتكريس وقت في التمرين والممارسة والدراسة أكثر من أولئك الذين يتّجهون نحو الغرور، والذين يركّزون على النّتيجة النهائيّة فقط.
ويمكن للذين يتّجهون إلى البراعة أن يخسروا المنافسة، مع استمرار شعورهم بالرّضا عن أدائهم. إذ أنّ بإمكانهم التمتّع بالمكاسب التي حقّقوها، والمعرفة التي جمعوها، حتّى لو أن شخصاً أخر حمل الدرجة الأولى. ويوجِد لدى الميّالين للبراعة الإحترام لمنافسيهم ولأنفسهم، حتى لو خسروا. إذ تحفّزهم الرغبة في أن يصبحوا متفوقين في مجالٍ مختارٍ. وهم منفتحون لتعلّم مهارات جديدة ومحاولةً للخوض في طرق ومواقف جديدة، ولا يقلقهم هاجس أنّ الخسارة ستبعدهم عن طريقهم المرغوب.
وهناك دليلٌ واضحٌ على أنّ الفرد الميّال للبراعة مجهّز بدرجةٍ أفضل للتّعامل مع ضغوط المنافسة في عالم الطفل المتفوّق ثم في عالم الرّشد التنافسي إلى حدّ الهلاك.
إن التّنافس القاسي والنّضال من أجل الأفضل حوّلا في بعض الأحيان ما كان أن يمكن أن تكون تجربة إيجابيةً جداً إلى شيء مع أعراضٍ جانبيةٍ سلبيةٍ جداً.
أخيرا.. . .
إن الله عز وجّل ووسيلته وأوليائه عليهم أفضل الصلاة والسلام لم يسألوننا ولن يسألوننا يوماً عن النتائج بل علينا بالعمل والقيام بالواجب وإذا كان لا بدّ من الحصول على النتائج لأسباب ما فإن الله باستطاعته أن يتدخل ويوفق لذلك.
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم..."
تدريب
1252قراءة
2015-12-16 19:22:57
تدريب |