هل رضا المتدربين مطلوب؟ ولماذا؟
دعني أناقش معك وبهدوء النقاط السالفة:
بيئة التدريب الأساسية تتكوّن من القاعات، والتجهيزات، والتهوئة، والإنارة، والمرافق الخدماتية، وغيرها من المسهلات، الخلل في أيٍّ كيف يمكن أن يؤثر على مشاركتك الفعالة في التدريب؟
خذ على سبيل المثال لو كانت الكهرباء تروح وتجيء أم خذ ما هو أبسط من الكهرباء، لو كانت المراحيض تشكو من عطلٍ أو قذرة كيف سينعكس ذلك على حالتك النفسية وعلى مزاجك، أما لو كان الطقس حارًا ومشبعًا بالرطوبة ولا مكيِّف يلطف الأجواء.
البيئة التدريبية الجيدة تشعر المتدرب بالراحة والهدوء وهذا من الطبيعي أن ينعكس على تحصيله.
تعالى إلى النقطة التالية لنفحصها معًا، متدربون خبراء، حضروا ظنًّا منهم بأنّ هناك جديدا سوف يكتسبونه، فوجدوا أن المحتوى التدريبي يعود تاريخه إلى عشرين عامًا خلت، ولم يتمّ تحديثه، تخيّل أية حالة من الإحباط سوف تصيبهم وكيف تريد مهم التفاعل أو الإندماج وهم ساخطون غاضبون على البرنامج، تخيّل حالة متدرب أصيب بالإحباط لأن برنامج التدريب هو أدنى من مستواه الفكري والثقافي والعلمي أو أن البرنامج لا يخصه في عمله كيف سيترك عليه أثرا.
محتوى التدريب يجب أن يفتح آفاقًا جديدة للمتدرب فلا يكون بسيطًا إلى حد الاستخفاف به ولا تعجيزا إلى حد اليأس من الوصول إليه.
فجودة المحتوى التدريبي ومناسبته ورضا المتدرب عنه ضرورة لا يمكن نكرانها وإن كنا نقبل القول أن القليل من المتدربين ممكن يمكنهم الحكم على جودة المحتوى.
النقطة الثالثة يمكنها أن تقلّل من سلبيات النقطتين السابقتين لو كانت جيدة، فالعلاقة الطيبة مع قادة النشاط التدريبي تنعكس التزامًا وتجاوبًا مع البرنامج التدريبي والعلاقة السلبية تخلق تشنجات وعصبيّات وتؤدي إلى تكتلات بين المتدرّبين. ولا أفضل من أن يشعر المتدرب بأنه مشارك في القرار وفي تحديد الأوقات والاستراحات وأن يشعر بإنسانيته وكيانه وأنه محترم، فإذا لزم تعديل بالبرنامج فهو شريك في التعديل وإذا لزمت زيادة فهو شريك في القرار فتجعله ملتزما بطوعه وستعمال القانون يكون فقط لحسن سير العمل.
أما مستوى أداء المدرب وكفاءته فلا تقلّ أهمية عن باقي العناصر لأنّ رضا المتدرّب عن المدرّب يعني إيمانه بقدرته وكفاءته وحاجته إليه وهذا يدفعه للأخذ منه أما إذا كان المدرب قليل الخبرة أو إدارته للجلسة على الطريقة الفوضوية إدلي بدلوك ساعة تشاء واخرج أو ادخل ساعة تشاء فهذا لا بد وأن يُفْقِدَ المتدربَ الثقة المطلوبة وعليه يصبح التدريب قليل الفائدة.
هذه المعالجة تهدف إلى قضية واحدة أساسية حينما يسمع قائد الدورة تذمرًا من المتدربين حول البيئة التدريبية أو قيادة النشاط أو البرنامج أو أداء المدربين يجب أن لا يتجاهل ذلك لئلا تتفاقم الأمور وفي أحيانٍ أخرى عليه هو أن يبادر إلى معرفة ردود فعلهم ورضاهم عن البرنامج التدريبي.
كأن يلتقي بهم في المساء لربع ساعة يستمع فيها إلى آراءهم في مناخ حر ومفتوح يتيح حرية التعبير عن الرأي دون خوف أو مداراة.
بالخلاصة إذا أردنا أن يكون التدريب فعالاً وجب أن يكون المتدربون راضيين عنه، وبذلك تزداد دافعيتهم للتدريب، فتجاهل إدارة التدريب لهذا النوع من التقييم، ولرضا المتدربين يوحي للهم وكأنها تقول لهم نحن نعرف ما تريدون ولكن نحن فقط نقرر ما تريدونه.
أمانة برامج المدربين
1319قراءة
2016-01-20 23:22:03