الناس والأنبياء (صلى الله عليه وآله)
بسم الله الرحمن الرحيم
الناس والأنبياء (صلى الله عليه وآله)
الأهداف :
1- إن من يطع الأنبياء (ع) ينال نعيم الدنيا والآخرة .
مقدمة تمهيدية :
كلنا يعرف أن الهدف الأساسي من بعثة الأنبياء (ع) هو تمكين الناس من الوصول إلى الواجبات والأسس التي يلتزم توفرها ليتمكن الإنسان من خلالها إلى الوصول إلى سعادته الدنيوية والأخروية فالله تعالى لشدة رحمته ورأفته بالعباد أرسل لهم الأنبياء مرشدين ورسل لإنقاذهم من الغفلة والغرور والعصبية والتوجه نحو الإله المعبود للوصول إلى كمالهم الحقيقي وسعادتهم المطلقة وهي التقرب إلى الله تعالى .
وقد شهدت المجتمعات والأمم التي بعث الله فيها رسلاً وأنبياء حالة من النعيم والرفاه فأظهرت الأرض بركاتها وتفجرت العيون كما حصل لبني إسرائيل أثناء نبوة النبي موسى (ع) وكذلك فإن شبه الجزيرة العربية اخضرت وأينعت ثمارها لمقدم الرسول الأكرم محمد (ص) والأمثال كثيرة وكثيرة فالأنبياء هم رحمة الله في أرضه وبركته بين ظهراني مخلوقاته .
ولكن هل قدس البشر هذه النعمة والرحمة الإلهية؟ لماذا حارب الناس الأنبياء وآذوهم ؟ وما هي عاقبة الأمم التي عصت الأنبياء (ع) كل هذه التساؤلات سنجيب عليها في درسنا هذا فتابع معنا .
المحتوى:
أولاً : موقف الناس تجاه الأنبياء (ع):
حين ينهض الأنبياء الإلهيين لدعوة الناس لعبادة الله وحده وإطاعة تعاليمه والإعراض عن الأصنام والآلهة الباطلة ورفض الشياطين والطواغيت والابتعاد عن الظلم والفساد والمعاصي والأعمال المنكرة فإنهم سيواجهون بمعارضة الناس ومخالفتهم وخاصة الأثرياء والمترفين والمغرورين بأموالهم ومناصبهم أو بعلمهم وثقافتهم إن هؤلاء سيبذلون كل جهودهم وقواهم لمحاربة الأنبياء للوقوف بوجههم ولكن هناك أقلية مؤمنة من محرومي المجتمع ( الفقراء والمستضعفين ) سيؤمنون بالأنبياء والرسل .
ثانياً : دوافع معارضة الأنبياء :
إن الرغبة بالتملك واتباع الأهواء وكذلك الغرور والأنانية وحب النفس والاستكبار التي تبرز كثيراً في أوساط الاشراف وكذلك العصبيات والالتزام المتشدد بتقاليد السابقين والآباء ( كعبادة الأصنام في الجاهلية وغيرها ) وكذلك العادات الخاطئة المنتشرة بين الشعوب المختلفة وكذلك يعتبر الحفاظ على المصالح والامتيازات الاقتصادية والاجتماعية ( مال - جاه - حكم - قيادة ) دافعاً قوياً للأثرياء والحكام لاتخاذهم هذا الموقف من الأنبياء (ع) ومن جانب آخر فإن للجهل وعدم الوعي المنتشرين بين عامة الناس دوره الكبير في الانخداع والسقوط في شراك الطواغيت وجبابرة الكفر وبالإضافة لذلك كله ظلم الطبقة الحاكمة والمتسلطة على من أرادوا اتباع الأنبياء (ع) ومن يساند الأنبياء (ع) كما فعلت قريش بياسر وسمية وكذلك بلال الحبشي لإيمانه برسالة الرسول الأكرم (ص) .
ثالثاً : الأساليب التي استخدمت لمواجهة الأنبياء :
لقد استخدم معارضوا الأنبياء أساليب مختلفة في مواجهتهم للأنبياء (ع) ومنها :
1- الاستهانة والاستهزاء: في البداية كانوا يحاولون القضاء على شخصية ومكانة الرسل من خلال الإستهانة والاستهزاء بهم ليقف الناس منهم موقف اللامبالاة وعدم الاكتراث .
2- الإفتراء والتهم: بعد الإهانة يعمدون إلى استخدام أسلوب الكذب والتهمة والافتراء ليلصقوا به تهماً بشعة ( كالمجنون والساحر ) .
3- المجادلة والمغالطة : في حيث يتحدث رسل الله إلى الناس بلغة الحكمة والحوار والوعظ والنصيحة وتعريف اناس على المعطيات والآثار المشرقة للإيمان بالله وبشارة المؤمنين والصالحين بسعادة الدنيا والآخرة ، كان زعماء الكفر يمنعون الناس من الإصغاء للأنبياء (ع) ثم يحاولون الجواب عنهم بمنطق غبي وضعيف ويحاولون خداع الجماهير بأحاديث منمّقة ظاهراً ومنعهم من اتباع الأنبياء (ع) وربما بلغ عنادهم بأن يقولوا : لا نؤمن حتى ينزل الوحي علينا أنفسنا أو نرى الله جهرة ونسمع كلامه بدون واسطة .
4- الترهيب والترغيب: فعمد الكافرون إلى تهديد الأنبياء وأنصارهم بأنواع العذاب والتنكيل بإخراجهم من مدنهم وبلادهم ورجمهم بالحجارة أو بقتلهم أو استعمال أسلوب آخر هو استخدام وسيلة الإغراء والترغيب وخاصة بذل الأموال الطائلة لمنع الناس من اتخاذ الأنبياء وربما وصل الأمر بهم إلى إغراء الأنبياء أنفسهم كما فعلت قريش عندما عرضت المال والملك على الرسول مقابل ترك دعوته لهجر الأصنام فكان جوابه المعروف ( والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما فعلت حتى يحققه الله أو أهلك دونه )
5- استخدام أسلوب العنف والقتل: عندما فشلت كل الأساليب في تهبيط عزيمة الرسل والمؤمنين فقد قتلوا الكثير من الأنبياء (ع) لتحرم الإنسانية والشعوب من أعظم النعم والمعطيات الإلهية وأفضل المصلحين والقادة الاجتماعيين .
رابعاً : عاقبة الأمم التي عصت الأنبياء:
كثيرة هي الشواهد القرآنية التي تحدثنا عن عاقبة الأمم التي عصت الأنبياء كقوم النبي صالح (ع) عندما عقروا الناقة فأخذهم الله بالعذاب وكذلك هم بنوا إسرائيل عندما عصوا نبي الله داوود (ع) فكانت عاقبتهم التيه في الأرض والخذلان في الدنيا والآخرة وقارون الذي اغتر بماله وملكه وعصى الأنبياء (ع) فكانت عاقبته أن أرسل الله تعالى زلزالاً عظيماً أدى إلى ابتلاعه مع جنوده وكنوزه حتى لم يبقى أثر لغنى وسلطان قارون ولم يستطع أحد أن ينقذه من هذا المصير الأسود .
خاتمة:
إن الله تعالى سوف ينزل العذاب على رؤوس الأمم الجاحدة التي وقفت في مواجهة الأنبياء (ع) وتعاليمهم ووعد المؤمنين بالنصر والظفر على أعدائهم وأعداء الرسالات السماوية.
برامج
3537قراءة
2015-11-17 17:28:39