الجهـــاد في الغربــة - الكشافة والمرشدات
الجهـــاد في الغربــة
حوار بين قائدين / قائدتين:
القائد الأول: ثورة عاشوراء هذه الثورة المتميّزة والتي أضحت مدرسة يتخرّج منا كلّ الأبطال والمناضلين الثائرين ضد الإستكبار والطاغوت وقد تميّزت هذه الثورة عن غيرها من الثورات التي حصلت في أنحاء متفرّقة من العالم وعلى مرّ العصور والدهور بخصائص جعلها خالدة متجدّدة، دروسها صالحة لكلّ زمان ومكان.
القائد الثاني: كلامك صحيح يا أخي، وأنا أعرف إحدى هذه الخصائص، وهي أنّ الإمام الحسين (ع) كان خروجه خالصًا لله من أجل إصلاح المجتمع الإسلامي ولذلك قال (ع) :" إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجت لطل الإصلاح في أمة جدي ... " فمعناه أن ثورته لم تكن للرياء والغرور، والظلم والفساد بل هدفه الأكبر هو الإصلاح.
الأول: أحسنت يا أخي والخاصيّة الأساس والمهمّة من خصائص عاشوراء وقد تفرّد بها الإمام الحسين (ع) دون غيره من الأئمة أنّ جهاده ودفاعه كان في الغربة أو ما يعبّر عنه (الجهاد في الغربة) ويكونون غرباء.
الثاني: ماذا تعني ؟ فكلّ المجاهدين يذهبون إلى خطوط المعركة ويكونوا لوحدهم في ساحة المعركة؟
الأول: صحيح ما تقوله ولكن ما أقصده عكس ما فسّرت فأنا أقصد أنه في كلّ المعارك التي خاضها النبي والإمام علي (ع) كانت الحكومة والدولة والجنود يشاركون في الحرب ومن ورائهم أدعية الأمهات، آمال الأخوات، تقدير المجتمع، وكذلك تشجيع قيادة المعركة لجنودها.
الثاني: صحيح أنّ الموت ليس صعباً وسط ضجيج وأهازيج الأصدقاء وإشادة عامة الناس ومباركة الولي (كأمر الرسول و الإمام ) أمّا لو توجّه المجاهد إلى ساحة المعركة والجميع من حوله ما بين منكر عليه وغافل عنه ومعادٍ له فذلك من أصعب أنواع الجهاد.
الأول: أحسنت يا أخي، فالإمام الحسين(ع) عاش الغربة في مجتمعه، في مجتمع المدينة لم يكن أحد يفهم ما يريد أو يستجيب لما يريد إلاّ القلّة القليلة التي ناصرته حتىّ أنّ بعض أعلام الأمّة كان في وادٍ غير الوادي الذي كان فيه الإمام عليه السلام.
الثاني: نعم حتى في الكوفة عاش الإمام الغربة أيضاً فقد طلب من بعضهم النصرة فقد مواله جواداً.. ما رأيك بهذا الموقف؟
الأول: نعم حقاً إنه الجهاد في الغربة وأيضاً الإمام(ع) يفقد أعزّ أعزّته أمام ناظريه ( أبناءه وأبناء أخوته وأبناء أعمامه، زهور بني هاشم تتساقط الواحد تلو الآخر أمام ناظريه، حتّى طفله الرضيع لم يسلم أضف إلى ذل أنّ الإمام كان يعلم أنه بمجرّد استشهاده ستسبى عياله البريئة الطاهرة، وتسلب أموالهنّ وتؤسرن وتعذّبنَ.
الثاني: الإمام الحسين (ع) كان يعلم بكل ما سيحصل؟ آه ما أصعب هذا الجهاد بالإضافة إلى عطشه وعطش عياله، الأطفال، العجائز، الرضيع، وسبط الرسول (ص) من تتسابق الملائكة لمشاهدة نور وجهه والتبرّك به ويأمل الأنبياء والأولياء أن تكون لهم مثل منزلته هذا الإمام بكلّ هذه العظمة والمكانة والمنزلة يستشهد في هكذا جهاد وهكذا شدّة ومحنة !!.
الأول: نعم يا أخي ونحن الآن غرباء في العالم وليس معنى ذلك أننا ضعفاء بل أقوياء جداً ولكن عبّر عن هذا المفهوم الإمام القائد قائلاً: " شعبنا وحكومتنا هم أقوياء وسيدا أمورهما ولكن في الوقت ذاته غرباء مظلومين، نحن اليوم غرباء في العالم، فلا أحد يساندنا، ... فأكثر القوى المستكبرة في العالم تعادي شعبنا وتتعامى عن حقّه وتوجّه إليه سهام حقدها واتهامها وتتناس وتنكر حسناته وفضائله وتقوم بتضخيم نقاط ضعفه... فغربة ومظلوميّة الشعب الإيراني يجب أن تقويّكم أكثر وأني أقول أنها نعمة إلهيّة ".
الثاني: فليعلم الجميع أنّ سبب مظلوميّة الإمام الحسين(ع) هو عدم نصرة الناس وعدم الوفاء والالتزام من الأمة بالمقابل إنّ سر انتصار الإسلام وسر انتصار المقاومة هو توحيد الناس حولها والوفاء لها ونصرتها في كلّ الظروف والأحوال حتى لو اعتبرها كل العالم إرهاباً، وتصف أنّ إسرائيل جرثومة الفساد هي الحمل الوديع الطاهر الذي يتعرّض دوماً للافتراس من قبل الذئب.
الخاتمة: إنّ أبرز ما تميّزت به ثورة كربلاء هو جهاد الحسين المظلوم (ع) في الغربة ( غربته عن وطنه، عن مناصرة مجتمعه، استشهاد جميع العيال والأنصار، وبعد بقاء الإمام وحيداً فريداً في ساحة كربلاء، غريباً، مظلوماً، عطشاناً) هذه الميّزة جعلت من ثورته خالدة مميّزة على مرّ التاريخ ومن أجل هذه الميّزة تحمّل الإمام الحسين(ع) كلّ العذابات ليصل إلينا الإصلاح سالماً لم تلوّثه يد المتخاذلين.
يجب علينا نحن في كشّافة المهدي (عجل الله فرجه) أن نلازم الحق وأهله، وخط الإسلام المحمدي الأصيل، نهج الإمام الخميني المقدس فنطيع سيدنا الخامنئي نناصره ونجاهد تحت راية المقاومة لنكون ممهدين لدولة صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه) مناصرين له.
والحمد لله رب العالمين
برامج
1857قراءة
2015-11-17 17:54:58