كم تجد مثل هذا!؟
تعود قصتنا إلى زمان بعيد؛ حيث جاء أحدهم إلى رجل معروف بتقواه وإيمانه وعدله، جاءه يطلب منه أن ينهض ليطالب بحقّه في قيادة الأمة مؤكدًا أن معه مئة ألف مستعدون للقتال بين يديه، ولم يكن الرّجل الصالح سوى الإمام الصادق(عليه السلام).
الرجل: يا بن رسول الله، لا يجوز لك القعود عن حقّك ولك في خراسان مئة ألف رجل يُقاتلون بين يديك مِنْ شيعتك .
الإمام الصادق(عليه السّلام): وأنت منهم؟.
الرجل: نعم، جعلت فداك يا سيدي.
فقال له الإمام(عليه السّلام): اجلس. فجلس، ثمّ أمر الإمام(عليه السّلام) الجارية قائلاً: يا جارية، أسجري التنور. فسجرته حتّى صار اللّهب يتصاعد مِنْ فم التنور، فالتفت الصادق(عليه السّلام) إلى الرجل وقال: أنت مِنْ هؤلاء الذين ذكرت أنّهم يطيعون أمري؟.
فقال الرجل: نعم سيدي أفديك بروحي.
فقال(عليه السّلام): قم وادخل في هذا التنور.
الرجل: أقلني أقالك الله يا بن رسول الله.
فقال(عليه السّلام): قد أقلتك .
فبينما هم كذلك إذ دخل أبو هارون المكّي(رحمه الله) فسلّم، فردّ (عليه السّلام) وقال له: يا أبا هارون, ادخل في التنور.
فقال له: سمعًا وطاعة. ثم ألقى نعله وشمّر عن ثيابه ودخل في التنور, فقال الإمام(عليه السّلام): يا جارية، اجعلي عليه غطاءه -أي غطاء التنور- فغطّته .
ثمّ التفت الإمام(عليه السّلام) إلى الرجل وصار يحدّثه، فقال الأخير: إئذن لي يا سيدي أنْ أقوم وأنظر ما جرى على هذا الرجل.
فقال(عليه السّلام): نعم. ثمّ قام ومعه الرجل وكشف الغطاء عن التنور، وإذا أبو هارون جالس على رماد بارد، فقال له الإمام(عليه السّلام): اخرج. فخرج صحيحًا سالمًا لمْ يصبه أيّ أذى .
فقال(عليه السّلام): كم تجد مثل هذا في خراسان؟. فقال الرجل: ولا واحد يا بن رسول الله .
فهل ترانا نكون مع وليّنا كما كان أبو هارون المكّي مع وليّه؟؟