من خطبة السيدة زينب في الكوفة
يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدروالخذل، ألا فلا رقأت العبرة،ولا هدأت الزفرة، إنما مَثلُكم كمثل التي {نقضَت غزلَها مِن بعدِ قوّةٍ أنكاثاً تتخذونَ أيْمانَكمدخَلاً بينَكم}
هل فيكم إلا الصّلَفُ والعُجبُ والشَّنْفُ والكذبُ. وملَقُالإماءِ. وغمزُ الأعداءِ. أو كمرعى على دِمنة. أو كفضة على ملحودة، ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخِط الله عليكم. وفي العذاب أنتم خالدون.
أتبكون أخي؟!
أجل! والله فابكوا. فإنكم أحرى بالبكاء. فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، فقد اأبليتُم بعارها، ومُنيتم بشنارها، ولن ترحَضُوها أبداً.
وأنى ترحَضون قتلَ سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة، ... ، والمرجع إليه عند مقاتلتكم ومَدَرَةحججكم، ومنار محجّتكم، ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم. وساء ما تزرون ليوم بعثكم. فتَعساً تَعساً، ونَكساً نَكساً، لقد خاب السعي، وتبتالأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتمبغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة.
أتدرون -ويلكم- أي كبد لمحمد (صلى الله عليه وآله) فرثتم؟!
وأي عهد نكثتم؟!
وأي كريمة له أبرزتم؟!
وأي حرمة له هتكتم؟!
وأي دم له سفكتم؟!
دليلة
1103قراءة
2016-01-16 11:37:29
fatimaM |