قصة الرجل والأسد
كان رجل يتمشى في الأدغال..وبينما هو كذلك ..سمع صوت عدو سريع والصوت في ازدياد ووضوح التفت الرجل إلى الخلف، وإذا به يرى أسدًا ضخم الجثة منطلق بسرعة خياليّة نحوه. ومن شدة الجوع الّذي ألم بالأسد أن خصره ضامر بشكل واضح... أخذ الرجل يجري بسرعة والأسد وراءه .... وعندما أخذ الأسد يقترب منه رأى الرجل بئرا قديمة. فقفز الرجل قفزة قوية فإذا به في البئر أو ما يشابه كهف كبيرا بداخله بئر مياه. وأمسك بحبل البئر الّذي يسحب به الماء ..وأخذ يتمرجح داخل البئر وعندما أخذ انفاسه وهدأ روعه وسكن زئير الأسد.لحظات وبدأ يسمع صوت ثعبان ضخم الرأس عريض الطّول بجوف البئر.. وفيما هو يفكر بطريقة يتخلص منها من الأسد والثعبان، إذا بفأرين أسود والآخر أبيض يصعدان إلى أعلى الحبل، وبدءا يقرضان الحبل وانهلع الرجل خوفا.
هزّ الرجل الحبل بيديه بغية أن يذهب الفأرين، وزاد من عملية الهز حتى أصبح يتمرجح يمينا وشمالًا بداخل البئر حتّى اصطدم بجوانب البئر. فأحس بشيء رطب ولزج يضرب بمرفقه، وإذا بذاك الشيء عسل النحل، والنحل تبني بيوتها في الجبال وعلى الأشجار وكذلك في الكهوف.
تذوق الرجل العسل وكررذلك مرارًا لشدة حلاوة العسل، فنسي الموقف الذي هو فيه..
عزيزتي الدليلة إذا ما قررنا تحليل هذه القصة على واقع حياتنا، يمكننا القول أنّ:
الأسد كالموت الّذي يجري وراءنا. والبئر الذي به الثعبان هو قبرنا. الحبل يشبه عمرنا المتعلقين به.أمّا الفأرين الأسود والأبيض فهما أعمالنا الحسنة والسيئة، والعسل فهو الدنيا التي أنستنا الموت والحساب ...
اللهم اجعلنا من الذاكرات لك المتمسكات بديننا وليس بدنيانا ولا تخرجنا من هذه الدنيا إلا وأنت راض عنّا.
رد مع اقتباس
دليلة
1309قراءة
2016-01-16 11:41:10