إنّ المقامات المعنويّة لفاطمة الزهراء (سلام الله عليها) هي بين المقامات المعنويّة الأسمى لعددٍ محدودٍ من البشر. إنّها معصومة؛ العصمة هي ميزة خاصّة للمختارين الإلهيّين من بين البشر؛ وهذه العظيمة -فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)- هي من جملة أولئك، وبالالتفات إلى هذه الحقيقة وهي أنّ هذه المرأة المسلمة المجاهدة في سبيل الله، كانت تبلغ العشرين من عمرها فقط- على اختلاف الروايات من الثامنة عشرة وحتى الخامسة والعشرين ؛ امرأة شابّة لديها هذه المرتبة المعنويّة العالية التي تضعها في الصف الأوّل بين الأولياء والأنبياء؛ بحيث سمّاها الرسل الإلهيّون "سيّدة نساء العالمين".
إضافةً إلى هذا المقام المعنوي، فإنّ تجلّي خصال بارزة وأعمال مهمّة في الحياة الشّخصيّة لهذه السيّدة العظيمة جعل كلّ واحد من هذه الأعمال والخصال درسًا وعبرةً: تقواها وعفّتها وطهارتها وجهادها وتبعّلها وتربية أولادها ووعيها السّياسيّ وحضورها في السّاحات الأهمّ لحياة الإنسان في تلك المدّة- سواء في مرحلة طفولتها وصباها أم في مرحلة زواجها- كلّها دروسٌ وعبر؛ ليس فقط لكُنَّ أيّتها السيّدات، بل هي دروسٌ لكلّ البشريّة. بناءً على هذا، فإنّ هذا الاقتران هو فرصة؛ يجب علينا التّمحيص في حياة فاطمة الزهراء، وجعل تلك الحياة نموذجًا وقدوةً بكلّ معنى الكلمة، من خلال نظرة جديدة إليها.
من كلام للإمام الخامنئي حفظه الله