احترام الأهل من الأولويات والواجبات التي حث عليها ديننا الحنيف، وخاصة احترام الأم وإليكن قصة عاشق للنبي قضى عمره من دون أن يراه،..
أويس القرني وهو من أهل اليمن يحبّ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حبّاً جمّاً، فأخذه الشوق لزيارة النبيّ صلى الله عليه واله وسلم، وكانت له أمّ عجوز لا طاقة لها على فراقه.
وذات يوم استأذن أمّه ليذهب لزيارة الرسول صلى الله عليه واله وسلم، فلمّا رأت منه إصراراً ممزوجاً بالشوق، قالت له: لقد أذنت لك بشرط أن لا تبقى في المدينة أكثر من نصف نهار.
وافق أويس على شرط أمّه وتوجّه نحو المدينة، ولمّا وصلها توجّه طالباً رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لِئلاَّ يضيِّع الوقت عليه، فقال له رجل إنّ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قَدْ خَرَجَ مِنَ المدينةِ وَلن يعودَ قبلَ الغروب، فحزِنَ أويسٌ واغتمَّ لِمَا ناله من التعب والمشقّة وهذه النهاية المحبطة، لأنّه لن يستطيع أن ينتظره حتّى الغروب لأنّه قبِل بشرط أمّه أن لا يبقى أكثر من نصف نهار، فعاد إلى اليمن كئيباً حزيناً منكسرَ القلب.
ولمّا رجع الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم إلى المدينة قال:"ما هذا النورُ الذي يَشِعُّ في الدارِ؟"، فقيل له:إنّ أعرابيّاً جاء من اليمن واسمه أويس وأراد لقاءك، ولكنّه لم يستطع الإنتظار ورجع، وحينما سمع النبيّ صلى الله عليه واله وسلم بذلك قال:نعم إنّ أويساً حلّ في دارنا وأهدانا هذا النور ثمّ قال صلى الله عليه واله وسلم:عِطْرُ الجنَّةِ يَهُبًُّ من اليمنِ، كَمْ أَنا مُشتاقٌ لكَ يا أُوَيْس، مَنْ لَقِيَهُ فَلْيُبَلِّغْهُ عَنِّي السَّلامَ.
وبالفعل عاد أويس ولم ير النبي، ولم يحظى بشرف لقائه أبدًا...، لكنّه نال مرتبة عليا عند رب العالمين..