إنّ الزهري رأى علي بن الحسين (عليهما السلام) في ليلة باردة ممطرة وعلى ظهره دقيق وهو يمشي، فقال: يا بن رسول الله ما هذا ؟!
أجاب: أريد سفرًا أعدّ له زادًا، أحمله إلى موضوع بعيد.
قال: فهذا غلامي يحمله عنك، فأبى!
قال: أنا أحمله عنك فإني أرفعك عن عمله.
قال علي عليه السلام: لكني لا أرفع نفسي عمّا ينجيني في سفري، ويحسن ورودي على ما أرد عليه، فأسألك بحق الله لما مضيت لحاجتك وتركتني.
فلما كان بعد أيام قال له: يا بن رسول الله: لست أرى لذلك السفر الذي ذكرته أثراً !؟
قال: بلى يا زهري، ليس هو ما ظننت، ولكنه الموت وله أستعد، إنّما الإستعداد للموت تجنّب المحارم.