12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> كيف كانت حياتها؟

كيف كانت حياتها؟ 
كانت إلى ما قبل الزواج حينما كانت فتاة، تعامل أباها، وهو على ذلك القدر من العظمة، بحيث كنّيت بـ "أمّ أبيها" في الوقت الذي كان نبيّ الرحمة والنور ومؤسّس الحضارة الحديثة والقائد العظيم للثورة الخالدة يرفع راية الإسلام. وما كنّيت بـ "أمَ أبيها" اعتباطاً، فقد كانت الزهراء إلى جانب أبيها، تزيل بيديها الصغيرتين غبار الحزن والغمّ عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، سواء في مكّة أم في شعب أبي طالب مع كل شدائدهما، أم عندما بقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحيداً مكسور القلب بوقوع حادثتين في فترة قصيرة، هي وفاة خديجة عليها السلام ووفاة أبي طالب عليه السلام حيث أحسّ النبيّ بالغربة، هذا هو منشأ كنيتها بـ "أم أبيها".
لقد كانت السيّدة الزهراء عليها السلام في سنّ سبع سنوات - بشأن تاريخ ولادتها يوجد روايات مختلفة - حين حدثت قضية شُعب أبي طالب. لقد كانت هذه القضية مرحلة صعبة جداً في تاريخ صدر الإسلام، أي أنّ دعوة النبيّ كانت قد بدأت وصارت علانية، وبالتدريج بدأ أهل مكّة - وخصوصاً الشباب، وبالأخص العبيد - يقبلون ويؤمنون به، ورأى صناديد قريش كأبي لهب وأبي جهل وغيرهما أنّه لا بدّ من إخراج النبيّ وكلّ من معه من مكّة، وهذا ما فعلوه. ..
وفي هذه الأثناء، وعندما كان النبيّ يقاسي أشدّ أنواع المحنة، توفّي - وفي ظرف أسبوعٍ واحد - أبو طالب الّذي كان الداعم للنبيّ ويُعتبر أمله، والسيّدة خديجة الكبرى الّتي كانت تقدّم أكبر عونٍ روحيّ له، فكانت حادثة عجيبة جداً، أصبح النبيّ بعدها وحيداً فريداً.

إن مَن يترأس مجموعة معيّنة، يعلم ما معنى مسؤولية المجموعة. ففي مثل هذه الظروف يصبح الإنسان متحيّراً. انظروا إلى دور فاطمة الزهراء عليها السلام في مثل هذه الظروف. عندما يتأمّل الإنسان في التاريخ فإنّ هذه الموارد الّتي ينبغي أن تكون ملحوظةً في الزوايا والتفاصيل، للأسف لم يتمّ فتح أي بحث لها. لقد كانت فاطمة الزهراء عليها السلام كأمّ ومشاور وممرّضة بالنسبة للنبيّ. هناك حيث قيل "فاطمة أمّ أبيها". إنّ هذا متعلّق بذاك الوقت، أي عندما كانت بعمر ست أو سبع سنوات... وهذا ما يؤدّي إلى الشعور بالمسؤولية. ألا يمكن أن يكون ذلك قدوةً لأيّ فتاة، بحيث تشعر بالمسؤولية والنشاط فيما يتعلّق بالقضايا المتعلقة بها بشكل سريع؟ إنّ هذا الرأسمال العظيم للنشاط الموجود فيها، كانت تنفقه من أجل أن تزيل غبار التكدّر والغمّ عن وجه أبٍ لعلّه قد مرّ على عمره أكثر من 50 سنة وقد قارب سن الهرم. ألا يمكن أن يكون هذا بالنسبة للفتاة نموذجاً وقدوةً؟ هذا مهمٌّ جداً.

 


في مثل هذا العالم ربّى النبيّ الأكرم بنتاً صارت لائقةً بأن يأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقبّل يدها! إنّ تقبيل يد فاطمة الزهراء عليها السلام ، من قبل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لا ينبغي أن يؤخذ أبداً على معنىً عاطفيّ. فهذا أمرٌ خاطئٌ جداً، لو تصوّرنا أنّه يقبّل يدها فقط لأنّها ابنته ولأنّه يحبّها. هل شخصيةٌ بمثل هذه العظمة، وبمثل تلك العدالة والحكمة، الّتي كانت في النبيّ وهو يعتمد على الوحي والإلهام الإلهيّ ينحني ويقبّل يد ابنته؟ كلا، إنّ هذا أمرٌ آخر وله معنىً آخر. إنّه يحكي عن أنّ هذه الفتاة وهذه المرأة عندما ترحل من هذه الدنيا في عمر 18 أو 25 - قيل 18 وقيل 25 - تكون في أوج الملكوت الإنسانيّ وشخصاً استثنائيّاً. هذه نظرة الإسلام إلى المرأة. 
(من كلام للقائد الخامنئي حفظه الله04/10/1370)

 

دليلة
2906قراءة
2017-03-15 09:14:44

تعليقات الزوار


إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا