نهج خطّ بالتضحية، توّج بالنصر، ارتسمت معالمه بالإخلاص والوفاء والإيثار ....
لبّى الأمير (عليه السلام) دعوة الحقّ على لسان الحقّ "رسول الرحمة" وكانت الإستجابة ... أوتسلم يا رسول الله ...؟
دعوةٌ للشهادة... وضيافة لفراش تحفّه المخاطر ... آثر الأمير (عليه السلام) فيه المبيت مستشرفاً فيه صيانة الإسلام المتمثلة آنذاك بسلامة الرسول (صلى الله عليه وآله)؛ غير آبه للنتائج المترتبة فكان الفوز سلامة في الدنيا والدين؛ حيث نزل قول الحق تعالى في ذلك :بسم الله الرحمن الرحيم: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد" (البقرة/207)....
تمثّل علي (عليه السلام) حينذاك بأداء التكليف رغم المخاطر، راسماً معالم التّضحية في سبيل نهج الحق.
ما أعظمها من تضحية! هل يمكن قياسها بتضحياتنا ...؟ هل يقارن بذل الوقت ببذل المهج...؟ هل يتماثل تلبية نداء الموت بتلبية الدعوة لعمل... أو خدمة لجيل...
رسالة تضحية من مرشد رباني "أمير المؤمنين (عليه السلام) " لدليلة آثرت على نفسها العمل والمضيّ لخدمة المسيرة المهدوية، التمست معاني الإخلاص والوفاء والإيثار، فباعت نفسها ابتغاء مرضات الله لا تسأل النّاس أجراً...
حَملت وحملت همّ التمهيد لدولة صاحب الزمان ( عجل الله تعالى فرجه) تاركة وراءها عبث الحياة وزخرفها، وشظف ملذات الدنيا، راغبة بالرأفة الإلهية والرضوان، التي وعد الله بها عباده الصالحين والصادقين قولاً وعملاً .