12 سنة من العطاء

 

جديد المواضيع

خيمة الدليلات >> البرزخ واليوم الآخر

البرزخ واليوم الآخر من روائع الكلام للإمام الخميني قدس سرّه

- لما كانت موارد هذا العالم، وما به من العسر والمزاحمات والضيق، مما يستعصي على حرية الإنسان ونفوذ إرادته، فلا بد إذاً من أن يكون هناك عالم آخر تكون للإرادة فيه كلمة نافذة، ولا تستعصي مواده على نفوذ إرادة الإنسان، ويكون الإنسان في ذلك العالم فعالاً لما يشاء، والحاكم بما يريد حسبما تقتضيه الفطرة.

- ينبغي علينا أن نقول إنه يوجد فرق في كسب الفضائل، لأن التجرد العقلاني - وبمجرد الخروج من دار الطبيعة - لا يكون كاملاً، بل هناك برزخ موجود أيضاً، ويجب اجتياز ذلك البرزخ بالحركة الجوهرية، والدخول إلى التجرد العقلاني الصرف.

- يقع عالم الطبيعة في نهاية موجودات عالم الوجود... أي في نهايته وآخره، وإن أحط العوالم هو عالم الطبيعة.

 

- إن لأهل البرزخ وجوداً برزخياً، وهو وجود بين التجرد العقلاني والوجود الجسماني الطبيعي، لذا فإن جنة السعداء ستكون جنة برزخية، وجهنم الأشقياء ستكون جهنم برزخية.

 

- إن عالم البرزخ هو مرتبة قهرية من مراتب الوجود.

- إن الذين كسبوا في هذا العالم الفضائل والمطالب العقلائية يكون طريقهم البرزخي قصيراً، ويصلون بسرعة إلى عالم التجرد العقلاني. ولهم سير برزخي أقل، وحركة جوهرية برزخية سريعة لأنهم أكثر استعداداً لنيل التجرد العقلاني بفضل كسبهم للفضائل العقلانية. وكذلك الذين كسبوا الرذائل، فإنهم يصلون بسرعة إلى جهنم التجرد الكامل، ولا يتأخرون كثيراً في جهنم البرزخ.

- إن خروج الإنسان من هذا العالم بأي شكل من الأشكال يعني الدخول في عالم القبر.

- إن عالم القبر هو عالم البرزخ نفسه. سئل الإمام الصادق عليه السلام: ما القبر؟ قال: "القبر هو البرزخ".

 

- بالجملة فإن صريح الروايات يقول: إن البرزخ متعين في عالم القبر. والبرزخ يعني بقاء الأنس بالطبيعة، وعندما ينتهي هذا الأنس بسبب البروز والظهور والغَلبة لعالم الغيب، فإن التوجه لدار الطبيعة ينقطع، وانتهاء هذا الأنس يعني البعث والقيامة الكبرى.

 

- إن لكل إنسان برزخاً يختلف عن برزخ الآخرين. وإن التوقف في عالم القبر يختلف باختلاف أُنس الأشخاص بدار الطبيعة، إلا أن هذا لا يُنافي اجتماعهم يوم القيامة، لأنه لا يوجد غيب في ذلك العالم، ولا يوجد مكان وزمان حتى يحصل البعد، أو أي سبب آخر لبعد الحضور. فالكل مجتمعون ويرى أهلُ الجنة أهلَ النار وبالعكس، لأن الجنة والنار فوق الزمان والمكان.

- بما أن إدراك النفس في البرزخ وبعد الموت يكون أكبر، فإنها مجال للتجارة هناك، لكنه (أي الإنسان) يأخذ متاعه معه من هذه الدنيا، وتتحد المَلكات التي اكتسبها مع ذاته. ويظهر هناك باطن ذاته، وتُنشئ النفس صوراً طِبق نفس الملَكة التي كانت في هذا العالم.

 

- لو جمعوا جميع نيران هذه الدنيا لما تمكنوا من حرق روح الإنسان، أما هناك فإن النار إضافة إلى أنها تُحرق الجسم فهي تُحرق الروح أيضاً، وتُذيب القلب وتُحرق الفؤاد.

- عندما تراه (أي العذاب) سوف تفهم أي عذاب قد أعددته بنفسك لنفسك عندما اغتبت. فإن الصورة الملكوتية لهذا العمل قد أُعدت لك، وسترَد عليك، وتُحشَر معها، وستذوق عذابها، وهذه هي جهنم الأعمال.

 

- إننا لا نستطيع أن ندرك صعوبة وشدة حرارة نار الآخرة في هذا العالم.

- يَستعصي على النفس في هذا العالم أن تظهر بكامل قِواها، أما الآخرة فهي عالم ظهور النفس.

- نار هذه الدنيا هي نار باردة ذاوية وعرضية ومشوبة بمواد خارجية غير خالصة. أما نار جهنم، فهي نار خالصة لا تشوبها شائبة، وجوهر قائم بذاته، وحي ذو إرادة، تُحرق أهلها بإدراك، وتشدد الضغط عليهم بقدر ما هي مأمورة به.

أي عمل نؤديه هنا له صورة برزخية وصورة ملكوتية، ونحن سنصل إليها..

دليلة
1291قراءة
2018-07-20 12:12:30

إعلانات

 

 

12 سنة من العطاء

إستبيان

تواصل معنا